قال الرئيس الرواندي بول كاغامي أمس الأول للصحفيين إنه لن يقبض على البشير أو يمنعه من الحضور لمؤتمر القمة الأفريقية في يوليو المقبل في العاصمة كيجالي لأن المؤتمر من تنظيم الإتحاد الأفريقي ، وهو يحق له أن يدعو من يشاء والسودان عضو في الإتحاد الأفريقي ، ولا يملك هو صلاحية التدخل في تلك الدعوات . أما موضوع مطالبات المحكمة الجنائية فهو شأن آخر يهتم به أخرون و لا يدخل في دائرة إهتماماته ، في إشارة منه لعدم توقيع رواندا على ميثاق روما الذي أنشاء المحكمة الجنائية الدولية ويلزم الأعضاء بتسليم المشتبه بهم . وتجدر الإشارة إلي أن منطق دعوة و سلطات الإتحاد الأفريقي القانونية سبق وتبنته حكومة جاكوب زوما العام الماضي وصدقته حكومة السودان على إثره سافر البشير لجوهانسبيرج ، وصدر هناك أمر التوقيف بحقه وقصة هروبه الشهيرة، خسر جاكوب زوما سلامة موقفه القانوني وإعتبر متعدياً على الدستور في قضية هروب البشير وكان ذلك أمام المحكمة العليا في يونيو الماضي ثم خسره أيضاً مرحلة الأستئناف في سبتمبر قبل أن يخسر محكمة النقض العليا في مارس الماضي ، والقضية منظورة منذ الشهر الماضي أمام المحكمة الدستورية في آخر مراحل التقاضي هناك . بول كاغامي قائد جبهة الوطنية الرواندية المنتصرة في الحرب الأهلية و الذي يحكم منذ 2000م واحد من أنجح الروساء الأفارقة نقل رواندا نقلة مذهلة من دولة فاشلة أيام مذابح الهوتو والتوستي في منتصف التسعينات إلي دولة تتسارع في النمو بشكل مذهل (بمتوسط 8% سنوياً ) توسع قطاع الخدمات ليشكل تقريباً نصف الأقتصاد الرواندي وتحولت كيجالي لعاصمة حديثه . حظي كاغامي على تقدير بالغ على الصعيد الدولي ، إلا أن هذا التقدير بدأ في التراجع منذ ديسمبر الماضي عندما قرر تعديل الدستور ، حيث كان يفترض أن تكون ولايته الحالية هي الأخيرة والتي تنتهي في العام القادم تم تعديل الدستور بما يمكنه نظرياً من الحكم حتى 2034م وهو ما حوله لوضع مشابه لنظراءه من الطواغيت في القارة الأفريقية كان له أن يكون مثل لولا دا سيلفا البرازيلي ، ولكنه أختار طريق الدكتاتوريات .