فتاة كندية مصابة بمرض جلدي منذ الطفولة تقلب مقاييس عروض الأزياء، وتصبح وجها دعائيا لعلامة تجارية مرموقة. ميدل ايست أونلاين التحدي من أجل الحياة أوتاوا - ثمة منغصات كثيرة يتعرض إليها الإنسان في حياته، سواء كانت في صحته أو في معيشته أو في المحيط الذي يعيش فيه. لكن التحدي الأكبر عندما تواجه المرء كل هذه المنغصات معا، عندها تستحيل الحياة إما إلى نوع من الركض المتواصل لتجاوز العقبات، أو تشكل جدارا يقف بين الإنسان وبين الحياة نفسها. وعند ويني هارلو، الفتاة الكندية التي عاشت طفولة قاسية وغير سهلة منذ إصابتها بمرض البهاق في سن الرابعة، الأمر يشبه التحدي فعلا، فمرضها الجلدي الذي غالبا يشوه لون البشرة دفعها إلى العمل على قلب مقاييس الجمال في عالم الأزياء، وفقا لموقع سي ان ان. والبهاق أحد الأمراض الجلدية المنتشرة في العالم ويعرف تحديداً بزوال اللون الطبيعي للجلد على شكل بقع بيضاء واضحة في الجلد، وقد يكون شاملا للجسم كله كما قد يكون في مكان واحد. وتتكون البقع التي تشكل مرض البهاق بسبب فقدان الخلايا الملونة التي تنتج مادة الميلانين، والتي توجد بشكل أساسي طبيعي في الجلد وفي حويصلات الشعر والفم والعيون وبعض من الأجزاء العصبية المركزية، وهو مرض غير قابل للشفاء. وقاست هارلو خلال سني دراستها من سخرية زملائها الذي كانوا يطلقون عليها أسماء جارحة مثل "البقرة" و"الحمار الوحشي"، وكانت هذه الأوصاف موجعة للدرجة التي تركت فيها المدرسة وأكملت دراستها في البيت. واستطاعت هارلو بتصميمها وإيمانها بقيمة الحياة أن تصبح وجها دعائيا لعلامة الأزياء ديسيجوال في عام 2016، وأصبح عدد متابعيها على حسابها الشخصي على انستغرام أكثر من مليون شخص. وتمكنت عارضة الأزياء الكندية البالغة من العمر 21 عاما من لفت أنظار العالم نحوها في كل العروض التي قدمتها، وصارت أيقونة للجمال المشوب بالمرض الجلدي والذي أثار جدلا كبيرا حولها. وقالت هارلو إنها "تعلمت أن تحب نفسها بغض النظر عما كان يقال عنها وما كانت تشعر به حين اعتُبرت فتاة منبوذة اجتماعيا". وأضافت أن "حبها لنفسها أعطاها الشجاعة للوقوف أمام أي شخص وأي عقبة في حياتها خاصة بعدما لاحقتها الأوصاف القاسية منذ طفولتها".