اعلن المتحدث باسم الحكومة الالمانية ان اعادة تفعيل عقوبة الاعدام في تركيا التي طرحها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاحد بعد محاولة الانقلاب ستكون بمثابة اعلان "نهاية مفاوضات انضمام" انقرة الى الاتحاد الاوروبي. ودان شتيفن زايبرت "مشاهد مقززة من التعسف والانتقام" في الشارع كان ضحيتها جنود متهمون بالمشاركة في محاولة الانقلاب. وصرح شتيفن زايبرت ان "موقف المانيا والاتحاد الاوروبي واضح. فنحن نرفض عقوبة الاعدام بشكل قاطع" مضيفا "بالتالي فان تطبيق عقوبة الاعدام في تركيا سيكون بمثابة اعلان نهاية مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي". وقال المتحدث ان "الاتحاد الاوروبي مجتمع قيم ومجتمع موحد حول فكرة ان عقوبة الاعدام تندرج خارج قيمه (...) بعض التصريحات القادمة من تركيا مقلقة". وقال ان حكومة المانيا "تدين" محاولة الانقلاب وينبغي من الان فصاعدا ان تسود "دولة القانون". قال الرئيس رجب طيب اردوغان الاحد ان تركيا قد تعيد ادراج عقوبة الاعدام التي الغيت في 2004 استعدادا لترشحها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وقال زايبرت "في الساعات الاولى التي تلت الانقلاب شهدنا مشاهد مقززة من التعسف والانتقام ضد الجنود في الشوارع. هذا لا يمكن قبوله". واضاف انه "في هذا السياق، ينبغي كذلك ان نقول بوضوح ان هذا يطرح اسئلة خطيرة وشكوكا عندما يتم في احد الايام بعد محاولة الانقلاب عزل 2500 قاض من مناصبهم". يسود القلق في المانيا ولدى الاسرة الدولية امام حملة القمع في تركيا منذ محاولة الانقلاب اذ تستمر مطاردة الجنود المتهمين بالمشاركة في المحاولة والذين بات يطلق عليهم رسميا تسمية "ارهابيين". وقتل 308 اشخاص على الاقل خلال محاولة الانقلاب وتم توقيف اكثر من 7500 شخص بينهم جنود وقضاة وشرطيون. بروكسلوواشنطن تحذران انقرة من ممارسة القمع المعمم حذر الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدةتركيا الاثنين من سلوك طريق القمع المعمم، وذلك بعد ثلاثة ايام من محاولة انقلابية فاشلة، وحثا انقرة على"احترام دولة القانون". وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري اثر اجتماعه ببروكسل بوزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني "ندعو حكومة تركيا الى احترام المؤسسات الديموقراطية للامة ودولة القانون". وخلال مؤتمر صحافي مع موغيريني، قال كيري ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي سيراقبان بدقة بالغة الوضع في تركيا. ونبه كيري الى ان "مستوى اليقظة والمراقبة سيكون كبيرا في الايام القادمة". وبعد ثلاثة ايام من محاولة الانقلاب التي خلفت 308 قتلى على الاقل بينهم اكثر من مئة من انصار محاولة الانقلاب، وضع 7543 شخصا قيد التوقيف حتى الاثنين بينهم 6038 عسكريا و755 قاضيا ومئة شرطي. وكانت موغيريني قالت قبل ذلك في المؤتمر نفسه "نقول اليوم انه تتعين حماية دولة القانون لما فيه مصلحة" تركيا. وحذرت موغيريني تركيا من ان ترشحها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي يمكن ان يراجع بعد تصريحات الرئيس رجب طيب اردوغان مساء الاحد بشان احتمال اعادة العمل بعقوبة الاعدام. وقالت "لا يمكن لاي بلد ان ينضم الى الاتحاد الاوروبي اذا اعتمد عقوبة الاعدام". وجاء تصريحها كرجع صدى لتصريح متحدث باسم الحكومة الالمانية في اللحظة ذاتها تقريبا في برلين. وقال ستيفان شيبرت المتحدث باسم الحكومة الالمانية في لقاء صحافي ببرلين "ان اعتماد عقوبة الاعدام في تركيا سيعني بالتالي نهاية مفاوضات الانضمام للاتحاد الاوروبي" بالنسبة لانقرة. وتضم المانيا اكبر عدد من الاتراك خارج تركيا. وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي كانت وراء الاتفاق الاوروبي التركي حول اللاجئين، دعت السبت اردوغان الى معاملة الانقلابيين في اطار احترام "دولة القانون". وكان طلب تركيا الانضمام للاتحاد الاوروبي اصطدم بالقلق المتنامي للدول الاعضاء في الاتحاد من الانحرافات التسلطية للرئيس التركي في مجالي حرية الصحافة وحقوق الانسان. ولدى وصوله صباح الاثنين الى بروكسل اشار المفوض الاوروبي لشؤون التوسيع المكلف ملف ترشح تركيا، يوهانس هان الى ان الحكومة التركية كانت اعدت قبل محاولة الانقلاب لائحة بالاشخاص الذين تنوي توقيفهم. وقال "اعتقد ان واقع وجود لوائح جاهزة مباشرة اثر الحدث، يظهر انها كانت معدة سلفا لاستخدامها في وقت ما". من ناحية اخرى وردا على سؤال بشأن طلب اردوغان ان تسلم واشنطن الداعية فتح الله غولن المتهم بتدبير الانقلاب الفاشل، قال كيري ان على النظام التركي ان يقدم "ادلة وليس مزاعم" ضد الداعية البالغ من العمر 75 عاما ويعيش في شمال شرق الولاياتالمتحدة منذ 1999. وغولن العدو اللدود لاردوغان، يتزعم حركة قوية في تركيا تضم مدارس ومنظمات غير حكومية وشركات تحت اسم "حزمت" (وتعني خدمة). واوضح كيري في بروكسل ان واشنطن لم تتلق طلب تسليم الداعية من انقرة بالطرق الرسمية.