} لم يفاجئني حارس مرمى (مصر) عصام الحضري عندما قرر عدم الالتزام بالعقد الموقع بينه ونادي المريخ، فعندما سمعت أن الحضري سوف يوقع للمريخ - وكنت أول من سمع - لم أتفاءل خيرا، وعلى عكس كثيرين تشاءمت، لأننا لم نصدق أننا طوينا صفحة سوداء في مباراة مصر والجزائر بالخرطوم، ولا نريد أن تأتي صفحة أخرى تعكر صفو العلاقة، وجاءت هواجسي بالخوف لأن الحضري معروف من قبل في تعهداته، وهذا ليس تجنياً عليه، وليس سرا على الجميع، فمشاكله مع النادي الأهلي والفيفا ماثلة أمام العالم كله، وعندما جاء السيد «جمال الوالي» ليوقع معه للمريخ كانت تلك الخطوة هي طوق النجاة للحضري، الذي نقل مشاكله إلى كل الفرق التي لعب فيها، وهنا أتعجب من المريخ وقيادته لماذا أصرت على الحضري وهي تعلم تاريخه جيدا..؟ هل كانت مجرد صفقات يعلن بها المريخ أنه يضم في صفوفه لاعبين دوليين بحجم الحضري..؟ لو كان كذلك فالحضري الذي شارف على الأربعين لن يقدم شيئاً لأي فريق ينضم إليه، هو فقط يبحث عن تأمين مستقبله المادي في نهاية مشواره الكروي، وحتى لو طلبه معه فريق (درجة عاشرة) فإنه لن يتأخر وسيتعاقد معه طالما أن هناك عائدا ماديا. } عفوا عصام الحضري، لم أتحامل عليك، فعندما نقضت عهدك مع الأهلي، استطاع أن يأخذ حقه منك، هذا لأنه الأهلي.. الفريق الكبير والعريق، ولا يمكنه أن يسمح لأي لاعب، حتى لو كان بحجم الحضري، الذي حقق كثيرا من الانتصارات مع الفريق المصري في ربوع القارة السمراء. أما هنا بالسودان فالموضوع لن يقتصر على أن لاعبا فسخ عقده مع ناديه، لأن الأمور أكبر من ذلك بكثير، فهل تعي ذلك يا حضري..؟ إذا كنت لا تعي فهذه كارثة أخرى، فيا أخي المصري وأنا مصرية مثلك أعرف السودان والسودانيين جيدا، فالعلاقات بين شعبينا حساسة جدا، وهناك هاجس لدى الشعب السوداني تجاهنا كمصريين ربما نتيجة لتراكمات تاريخية لم نشارك فيها نحن، وكل ما علينا أن نسهم في تحسين تلك الصورة، خاصة وأن بلادنا تمر حالياً بمرحلة حساسة بعد الثورة، وسياستنا الخارجية تتجه نحو أفريقيا، ولعل السودان هو بوابتنا الحقيقية إلى دول القارة، فليس من مصلحة أحد، في هذا التوقيت بالذات، تعكير صفو العلاقة، أتمنى أن تفهم هذا الحديث، فتراجعك عن إتمام العقد مع المريخ آثاره السلبية بالجد كبيرة، ولن تكون الحضري، بنفسك فقط، الذي تراجع عن كلمته، ستكون مصر كلها بلا كلمة، وهذا ما يدور داخل الشارع السوداني الآن. } فإذا كانت زوجتك لا تتحمل العيش في السودان، وهذا بالطبع كلام حساس، كان من المفروض ألا تعلنه، ولكن يبدو أن الفترة التي عشتها بالسودان كانت قصيرة جعلتك لا تفهم شعبا كريما حساسا، على أية حال يمكنك يا حضري يا مصري ألا تأتي بها إلى الخرطوم حتى تتم عقدك، ويمكنها أن تأتي إليك زيارات في شهور باردة لو كانت هذه هي المشكلة، يمكنك أن تذهب إليها أنت كل إجازة، فالتعاقد مدته قصيرة، ثلاث سنوات وليس طول العمر، حتى تقول مثل هذا الحديث. } نهاية حديثي لدي رسالتان أولاهما للسيد عصام الحضري أتمنى أن تراجع موقفك حتى لو كان الأمر قد تأخر فتراجعك عن إتمام العقد مع المريخ سيكون لصالح مصر كلها فبدلا من الحديث عن مصر الحضري التي ليس لها عهد، سيكون الحديث عن مصر الحضري التي تراجعت عن مصلحتها في سبيل الشعب السوداني وهذا معناه كبير لمصر وللسودان. رسالتي الثانية للشعب السوداني العريق إذا أصر الحضري على الذهاب من السودان فالحضري لا يمثل مصر، وكان قد فعل ذلك من قبل مع المصريين أنفسهم، ودعونا نبني علاقتنا على أساس جماعي أساس مواقف بعيدا عن أفراد يضرون أنفسهم قبل أن يضروا الآخرين. ودمتم. صباح موسى