طائرة الانتينوف التي سقطت مؤخرا في الابيض ليست هي الأولى في مسلسل سقوط الطائرات الروسية بالسودان وتحطمها ومقتل جميع من فيها ، ولن تكون الاخيرة . لكنك ان تعجب فعجبك على مرور الحادثة مرور الكرام ، وفي ذلك تحقيق لقول هتلر :(وفاة مليون احصاءات) وتناسى الجميع الشق الاول من مقولته وفاة واحد مأساة ،فكل واحد من هؤلاء هو ماساة لاسرة . رحم الله من قضوا في سقوط هذه الطائرة وغفر لهم وجعل جنات الفردوس لهم نزلا واحسن عزاء أهليهم من والدين وزوجات وابناء وأخوات واخوان واعمام وعمات واخوال وخالات وءصحاب واحباب وجيران ، أقول جميع هؤلاء واسال الله ان يفرغ عليهم صبرا ، فأعرف تماما مرارة مثل هذا الحادث الأليم . إذ أنني اذكر احد اقاربي وقد قضى ابن له في حادث طائرة مشابهة ، وقد خرجت الاخبار ببساطة سقوط طائرة انتينوف وموت جميع طاقمها .. اعرف هذا القريب ورغم مرور سنوات على اسنشهاد ابنه الضابط ، وهو الولد البكر ، ولايزال يعيش في في الغيبوبة والهذيان ويتالم وييكي كلما رأي صورة الضباط على التلفاز او سمع اخيار عنهم . وانت تنتابك مشاعر الحزن على من قضوا في هذه الطائرات المنكوبة لابد ان لك ان تقرا ملخص لما سقط منها خلال العقدين المنصرمين لتعرف مدى الخسار الذي يعانيه الوطن الجريح بفقدان أبنائه واغلى كنوزه من ضباط وطيارين واداريين وغيرهم ، وما لحق بالوطن من ضياع ثروة من المال تم شراء هذه الطائرات بها . 1998 : سقوط طائرة (انتينوف) الزبير محند صالح (نائب الرئيس) ووفد عسكري ومدني . 1999 : تحطم طائرة(انتينوف) عسكرية وقضى فيها 50 عسكري . 2001 : ابراهيم شمس الدين ووفد عسكري ومدني (طائرة انتينوف) . 2005 : تحطم الطائرة الرئاسية اليوغندية حاملة العقيد جون قرنق 2006 : طائرة عسكرية في مطار اويل ومقتل عشرين من الجيش السوداني . 2008 : تحطم طائرة عسكرية بين واو وجوبا قتل فيها وزير الجيش الشعبي و19 عسكري . 2012 : هو عام الموت بالطائرات ، سقطت ثلاث طائرات في يوليو واغسطس وأكتوير قضى فيها 54 شخص بين عسكرى وشرطي ومدني . 2013 : سقوط طائرة عسكرية بمنطقة ابو كرشولا . كل هذا العدد من الطائرات وتقول التقارير ان السبب عطل فني مفاجئ . وعلى موقع الجزيرة قبل عدة سنوات يقول الكابتن شيخ الدين محمد عبدالله : ان الخطا البشري يمثل 70% من حوادث سقوط الطائرات في السودان . هل سمعنا بمحاسبة اي طرف من الاطراف ؟ هل ناقش البرلمان هذه الخسائر الكبرى مناقشة شفافة او حاسب محاسبة موضوعية من تسييوا في هذا الهدر ؟ كارثة كبرى وجرائم نكراء هل من المعقول السكوت عنها ؟ منذ اعوام تناقلت الاخبار انه سقط فصل في مدرسة بكوريا الجنويية فما كان من وزير التربية والتعليم الا ان قدم استقالته ! ونحن يضيع ايناء الوطن وتضيع ثرواته التي هي اصلا ضعيفة وهزيلة ولا احد يتحرك او يلفت النظر . الاسئلة تتناسل في اليافوخ ، علنا نجد لها الجواب الشافي : ألم يخرج لنا الرئيس مبشرا بغد افضل وسعيد فاين موقع هذه الحوادث التي تتكرر يوتيرة مرعبة من ذلك الغد ؟ هل حوادث الطائرات المتكررة هي تصفيات سياسية لمن يلمح ان له تحركات في اتجاه مغاير ؟ والسؤال الآخر هو ان معظم الطائرات التي سقطت هي طائرات عسكرية فهل يحاسب وزير الدفاع السابق ، الذي كوفئ بوظيفة والي ، ووزير الدفاع الحالي ؟ حصيلة القتلى الكبيرة هذه هل يصل الى اهلهم تعويضات؟ وهل تدفع الحكومة ديات لاهل من قضوا لان هناك جهة حكومية تسببت في هلاكهم ؟ وحسب قول كابتن شيخ الدين ان الخطا بشري ، فهل من خطط لمراجعة طرق التأهيل والتدريب وفرض رقابة على كليات الطيران؟ واخضاع الطيراين الاجانب الى اختيارات صارمة؟ ؟ وهل في هذه المجموعة من له قلب والقى السمع وهو شهيد يستطيع ان يخرج الى الملأ يحدث الناس بشفافية وصدق عن اوجه القصور وعن خطط جادة في اصلاحها ، وان يخرج للشعب السوداني يقدم تعازيه في خسائره البشرية والمادية المستمرة ، الشعب الذي حكم عليه بالموت ، فمن لم يمت بالفقر والجوع والمرض مات بالطائرات الخربة المتهالكة ناقصة الاسبيرات والاصلاح . [email protected]