الخرطوم : تشهد العاصمة السودانية الخرطوم في نهاية هذا الشهر ترتيبات لعقد اجتماع المفوضية المشتركة لتنفيذ اتفاق سلام الجنوب في الخرطوم. ويشارك في الاجتماع مسؤولون من حكومة الصين، إضافة للمبعوثين الخاصين والدوليين وممثلي الإيغاد والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ويبحث الاجتماع موقف تنفيذ الاتفاق الذي أبرم بين فرقاء دولة جنوب السودان وقت سابق. وأشارت وكالة الأنباء الرسمية أن نائب رئيس الجمهورية، حسبو عبد الرحمن ترأس أمس اجتماعا بحث تطورات الأوضاع بدولة الجنوب والجهود المبذولة لإكمال إجلاء السودانيين الراغبين في العودة للبلاد. ويعتبر السودان من أكثر الدول التي استقبلت لاجئي دولة جنوب السودان منذ إنفصالها عام 2011. وأعلنت الأممالمتحدة في تقرير لها أن عدد اللاجئين الذين استقبلهم السودان من دولة جنوب السودان وصل إلى 232ألف لاجئي، وذلك منذ اندلاع الحرب الأهلية في أواخرعام 2013. وأوضح عبيد الله محمد عبيد الله وزير الدولة في وزارة الخارجية السودان أن حكومته تجري مشاورات مهمة مع الجهات الإقليمية والدولية والشركاء الدوليين للوصول إلى صيغة مثلى لكيفية التعامل مع الجنوبيين في المرحلة القادمة ، لكنه أشارإلى وجود قرار مسبق بالتعامل معهم كأجانب. وأعلن السودان في آذار/مارس الماضي أن المواطنين الجنوبيين الموجودين في أراضيه سيتم التعامل معهم بوصفهم أجانب لدى تلقيهم لخدمات الصحة والتعليم ، وبذلك انتهى مفعول قرار البشيرالذي أصدره في العام الماضي باعتبار أبناء الجنوب مواطنين سودانيين. وأوضح جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين في الخارج أنه قام بإجلاء قرابة الأربعة آلاف من مواطني السودان الذين يقيمون في دولة جنوب السودان، مؤكدا اكتمال عملية إجلاء السودانيين من دولة الجنوب في مرحلتها الأولى. وأضاف جهاز المغتربين في تعميم له أن السودان هو الدولة الأولى التي تمكنت من إجلاء مواطنيها بصورة جيدة وسريعة حيث تم الإجلاء عن طريق الرحلات الجوية، مع وجود لجنة تعمل بالتعاون مع المسؤولين في دولة الجنوب وتقوم بمتابعة أوضاع السودانيين الراغبين في العودة. وذكر المركز السوداني للخدمات الصحافية أن المعابر الحدودية لولاية النيل الأبيض تشهد تدفقات كبيرة للاجئين من دولة جنوب السودان، مؤكدا وصول أكثر من (50) أسرة لاجئة عبر معبر (المقينص) في اليومين الماضيين،ونقل المركز عن صلاح تاج السر مفوض العون الإنساني في ولاية النيل الأبيض أن المفوضية قامت باستقبال الوافدين الجنوبيين بنقطة انتظار خور الورل التي تسع لأكثر من (500) وافد، وتجدرالإشارة إلى إن إجلاء السودانيين من دولة الجنوب تم على أربع مراحل حتى أمس الخميس وذلك عبر عبر أربع عشرة رحلة جوية. وبحسب مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية،فإنّ السودان يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الذين فروا من جنوب السودان بحثا عن مكان آمن في الدول القريبة وتجيء هذه الإحصائية وفقا لتقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة. وأعلن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أعداد مواطني جنوب السودان الذين فروا إلى السودان زادو بشكل واضح. وقال المكتب في نشرة إخبارية إن قرابة السبعين ألف مواطن جنوبي عبروا إلى السودان منذ بداية العام بسبب الحرب ونقص الغذاء. ووﻓﻘﺎ لمفوضية اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﺸؤﻮن اللاجئين وﺻﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 221.322 ﻣﻦ ﻣﻮاطﻨﻲ دوﻟﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان إﻟﻰ اﻟﺴﻮدان ﻓﻲ اﻟفترة بين كانون الأول/ ديسمبر 2013 و15 نيسان /أبريل 2016. وشهد شهر تشرين الأول/ إكتوبر الماضي تمديد اتفاقية المساعدات الإنسانية التي وقّعها السودان مع برنامج الغذاء العالمي ويجيء ذلك على خلفية توقيع دولتي السودان وجنوب السودان مذكرة تفاهم في تموز/يوليو 2014 تم بموجبها الاتفاق على مسارات النقل لإيصال المساعدات الإنسانية لجنوب السودان عبر كل الطرق البرية والجوية والنهرية، وتقوم بتنفيذ هذا الاتفاق لجنة فنية مكونة من ممثلين لحكومتي السودان وجنوب السودان وبرنامج الأغذية العالمي. ويتدفق اللاجئون الجنوبيون نحو الشمال عند تدهور الأحوال الأمنية والإنسانية رغم وجود اتفاق بين الدولتين ووكالات الإغاثة الدولية بغرض إرسال الإغاثة إلى المحتاجين في جنوب السودان. القدس العربي
