بعد تأجيل سفره ليومين مُتتاليين، غادر الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي العاصمة الأثيوبية مساء أمس عائداً للعاصمة المصرية القاهرة بعد فشل الأطراف المتحاورة في التوصل لاتفاق لوقف العدائيات وإدخال المساعدات الإنسانية.. "التيار" التقت بالإمام الصادق في ردهات فندق "رايدسون بلو" بأديس أبابا وأجرت معه هذا الحوار القصير حول مُستقبل خارطة الطريق ولماذا فشلت هذه الجولة في التوصل لاتفاق بعد أن كانت الأطراف مُتقاربة وإلى التفاصيل: أجراه بأديس أبابا: خالد أحمد انتهت الجولة التفاوضية بين الحكومة وقوى "نداء السودان" دون التوصل لاتفاق.. إلى ماذا ترجع ذلك وأنت كنت جُزءاً من هذه العملية التفاوضية الصعبة؟ نحن في "نداء السودان" اعتبرنا أن النقاش حول وقف إطلاق النار وتأمين الإغاثات قضايا فنية تقوم بين القوات المُسلّحة والحركات المُسلّحة، وكنا نراقب هذه المُحادثات دون المُشاركة فيها، وفي رأيي بعد الاتصال بكل الأطراف كان الحوار قريباً جداً من الاتفاق على التوقيع لوقف العدائيات وتأمين الإغاثات.. وبالنسبة للمنطقتين، كانت توجد مُشكلة واحدة بقيت ودارفور ثلاث مشاكل وكلها قابلة للحل، ولذلك أنا بعد عدم التوقيع الآن أفكِّر في مُبادرة أعتقد أنّها سَتحسم هذا الأمر، لأنني مُهتمٌ بوقف الحرب وإغاثة المحتاجين وهذا مدخلٌ لحوار السلام. ما هي نقاط هذه المُبادرة التي ستقوم بإطلاقها؟ الآن أجمع في كل الأدبيات الخاصّة بالتفاوض لكتابة هذه المُبادرة وهي كفيلة أن تحقِّق اختراقاً بحيث يُمكن للأطراف المُختلفة أن تُوقِّع على وقف العدائيات وتأمين الإغاثات حتى قبل الحوار التمهيدي المُقترح.. وفي الأسبوع القادم سيكون همي إزالة العقبة التي حالت دُون التوقيع، علماً بأن وجهتي النظر تقاربت جداً وأنا تأخرت من السفر باعتبار أنّ هنالك توقيعاً لاتفاق، والآن خطي أن لا استسلم لهذا الإخفاق وسأعمل في أقرب فرصة لتجسير الهوة بين الأطراف ليتم التوقيع لأنّه يفتح الطريق للحوار الوطني ولا يُمكن أن يتم دون وقف العدائيات ومُعالجة القضية الإنسانية. هل عدم التوقيع على اتفاق وقف العدائيات سيُهدِّد اتفاق خارطة الطريق؟ طبعاً يُهدِّد خَارطة الطَريق لأنّها لا تتم في فراغ، وإنّما في مناخ جيد وصحيحٌ الوساطة لم تقل إنها ستُراجع برنامجها بالنسبة للحوار، ولكن أعتقد أنّ الحوار لا يتخذ صدقية وجدوى إذا لم نحسم قضية وفق العدائيات، واهتمامي بالتوقيع لأنّه يعطي جدوى وصدقية. هل الحكومة جادة في العملية السلمية والبعض يتّهمها بعد تقديم تنازلات؟ قدّم الحكومة بعض التنازلات لكن لم تكن كافية، وأعتقد أنّ واجبي الآن أن أجد تجسيراً لهذه الهوة وهذا ما سيحدث. "التيار" علمت أن لقاءً تم بينك ومساعد الرئيس إبراهيم محمود بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا.. في ماذا تناقشتم؟ أنا التقي مع كل الأطراف يومياً أثناء التفاوض، فُوجئت بأن الأمر لم ينتهِ بالتوقيع لأنّه كان هنالك وعدٌ بأن هذا سيحدث وأنا التقيت بكل الوفود المَعنية، وتقديري ما حدث بعد التوقيع نكسة مُؤسفة، ولكن ليست مُفاصلة نهائية حول الموضوع وإمكانية التوقيع واردة. "نداء السودان" هل حسمت قضاياها العالقة خاصةً الهيكلة والوفد التفاوضي المُوحّد؟ "نداء السودان" قرّر أن يعقد ورشة تناقش أمريْن، ورقة عمل حتى عندما نبدأ الحوار نتحدث بمرجعية واحدة ويكون لدينا وفدٌ مكونٌ بصورة جيدة له رئاسة، ومقرر حتى نجعل الحوار أمر منضبط، وهذان الأمران سيُحسمان في الورشة القادمة، ونأمل أن ننظمها خلال هذا الشهر. بعدم التوقيع على وقف العدائيات هل تلاشى الأمل في الحوار وإجراء التسوية السلمية بين الأطراف المُتنازعة؟ هنالك أملٌ ولا يُوجد عاقلٌ أو وطني يقول إنّ النظام يستطيع أن يستمر بشكله الحالي، وحتى في الحوار الداخلي قدّم توصيات قريبة ممّا تتطلع إليه المعارضة، وأهم إنجازات إعلان باريس إزالة ما كان يُمكن أن يَحُول دُون اتفاق قومي خَاصّةً بعد تجاوز تقرير المصير أو إسقاط النظام بالقوة، ولذلك مُقومات الحل السلام العادل والتحول الديمقراطي مُتوفرة، ونحن في منطقة بها استقطاب حاد واشتباك ويُمكن أن نخرج من هذا الاستقطاب بسلام لبناء وطن مُوحّد وديمقراطي.