مع تراجعها عن إجراءات أكثر صرامة، الحكومة تقترح إصلاحات في عمل القناة وتعين جهة جديدة مشرفة عليها لأول مرة منذ إنشائها. ميدل ايست أونلاين الحكومة تريد هيئة الاذاعة في 'صميم الحياة البريطانية' لندن - اقترحت الحكومة البريطانية الخميس تغييرات كبيرة في طريقة عمل قناة "بي بي سي" للحفاظ عليها في "صميم الحياة البريطانية"، مخففة خططا سابقة أكثر جذرية اثارت مخاوف حيال مستقبل القناة. وخلال الكشف عن المقترحات في البرلمان، قال وزير الثقاقة جون ويتينغديل انه لا يجب على هيئة الاذاعة ان تنافس فقط على التصنيفات مع منافسيها التجاريين المحليين. واضاف انه في خدماتها العالمية، على "بي بي سي" أن تعكس صورة بريطانيا وثقافتها وقيمها للعالم من خلال تغطية اخبارية دقيقة ونزيهة وعادلة. وتابع ويتينغديل إن "بي بي سي ما زالت ويجب أن تبقى دائما في صميم الحياة البريطانية. نريد لها ان تزدهر، ان تنتج برامج رائعة للجمهور وان تعمل كمحرك للابداع". واضاف ان "اصلاحاتنا تمنح بي بي سي استقلالية أكبر عن الحكومة في ما يتعلق بالمسائل التحريرية، وفي إدارتها، وفي وضع الميزانيات وخلال فترة اطول". وتابع الوزير ان "هذه الاصلاحات ستساعد بي بي سي في تحقيق رغبتها الخاصة بأن تصبح أكثر تميزا". وبموجب الخطة، سيتم تنظيم خدمات هيئة الاذاعة البريطانية من قبل مؤسسة خارجية، وهي وكالة "اوفكوم" المستقلة لمراقبة الاعلام، للمرة الاولى خلال 94 عاما من تاريخها. لكن الحكومة تفادت إجراءات أكثر صرامة مثل السماح لوزراء بأن يملوا على بي.بي.سي ما تذيعه خلال ساعات الذروة مثل مساء السبت أو حتى إجبارها على تسليم جزء من دخلها إلى شبكات بث تجارية أخرى. وتقاوم الهيئة بشدة أي تغيير تقول إنه قد يؤدي لتراجع شعبيتها لدى الرأي العام الذي يمول خدماتها. لكن منتقدين يقولون إنها مؤسسة مترهلة تعرقل المنافسين التجاريين عن طريق توفير أخبار ومعلومات مجانية بشكل مكثف على الانترنت الأمر الذي يعني أن الكثير من المؤسسات التجارية تعاني لفرض رسوم على محتواها. وقال آخرون إن تغطية بي.بي.سي الإخبارية منحازة سياسيا رغم أن المنتقدين يختلفون فيما إذا كانت منحازة لليمين أم اليسار. وقال المدير العام لبي.بي.سي توني هول "كان هناك نقاش كبير بشأن مستقبل بي.بي.سي. طرحت تساؤلات عن دورها ومكانها في المملكة المتحدة. هذا سليم وصحي وأرحب بهذا النقاش." وسيتم تشكيل مجلس ادارة جديد لمتابعة المسائل يوميا، علما ان بي بي سي ستتمكن من تعيين نصف الاعضاء ال14، والحكومة تعين ستة آخرين كحد اقصى. كما سيكون على بي بي سي الكشف عن رواتب الموظفين التي تتجاوز أجر المدير العام البالغ 450 الف جنيه استرليني سنويا. وسيناقش النواب هذه الخطط في وقت لاحق العام الحالي، قبل الموافقة على تجديد ميثاق المؤسسة لمدة 11 عاما. ويتم تمويل البي بي سي من خلال رسوم الترخيص السنوية وقيمتها 145 جنيها (210 دولارات) تدفعها الاسر البريطانية لمشاهدة البث التلفزيوني المباشر. وتجمع هذه الرسوم اكثر من 3.7 مليار جنيه سنويا.