أكثرَ الدالات تقول: ليس هناك من عالم معقول ما دام كل شيء يمكن أن يصل الشيء الآخر ليواصلا انشطاراتهما ضمن منظومة الداخل والخارج. ميدل ايست أونلاين بقلم: قيس مجيد المولى جوهر التبادل ما بين الوجود والعدم لم أرَ بعد كيف سيظهر العالم سواء من خلال القبض على كرته المدورة أو بالامتداد الطولي والعرضي لانشطار خطوطه في الخرائط، ربما أقف أمام أشياء لا توجد أمامها علامات استفهام، ولست أنا الوحيد الذي يرى ذلكَ في هذا الوجود، رغم أني على يقين أن هناك مكانا آخر في المجهول الممتلئ بالأسئلة والوسائل وكل ما فيه يتضاعف ويتضاعف لكنه يتضاعف ولا ينتهي بأرقام مزدوجة. يمكن أن أُقدِرُ وبواسطة نفيَ للحدس أني لا أعني الانشطار المألوف في الخلايا ولا انشطارات الوهم أو إنشطارات الذهن اليومية المتوالية فقد نفذ المرئي بين الأعم وبين القبول بتقاسم الصور مذ بدأ النطاق البشري يفكر بكيفية فك الرؤيا عن الظواهر بما اقترحه ديكارت فقد كان ظهور العقل بالبعض من جزئياته يعني أن لا انتماء مطلق لهذا العالم وإن فكرة الربط بين كل ما نراه ما هو إلا تلك الإستعطافات التي تمنحها الطبيعة للقوى الخاملة التي تدير هواجس الإنسان الذي كان قريبا من السطح بعيدا عن الباطن. وقد يتعلق ذلك بجوهر التبادل ما بين الوجود والعدم ما بين تخيل الشجرة وبين ما يصنع منها وما بين الكثير من الحِبال أمام حبلِ المقصلة، ولآن هناك نواقص كثيرة في الوجود أمام ما تعانيه الحقائق من شلل مبكر في الوسائل التي يتم من خلالها إيضاح الكثير من الوقائع. لذلك يمكن أن نقدم شيئا للذي لا نراه إن كان عن طريق غرس دوافعنا في الترميز أو أمام صورة المرئي التي تُكرر لماذا.. والى أين.. ومتى.. وما هو.. ونحن نصل مَدَغَشقر ونقول وصلنا عدن. لا شك أن المقاييس قد وضعت للعالم القريب من السطح وأن الدروس الافتتاحية لم تعد قابلة لإدراك مشكلة الوجود وقد نعتقد أن التوظيف الكامل للإنتاج يدفعنا نحو المستوى اللائق من التفكير. أو أن الانتماء إلى النفس يعزز رغباتنا في استجلاء الدوافع الجنسية. إن أكثرَ الدالات تقول: ليس هناك من عالم معقول ما دام كل شيء يمكن أن يصل الشيء الآخر ليواصلا انشطاراتهما ضمن منظومة الداخل والخارج، الظاهر والباطن، السطح والأعماق ويعني ذلك: أن تنفي اللغةُ طريقة إيصالها للأفكار. أن تنفي الأفكار تكوينها. وينفي التكوين مرجعياته المكانية والزمانية. ومن البديهي بعد ذلك أن يقترب المجهول ليتم تخطي عالم الوجود الأقرب إلى السطح، ذلك العالم الذي لا يُعالج إلا بالنفي المزدوج للقوانين التي وضعت بعيداً عن الأعماق.