الخرطوم : يعتبر السودان من الدول التي استقبلت العدد الأكبر من لاجئي دولة جنوب السودان منذ انفصالهما عام 2011. وأعلنت الأممالمتحدة في تقرير لها أن عدد اللاجئين الذين استقبلهم السودان من الجنوب وصل إلى 232 ألف لاجئي، وذلك منذ اندلاع الحرب الأهلية في أواخر عام 2013. ويتدفق اللاجئون الجنوبيون نحو الشمال، رغم وجود اتفاق بين الدولتين ووكالات الإغاثة الدولية بغرض إرسال الإغاثة إلى جنوب السودان أبرم عام 2014، ويستمر الاتفاق حتى الثلاثين من هذا الشهر إذا لم يتم تمديده، وتم بموجبه نقل المساعدات الإنسانية من ميناء كوستي الجاف إلى مدينة الرنكبجنوب السودان، وعن طريق البر من خلال معبري «الكويك» و«جودة العدل. وبحسب مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن السودان يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الذين فروا من جنوب السودان بحثا عن مكان آمن في الدول القريبة. وتجيء هذه الإحصائية وفقا لتقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة. وأعلن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أعداد مواطني جنوب السودان الذين فروا إلى السودان زادت و بشكل واضح. وقال المكتب في نشرة إخبارية إن قرابة السبعين ألف مواطن جنوبي عبروا إلى السودان منذ كانون الثاني / يناير الماضي بسبب الحرب ونقص الغذاء. ووﻓﻘﺎ لمفوضية اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﺸؤﻮن اللاجئين وﺻﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 221.322 ﻣﻦ ﻣﻮاطﻨﻲ دوﻟﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان إﻟﻰ اﻟﺴﻮدان ﻓﻲ اﻟفترة بين كانون الأول/ ديسمبر 2013 و15 نيسان/ أبريل 2016م. وتسبب انعدام الأمن في ولايتي ﺷﻤﺎل ﺑﺤﺮ اﻟﻐﺰال، وواراب في موجات نزوع واسعة، خاصة إلى ولايات ﺷﺮق، وﺟﻨﻮب دارﻓﻮر، واﺳﺘﻘﺮت أغلبية الوافدين اﻟﺠﺪد ﻣﻦ دوﻟﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان (بنسبة 78 ٪) ﻓﻲ ولاية ﺷﺮق دارﻓﻮر، وﺑﺼﻔﺔ رئيسية ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺧﻮر ﻋﻤﺮ. وتتوقع الأممالمتحدة أن يستمر هذا اﻟﺘﺪﻓﻖ ﺣﺘﻰ بداية ﻣﻮﺳﻢ اﻷﻣﻄﺎر ﻣﻊ ﺗﻮﻗﻊ أن يصل ﻋﺪد الوافدين إلى ولايتي شرق وجنوب دارفورإلى 120.000 ﺑﺤﻠﻮل نهاية هذا الشهر. ووفقا لمكتب الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، فقد تم تسجيل 24.944 ﻣﻦ أﺻﻞ 26.278 ﻣﻦ ﻣﻮاطﻨﻲ دوﻟﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان ﻓﻲ شرق دارفور ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ الدولية للهجرة ﺣﺘﻰ تاريخ 10نيسان/ أبريل. وطالب مختصون بضرورة معالجة أوضاع مواطني جنوب السودان الموجودين في السودان من خلال سياسة كلية وتوصيف قانوني دقيق للوافدين، وحل الإشكاليات القانونية التي تحيط بهم ومعالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والأمنية برؤى علمية. وخلصت ورشة أقامها مركز دراسات المجتمع في الخرطوم إلى ضرورة معرفة الأعداد الحقيقية للوافدين. وأكدت الورشة غياب إحصائية شاملة لأعداد الجنوبيين بولايات السودان، مبينة أن العدد الأكبر منهم يوجد في ولاية النيل الأبيض. وأعلن البشير في أواخر شهركانون الثاني / يناير الماضي فتح الحدود مع دولة جنوب السودان لأول مرة بعد الانفصال بين الدولتين في عام 2011. وتزامن ذلك مع انسحاب جيش جنوب السودان من الحدود لمسافة 5 أميال جنوبا وفقا لحدود عام 1956 وهي حدود الولاياتالجنوبية عند استقلال السودان الموحد قبل الإنفصال. وأشارت هذه الإجراءات لوجود اتفاق على تطبيع العلاقات المتأزمة بين الدولتين منذ سنوات. وأصدر البشير في آب/ أغسطس 2015 توجيها يقضي بأن مواطني جنوب السودان النازحين من ويلات الحرب الدائرة في بلدهم يمكنهم الإقامة في مناطق السكن التي يختارونها بأي من ولايات السودان، و تتم معاملتهم باعتبارهم مواطنين وليسوا لاجئين. لكن السودان عاد ليعلن في آذار/ مارس الماضي أن المواطنين الجنوبيين الموجودين في أراضيه سيتم التعامل معهم بوصفهم أجانب لدى تلقيهم لخدمات الصحة والتعليم. وبذلك انتهي مفعول قرار البشيرالذي أصدره في العام الماضي باعتبارهم مواطنين سودانيين.