قررت صحيفة الجريدة الاحتجاب عن الصدور لمدة يومين ابتداء من السبت على أن تعاود الصدور صباح الاثنين احتجاجاً على مصادرة جهاز الأمن والمخابرات الوطني للصحيفة لمدة أربعة أيام ( الاثنين ، الثلاثاء ، الخميس ، الجمعة ) وكشفت في الوقت ذاته عن اعتزامها مخاطبة المجلس القومي للصحافة والمطبوعات واتحاد الصحفين قبل معاودة الصدور . ونفى رئيس تحرير الجريدة أشرف عبد العزيز علمه باسباب المصادرة ووصفها بأنها غامضة وأعلن عن احتجاب الصحيفة عن الصدور لمدة يومين إبتداء من السبت ، وتعهد باتخاذ المؤسسة خطوات أخرى لم يسمها حال تمت مصادرة الصحيفة مجدداً بعد معاودة صدورها ، وكشف عن اعتزام الصحيفة مخاطبة المجلس القومي للصحافة والمطبوعات ، والاتحاد العام للصحفيين السودانيين . وقال في مؤتمر صحفي بمقر الجريدة أمس: إن الخسائر المالية المترتبة على المصادرة التي تعرضت لها الصحيفة على مدى أربعة ايام تجاوزت 60 ألف جنيه ، وقطع رئيس التحرير بعدم امتلاكه لاي ضمانات لمعاودة الصدور وأضاف (ولم نتلق أي اتصالات من جهاز الأمن) . وفي رده على سؤال حول امكانية تعليق الجهاز لصدور الصحيفة استناداً على ماتم ابان أحداث سبتمبر بعد اعلانها تعليق صدورها قال ( إن الصحيفة اختارت طوعاً عدم صدورها ثم تمت ملاحقتها لتعاود الصدور بعد تعليقها) . وفي السياق لم يستبعد رئيس مجلس إدارة الجريدة عوض يوسف امكانية اللجوء للقضاء وجدد ثقته فيه، واعتبر إن مصادرة الصحيفة أربع مرات خلال أسبوع واحد يحمل أبعاداً أخرى ، ولفت الى إن الصحيفة ستتوقف عن الصدور لمدة يومين وقال لدينا قناعة تامة باستقلالية القضاء السوداني واستند على ذلك بالحكم الذي حصلت عليه الجريدة من المحكمة بعد ايقافها لمدة ثلاث أشهر وتم تغريمها 750 جنيه فقط ، ونوه الى إن تعليق الصحيفة لاكثر من يومين سيعرضها للعقوبة التي قد تصل حد الايقاف حسب لوائح المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية. +++ بيان من صحيفة الجريدة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ(155)الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) صدق الله العظيم *ننعى فقيد الأمة الصحفي الشاعر المربي الأستاذ: سعد الدين إبراهيم أول رئيس تحرير لصحيفة الجريدة. ونتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد وأقاربه وذويه ومحبيه وللوطن.سائلين الله العلي القدير أن يغفر له وأن يرحمه وأن يسكنه فسيح جناته ... إنا لله وإنا إليه راجعون. *صادر جهاز الأمن والمخابرات الوطني أعداد الصحيفة أيام الإثنين، والثلاثاء، والخميس، والجمعة الموافق 13 مايو 2016م، بعد الطباعة، دون أن يبدي أي أسباب للمصادرة أو حتى القيام بقراءة الصحيفة. *وأدت المصادرات المتتالية الى إحداث خسائر مالية فادحة بالصحيفة، مما يعد استنزافاً لمواردها وتكبيل لمسيرتها. *تتعرض الصحيفة للحرمان من الإعلان الحكومي، وبُلغت بذلك من قبل شركة أقمار التابعة لوزارة الإعلام شفاهة. وكان السيد وزير الإعلام أحمد بلال قد أشار في حوار صحفي "من حق الصحافة أن تكتب ما تريد ومن حق الحكومة أن تعطي الإعلان لمن تشاء"، ونقول للسيد الوزير إذا كان من حق الصحافة أن تكتب ما تشاء تمت مصادرتنا بالرغم من التزامنا التام بالمهنية والموضوعية في ما نتناول، ونؤكد أن الإعلان الحكومي يأتي من مال الشعب وليس هبة، وبالتالي من حق المواطن ان يجد الإعلان في المنبر الذي يختاره. *هذا، وستقوم "الجريدة" بتسليم خطابات إحتجاج للجهات ذات الصلة، بالرغم من عدم تلقينا حتى هذه اللحظة مجرد استفسار من قبل المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية والإتحاد العام للصحفيين السودانيين، كما نعلن عدم الصدور يوم الغد استمراراً لوقفة اليوم الإحتجاجية على المصادرة، وسنعاود الصدور إن شاء الله صباح الإثنين. *تقدم "الجريدة" صوت شكر لكل الجهات التي تضامنت معها من المدافعين عن حرية التعبير "شبكة الصحفيين السودانيين وصحفيون لحقوق الإنسان، جهر"، وكل الناشطين في مجال حقوق الإنسان محلياً وخارجياً. * تنبع سياستنا التحريرية من الإحترام الكامل لجميع مؤسسات الدولة، ونطالب المتضرر منها بالاحتكام للقضاء وأن تتمتع مؤسساتنا الصحفية باستقلاليتها وهيبتها. *ذكر تقرير في ورشة بالبرلمان خصصت لمناقشة أوضاع الصحافة بالبلاد، أن 60% من قراء "الجريدة" من الشباب، وان موقعها الإلكتروني يستقبل 30 ألف زائر يومياً، وتشير الصحيفة إلى أن موقعها ب"الفيسبوك" تخطى ال"127" ألف معجب، وهذه القاعدة العريضة تبنت عدة مبادرات متضامنة مع الصحيفة، واقترحت حملات "تحويل رصيد أو ايصالات مختومة من المكتبات لدعم خسائر الأعداد المصادرة"، ولم تطبق الصحيفة هذه المبادرات، لكنها أثلجت صدورنا وزادت من قناعتنا أن القارئ هو المالك الحقيقي لصحيفة "الجريدة"، وزادت من مسؤوليتنا في انتاج صحيفة ذات مهنية ومصداقية تهتم بمشاكل المواطن والوطن. *ونختتم بكلمات الرائع القدال: بكرة نرجع تاني للكلمة الرحيمة.. شان هنانا... شان منانا.. شان عيون اطفالنا ما تضوق الهزيمة أسرة الجريدة السبت 14 مايو 2016 الجريدة