بجوار خزينة النقد الأجنبى وفى واحد من كبريات البنوك نجد الأعلان الأتى، إلى عملاءنا الكرام ( أن صرف التحاويل الواردة بالعملات الأجنبية نقدا بالدولار للعملات ، يتوقف على رصيد خزينة البنك من الدولارات ،وكما تعلمون فإن العملة المحلية الورقية يمكن الحصول عليها من بنك السودان فى أى وقت ،أما العملات الورقية الاجنبية فتعتمد فى الحصول عليها من مشتروات القادمين فقط اذ ليس البنك المركزى مسؤلا أن يوفرها لانه لايصدرها، وسوف يسعى البنك جاهدا لتوفير مايحتاجه العملاء من مشترواته ومما يمكن أن يحصل عليه من البنوك الاخرى ، أما اذا تعذر ذلك فاننا نضع أمام العملاء الخيارات التالية (1)الحصول على مايعادل التحويل بالريال السعودى أو الجنيه الأسترلينى أو أى عملة أخرى متوفرة لدى البنك (2) أضافتها لحساباتهم بالعملة الاجنبية (3) الحصول على التحويل بشيك مصرفى(4) تحويلها الى اية جهة يريدونها (5) بيعها لصرافة البنك بسعر شراء البنك السائد يوم الصرف (6) ونؤد أن نؤكد أن جميع هذه البدائل متاحة للعميل وأن أرصدة البنك من العملة الاجنبية متوفرة لمقابلة أى تحويل. ولكن قد يكون العجز فى العملة الورقية والتى نسعى لتوفيرها ما أمكن وإلا فالخيارات أعلاه مطروحة ، الخيار الأول تسليم المبالغ المحولة بغير العملات الى تم التحويل بها والمتوفر من العملات لمقابلة التحويل بالدولارفقط ( الريال السعودى ، الجنيه الأسترلينى) ، الاضافة للحساب وعدم التمكين من السحب منها نقدا ، التحويل بشيك مصرفى غير قابل للصرف نقدا ، تحويلها لأى جهة يريدونها لايمكنها صرف نقدا ، بيعها لصرافة البنك بسعر شراء البنك السائد يوم الصرف ! ( حوالى 6.41 جنيه للدولار) ، مضمون هذا الاعلان تعتمده اغلب البنوك الاخرى ، و هو يتعارض مع أخر منشور معلن صادر من بنك السودان بخصوص تحويلات العملات الأجنبية ، ويبدو أن بنك السودان وصل مرحلة متأخرة فى اى إلتزام لتوفير النقد الأجنبى وفقا لتوجيهات الحكومة ، فلم يوفر البنك النقد الأجنبى لقطاعى الدواء والدقيق ، وبعد أقرار سياسة لاستيراد بدون تحويل قيمة وجه بنك البنوك بمخاطبة كل الموردين اللذين يوفرون الدولاؤ من مواردهم الذاتية لسحب أرصدتهم بالعملة الحرة( الدولار ، اليورو ، الدرهم ) المخصصة للأستيراد من حسابات الأستيراد وذلك يعنى أن بنك السودان لن يوفر اى أعتمادات بهذه العملات لاى عمليات استيراد ، وبهذا فإن بنك السودان يتخلى عن أهم وأجباته فى تنظيم سوق النقد الأجنبى وتوفير سقوفات التمويل لعمليات الاستيراد، هذا باختصار يعنى أختناق الأقتصاد السودانى ومؤشر لعملية أنهيار بدأت معالمها ، وطبعا هذا لن يساعد على تخفيض سعر الدولار ، ويتفق الكثير من المراقبين أنها بمثابة تخفيض و ( تعويم ) غير معلن لقيمة الجنيه السودانى ، وتحوله الى ورقة لاقيمة لها، و تحذيرات من توقف الانتاج نهائيآ ، فى الاسبوع الماضى اعلن وزير السياحة ان النشاط السياحى وفر (930) ملون دولار ، وزارة المعادن تتحدث عن قرابة (2) مليار من مبيعات الذهب غير ذهب شركة ( سبرين الروسية) ، و حصائل الصادر الاخرى ، اين تذهب هذه المليارات من الدولارات ؟ و اين المساعدات العربية و الخليجية و الودائع القطرية ؟ البنك يستلم تحاويل بالدولار فكيف يعجز عن صرفها لمستحقيها بالدولار ، ايها الناس احترموا عقولنا و اوفوا بحقوقنا ، ان قادم الايام خراب و يباب، انها النهاية ، [email protected]