*الزمان خمسينات القرن الماضي..المكان ..مطار تشيريميتيفا في موسكو..المتحدث مبعوث ليبيا الي الاتحاد السوفييتي,المتحدث اليه سفير السودان في موسكو...!! *هكذا سطر الاستاذ احمد محمد الأمين عموده خلف الظلال قبل اكثر من ربع قرن وبالتحديد في الثالث والعشرين من فبراير 1999... *وصل المبعوث الليبي موسكو لأول مرة,ومن المطار طلب الاتصال بالسفارة السودانية في موسكو وكان له ما اراد...! *حولت السكرتيرة المحادثة للسفير الذي اعتقد انه كان الأستاذ احمد,الذي أدهشه ما سمع...! *المتحدث الليبي قال له انه اتي من ليبيا وبتوصية من هناك أن يتصل بالسفارة السودانية لتساعده في فتح سفارة لليبيا في موسكو...!!! *وصل المبعوث الليبي للسفارة السودانية وجلس مع الأستاذ احمد الذي لم يستطع كبت السؤال ولماذا السفارة السودانية!؟ *والآن انتبهوا جيدآ, وسيطروا علي احاسيسكم,واحبسوا دموعكم,فالأمر أكبر من ذلك بكثير...! *المبعوث الليبي اعتدل في جلسته وأجاب: (ان هذه توصية خاصة أوصاني اياها جلالة الملك ادريس السنوسي)واستطرد يقول: (اأثناء الحرب العالمية الثانية كانت ليبيا مستعمرة ايطاليه وكانت تحت الاحتلال الايطالي,وايطاليا كانت حليفآ لألمانيا في دول المحور,وبريطانيا في حالة حرب مع دول المحور.وكانت معركة طبرق التي انتصر فيها الحلفاء علي دول المحوروتم الاستيلاء علي طبرق)... *أمر القائد البريطاني جيشه باستباحة المدينة لمدة ثلاثة أيام كما هي العادة في الحروب اللاأخلاقية...! *وهنا حدث ما لم يتوقعه مونتقومري قائد الحلفاء وما لم يخطر ببال روميل قائد الجيش النازي... *الكتيبة السودانية التي كانت تشكل أهم عناصر الجيش المكون من هنود وبيرطانيين وغيرهم,وقفت شاهرة سلاحها في حالة استعداد للقتال دفاعآ عن حرائر طبرق العربيات المسلمات ...! *أعلن الضابط قائد الكتيبة لقائد الجيش الأعلي اعلانآ مدويا تردد أصدائه الي اليوم أرجاء طبرق: (لن تستبيحوا طبرق الا عبر أجسادنا,ولتعلم أن نساء طبرق المسلمات هم عرضنا,وسندافع عنهن حتي آخر رجل منا) *أمام هذا الموفق الرجولي الرسالي لم يجد القائد العلي لجيوش الحلفاء سوي اصدار امر لجيشه بعدم دخول المدينة والبقاء في اماكنهم...!!! *ورضخ القائد الذي دوخ روميل ثعلب الصحراء واستسلم أمام بطولة الكتيبة السودانية التي عبر قائدها للقائد البريطاني بكلمات كانت اقوي بكثير من الصواريخ عابرة القارات...!!! *بهذه الكلمات حفظ الجيش السوداني عرض حرائر ليبيا,وهذا ما جعل الملك السنوسي رحمه الله يأمر مبعوثه بالاتصال بالسفارة السودانية قبل أن يقدم أوراق اعتماده للدولة التي ابتعثه سفيرآ فيها...!!! *قدمت ليبيا اول ما قدمت في موسكو اوراق اعتمادها للسفارة السودانية في موسكو عرفانآ وتقديرآ للموقف النبيل في موقف انعدمت فيه الأخلاق والمثل العليا...!!! *الحرب هي قمة اللاأخلاق ولكن الجيش السوداني بث أخلاقه بموقفه الرجولي هذا,الأمر الذي لم يعتبره القائد البريطاني تمردآ,باصداره أمرآ لبقية الجيوش بعدم دخول المدينة...!!! *أتصور حالك ألآن القارئ العزيز وقد قرات هذه القصة,انها ذات الحالة التي يصفها كبارنا بالدارجية المعبرة(شعرة جلدي وقفت صوفه صوفه أوشعرة جلدي كلبت)..!!! *انه جيشنا السوداني الأصيل الذي حاولوا بعمليات التعرية السياسية أن يشوهوا صورته الزاهية ولكن هيهات ,فحواء السودان الودود الولود التي ولدت فرسان طبرق لقادرة علي ولادة احفادهم,فحواء السودان ما زالت ذاتها لم تتغير والرجال هم الرجال,يظهرون ساعة الحاجة اليهم,فالرجال مواقف...!!! *وهذه المواقف هي التي يسجلها التاريخ بحروف من ذهب.شكرآ لسعادة السفير أحمد محمد الأمين اينما كان لمقالته المعبرة عن شهامة الجيش السوداني التي استسلم أمامها أكبر قادة عرفهم التاريخ الحديث,وقد بثت فينا الأمل من جديد أن جيشنا الباسل سيعود سيرته الأولي...سيعود... [email protected] .