بسم الله الرحمن الرحيم الماركسيه وقضايا الثوره السودانية في الالفية الثالثة مرشد المؤتمر السادس طالما ظلت التشكيلة الاقتصادية الأجتماعية المسماة بالرأسمالية موجوده فأن المرجعية لقوانين حركتها وكيفية تمكين النقيض التاريخي، الذي سيدفنها موجود وفاعل، إذ أن الماركسية هي علم المستقبل الذي هتك استار الغيب وبني لنا صرحاً انسانياً يتعاون فيه الناس دون ان يستغلوا بعضهم بعضاً. لقد انزلت الماركسية يوتوبيا السماء للارض فصار يعاديها كل الفكر المثالي البرجوازي بمساراته الثلاث اليمينية واليسارية والوسطية، هذا الوهم البرجوازي كثيراً ما يجد صداه في رطانة اكاديمية تفترض ان هناك ثبات في المجتمع كظاهرة طبيعية، وتفترض ان حركة المجتمع راكدة، إلا أن ما لا يعلمه مرددوا هذه الاساطير، هو أنهم شأؤا ام ابو، فأن قانون حركة المجتمع كظاهرة، هو الصراع الاجتماعي الصاعد نحو قيم المساواة والعدالة دون اعتبار للجنس او النوع او الجغرافيا. إن سر هذا الحراك الماثل قوانين اساسية اكتشفها عالم الاجتماع والفيلسوف كارل ماركس.وهو لم يدع انه لم يسبقه احد إليها، بل بتواضع العلماء قال انه يساهم فيها بدراسته الاساسية التي اسماها مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي، الكتاب الذي ياتي بمثابة مقدمه لكتابه (الرأسمال ) ومن جاؤا بعد ماركس كمن جاء بعد ارخميديس او جاليليو، يسهمون في تطور القوانين المكتشفه ويسهمون في ادماجها في قضية الانتاج. ومنذ ماركس وانجلز تطورت ادوات واساليب السعي للشيوعية،إذ لايوجد ممارسه ثورية بدون نظرية ثورية. نحن نعتبر الحزب الشيوعي السوداني احد هذه الادوات المكرسةللنضال الاجتماعي الاقتصادي والسياسي، لخريجي المدارس المدنيه والعسكريه (العمال الذهنين)كطليعة تمثل الشعب السوداني الذي يغلب فيه المزارعون والرعاة (65%من الشعب ) وحدها من هذه الفئه الاجتماعيه التي تعتنق الماركسيه، هم من يثق فيهم الشعب،في مكتسباته التاريخية ومستقبله في النضال ضد الامبريالية،وصيانةً وحدة ترابه وسيادته الوطنية، ضد سيطرة رأس المال المالي، فالحزب الشيوعي يتميز علي بقية الاحزاب الوطنيه بمنهجية معاداة الاستغلال عامة والاستغلال الامبريالي خاصة . باختصار وعدت الشيوعيه الشعوب بالاشتراكيه العلمية المدافعة عن حق الانسان في التمتع بكل ساعات عمله لتحقيق دولة العدالةوشعارها ((من كل حسب قدرته لكل حسب حاجته )). إذاً فمهمة الحزب الشيوعي هي أن يكون طليعة الجماهير وقواها الحيةلتحقيق هذه الدولة، وبالتالي فأن العدو المتمثل في الرأسمالية يستخدم كلما توصل اليه من ادوات القمع والارهاب، لمنع اي حزب ينشد العدالة والانتصاف باعادة ساعات الأجر التي يستولي عليها الراسمالي لاصحابها، ويؤكد التاريخ ان كلما تفعله الرأسمالية هوتأجيل مراسم الدفن حتي ولو سيطرت علي كل المقدرات، لان عوامل فنائها جدلياً وفق الحتميةالتاريخية من داخلها ووفق التفاوت التاريخي في الوعي الاجتماعي وهو الحاسم في تقدم او تاخر او بطء اوتسارع العملية الثورية لارادة التغيير الاختراق التنظيمي والبرنامجي أكد قرار المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني،على عدة نقاط جوهرية، هي إستمرار الحزب كحزب شيوعي فلسفته الماركسية، ولكن وللاسف وعلي مدي السبع سنوات الماضية لم يقم جهاز المتفرغين بالحزب ولجنته المركزية التي صعدت بأسم المؤتمر، بتنفيذ قرار المؤتمر أواعادة بناء الحزب، بعد سنوات من التردد الذي اعقب سقوط الاتحاد السوفيتي، ممايؤكد على هيمنة التيار اليميني التصفوي،باهدافه التي من أهمهاإقصاء الشيوعية عن الحياة وبالضرورة التحول بعيداً عن ديمقراطية المشاركة، وبالتالي عزل قيادة عن الحزب وعزل القاعدة عن الجماهير . أن استمرار ازمة الجمود التنظيمي افرزت فراغاً سياسياً وفكرياً اسهم في ملئ انواع شذاذ افاق الأفاق، من شاكلة صنائع الامبريالية .فالشيوعيه هي صمام امان الوطنية، في مواجهة الامبريالية. إن قوي السوق العالمي شرقاً وغرباً تستلب السيادة الوطنية، في ظل حكم اليمين، حتي وان كان يميناً وطنياً، ناهيك عن يمين ديني ضال، صنعته قوي المخابرات، لصالح مشروع العولمة، اخر مشاريع الامبريالية في محاولةالسيطرة على ازمتها الداخليه، بتدويل إنتقال السلع والخدمات بلا قيد اوشرط، وفي نفس الوقت صار الصراع بين قوي الامبريالية وقوي التحرر الاممي، يتصاعد عبر كيان الاممالمتحدة، فالزم الامبريالية بمسئولية التنمية، والتنمية المستدامة،والمخرجات التي تمثلت في اهداف التنمية الالفية (ثمانية اهداف (2000-2015)، واهداف التنمية المستدامة 2015 (17هدفاً)وبالتالي تم تأطير النضال الوطني والسيادة الوطنية، في اطار اممي مضاد للامبريالية، يعزز سير الشعوب لجهة تعزيز استقلالها الوطني، من ادوات الامبريالية لشركاتها المتعددة الجنسيات واحتكاراتها العابرة للقاراتوالتي تفرض هيمنتها بارهاب الدوله داخلياً وخارجياً يجيء المؤتمر السادس للحزب والحزب مكبل بفقدان الديمقراطية وسيطرة جهاز المتفرغين الذين فقدوا القدرة علي مواكبة التطور العلمي في المنهج المادي التاريخي والاقتصاد السياسي،فتحول الصراع بينهم لصراع افنديه شحيحو النفس يدافعون عن ماضي فاشل، ويُحملون اعضاء الحزب والشعب فشلهم التاريخي،وعدم قدرتهم علي توسيع قاعدة المشاركة سواء لاعضاء الحزب او للجماهير، في البرنامج الوطني الديمقراطي،والطريق المضمون للتحول لدولة العدالة. معالم في طريق الاصلاح 1. اعادة هيكلة الحزب . إن اول خطوات الاصلاح هي الاعتراف بان الحزب،أي حزب، هوالمرشد والموجه للجماهير في رفع وعيها العلمي،ومقياساً لنضج تجاربها الحياتية في مناهج العلم واساليبه، وان الحزب الشيوعي يستهدف الوصول للسلطة السياسية عبر الوسائل السلمية، بتسارع الوعي الماركسي، لتحقيق الهدف الاستراتيجي وهو بناء دولة((من كل حسب قدرته لكل حسب حاجته )).يفترض هذا الاتجاه الغاء كافة اشكال المركزيه وتاسيس القيادة علي شكل الدولة وذلك باقامة حكومة ظل، يجري تشكيلها من ممثلين يعملون فعلاً في مؤسسات الدولة المدنيةوالامنية والسيادية والخدمية والتعليمية والصحية ويرفد حكومة الظل لجان تشكلها فروع الحزب، بجمع وتصنيف المعلومات وبالتالي طرح التكتيكات التي تقود النشاط العام وترشده لطريق المصالح الوطنية وسيادة حكم القانون والمساواة الهادفة والمسترشدة بالسير في طريق العدالة، وتمثل هيئات القيادة في فروع الحزب لاغراض التنسيق المستعرض والرأسي الهيكل القيادي علي مستوي المدن والمحليات والولايات والمستوي الاتحادي وهذا يعني ان فرع الحزب هو السلطة في الحزب فمثلاً المسئولية السياسية للفروع هم اللجنة السياسية للحزب علي المستويات المحلية والولائية والاتحادية وهم جهاز تنسيق السياسات والاتصال. 2. ينتقل الحزب من الاعلام المركزي الي الاعلام الاجتماعي السياسي لنشر الوعي بالبرنامج، وفضح العدو الامبريالي المختفي وراء النظام الشمولي النازي، عبر استخدام الوسائط الحديثة التي ثبت أنها وسيلة الناجعة للجم عنف الدولة البوليسية في تكميم الافواه ومنع التفكير الحر والانساني عبر الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب مما عمق من ازمة النظام السياسي واكد علي عزلته . 3. استعادة ديمقراطية المشاركة في العمل النقابي ياتي بقيام الفروع باعادة بناء النقابات العمالية والمهنية والطلابية علي اسس مطلبية والفضح المنهجي لنظام التبعية في اساليب تفريغ العمل النقابي من محتواه الديمقراطي سواء علي مستوي العامليين اوالطلاب اوالمنظمات الجماهيرية الاخري من محتواها الديمقراطي مستعملاً كافة اساليب بالترغيب والترهيب والعنف الناعم وحتي التعذيب والقتل . تعلن حكومة الظل عن نفسها ويكون وزير الظل هو الناطق باسم الحزب في المجال المعني للابتعاد عن ترهات جهاز المتفرغين المدعي كلية المعرفة وهو من انصاف متعلمين فقدوا القدرة علي التعلم . تكون مواثيق حقوق الانسان مرشد وودليل تدريسي ضمن انشطة فروع الحزب وكافة مفاصل العمل النقابي إقامة لجنه لتقصي الحقائق حول احداث يوليو ويكون اعضائها من عسكريين داخل الخدمة ومعاشيين وقضاة ومحامين وان يطالب الحزب بتشكيل لجنة تحقيق وطنية وفق قانون لجان التحقيق من اجهزة الدولة المعنية لرد الاعتبار لشهداء يوليو ومعرفة مقابرهم ووصاياهم وكذلك مايلي شهداء رمضان وان يتحمل المسئولون سواء في الحزب او الدولة مسئولياتهم. تدريب كوادر الحزب علي التميز بين عمل الحزب وعمل الدولة حتي لايتم تماهي الحزب في جهاز الدولة وهو الدرس المستفاد من سقوط الاتحاد السوفيتي وهو ما أدي لسقوط مايسمي بالمؤتمر الوطني.وعلي قواعد الحزب في الفروع ان تسيطر علي القيادات الاعلىبرفع رايات النقد والنقد الذاتي وإنهاء مايعرف بالمتفرغ فلايوجد تفرغ دائم بل وفق ماتقرر الفروع ومن ثم يتناوب الاعضاء كلما دعت الحاجة لتفرغ منعاً لازدواجية المعايير وخلق فئة ربما تنحرف بالمبادئ الشيوعية. يشكل النساء الان غالبية الطلاب بالجامعات ممايعني ان اغلب احتياجات سوق العمل في السنوات القادمة تكون من النساء ولذا يتوجب تشكيل لجنة من قيادات نسائية وذكورية من العاملين لتدفع ببرامج الحزب لتوسيع الوعي الاجتماعي للنساء وتعزيز مكتسباتهن التاريخية التي انجزنها مع الحزب الشيوعي.وحل مشاكل سوق العمل بتحويل الموارد المتاحةمن العمل الطفيلي للاعمال المنتجة وردم الفجوه بين العمل الذهني والعمل اليدوي . البناء علي دراسة الزميل محمد ابراهيم نقد حول عقلية المنتج الصغير وتطويرها باساليب علمية لتطوير الزراعة في البلاد بعيداً عن عقلية المنتج الصغير بتوسع الجمعيات التعاونية وعدم السماح لنظام التبعية من تفريغ محتوي اتحادات المزارعين والرعاة من محتواها السياسي لصالح تعميق تبعية القطاع الزراعي للسوق العالمي او الاقليمي (اقتصاد الصادر ضد اقتصاد الامن الغذائي ) اصلاح الحزب يأتي من تبنيه للافكار الجديده في قطاع الانتاج (اقتصاد المعرفه)العريض ودعم التحول في مجال الطاقة والطاقة الشمسية والطاقات المتجددة وتطوير ادوات المشاركة في الصراع الاممي لبيئة نظيفةوتنمية مستدامة دون استغلال. الاجهزه الامنية تحمي ولاتحكم وعلي قيادة حكومة الظل المعلومة للجميع ان تؤكد ان الحزب يستهدف الوصول للسلطه لاستخدامها لانفاذ برنامجه الصادر عن ادراك علمي عميق باستخدام الماركسية في سير غور الثورة السودانية في الالفية الثالثة وبالتالي لاتوجد سريه نسبية او مطلقة في عمل الحزب وهو امام الجماهيريعلم ويتعلم ويصعد بصعود المد الثوري ويضحي بالغالي والنفس في الدفاع عن سيادة واستقرار السودان والتزام الحزب بان السيادة الوطنية السودانيه لاتقبل القسمه علي اثنين وبهذا الفهم المتقدم لدور الحزب في التطور النظري والعملي يتمكن الحزب من دراسة الواقع والتأثير عليه ايجابياً ونفي سلبيات القرون المتمثلة في عجز خريجي المدارس المدنية والعسكريه من بناء الدولة الوطنية بعيداً عن الاستلاب الامبريالي.ولاياتي ذلك الا بتحرير جهاز الدولة من العداء لديمقراطية المشاركة التي اسس لها الاستعمار منذ ثلاثنيات القرن الماضي اي قبل ميلاد الحزب الشيوعي حين اصدر قانون الجمعيات الهدامة والذي طور ليصبح قانون النشاط الهدام فجعل من اجهزة الدولةتابع لمصالح الامبريالية بدلاً عن حماية السيادة الوطنية. وزارة الظل في حكومة الحزب الشيوعي ولجان متخصصة ترفدها فروع الحزب ولجانه المتخصصة بالمعلومات حول تواصلها مع الجماعات الدينية التي ترفض استخدام الدين كغطاء لايدلوجية التبعية الامبريالية وترفض استخدام الدين لحماية التكتلات الاقليمية التابعه للامبريالية مثل السعودية وبلدان الخليج وبالطبع يعزز الحزب واعضاؤه حرية المعتقد لكافة الجماعات الدينية وتضمن الحكومة الشيوعيه المنتخبة وصول الجماعات الدينية لكافة الحقوق الدستورية كما تلزمها بكافة الواجبات تجاه تعزيز السلام الاجتماعي والدعوه لسبيل ربنا بالموعظه الحسنة وان الدين لله والوطن للجميع . خاتمة هكذا نعلن ان حزب عبدالخالق والشفيع وجوزيف قرنق احد مكتسبات الحركة الوطنية وقد وجد ليبقي معلماً لقيادة المستقبل لابناء السودان، وانه خط الدفاع الاول عن السيادةة الوطنية وديمقراطية المشاركة ويجري الحكم له او عليه بواسطة الجماهير بمدي التزامه بتوسيع قاعدة المشاركة الديمقراطية للشعوب السودانية في التداول السلمي للسلطة وعلي العملاء والجواسيس واولياء نعمتهم ان ليس للحزب شي يخفيه فهو موجود في كافة المؤسسات العامة والخاصة في الاحياء والفرقان لانه يعتمد منهج العلم في السياسة ويسير بها لتحقيق حلم الانسان في العدل ((من كل حسب قدرته لكل حسب حاجته )). والعلاقه بين القدرة والحاجةعلاقة جدلية، فالقدرة تتسع بمزيد من المشاركة وترتقي الحاجات بمزيد من المقدرات ان الالتزام الاخلاقي للزملاء من اصحاب الجنسيات المزدوجة ان يدركوا انهم في تطلعهم للمشاركه في القيادة، لا لسبب سوي ان لديهم جنسيات اخري تكون خصماً علي السيادة الوطنية، ولذا عليهم الالتزام بتقديم اسهامهم في فروع الحزب ومنعهم لائحياً من الصعود للمواقع القيادية الاتحادية واي اصرار علي الاستمرار في التطلع للقيادة يعني قصوراً فكرياً في التربية السياسية علي لجنة الظل في الحزب التي تطلع بشئون الهجرة والعاملين بالخارج ان تتوافق مع هذه الفئات مع ميثاق عمل حزبي ليعزز اسهامهم الايجابي في البناء الحزبي والوطني دون ان يكونواعبء علي السيادة الوطنية. نناشد المؤتمر ان يصدر ضمن قراراته تجديد الالتزام بالسير علي طريق عبدالخالق والشفيع وجوزيف وإقامة صروح علمية وتذكارية مثل مراكز للدرسات الاشتراكية باسم عبد الخالق محجوب، ومركز للتدريب النقابي والشراكة المجتمعية باسم الشفيع، ومركزباسم جوزيف قرنقللوحدة الوطنية وشئون الاقليات والشعوب القديمة، والعمل علي نشر وثيقة الشهيد جوزيف قرنق حول الحكم الذاتي الاتحادي في اطار ديمقراطية المشاركة يظل الحزب الشيوعي كياناً وطنياً خاص بالشيوعيةوالاشتراكية العلمية التي اساسها المعرفة الماركسية ومن لايرغب في ذلك فبدلاً من ان يضيع وقته بمحاولة اخضاع الحزب لرؤاه الذاتيةالسطحية، فان عليه ان يخرج من الحزب ويصنع له كياناًسياسياً وفق مايري كما فعل الذين انقسموا في السبعينيات او التسعينيات، فهذاحزب الشيوعين المجتهدين الذين يجزمون ان المستقبل لبناء دولة العدالة في سودان تحرسه الشيوعية والقوي الديمقراطية الحية في المجتمع السوداني. شيوعيون خارج التنظيم