في التاسع من شهر أغسطس الجاري نظم الشيوعيون العراقيون في منظمة الحزب بالجمهورية التشيكية في العاصمة براغ إحتفالاً بمناسبة تكريم اثنين من أعضاء الحزب المناضلين الأوفياء الذين وقفوا الى جانب شعبهم و دافعوا عن قضاياه و عن مبادئ حزبهم. الرفيقان المحتفى بهما هما الدكتور مجيد الراضي و يحيى بابان جيان . الاول بلغ من العمر ثلاثة و ثمانون عاماً و الثاني ستة و ثمانون عاماً. قضيا جل كل سنين عمرهما في صفوف الحزب جمباً الى جمب مع افراد جماهير الشعب العراقي.شرف الحفل الرفيق مفيد الجزائري عضو اللجنة المركزية الذي القى كلمة ضافية سرد فيها تاريخ الرفيقين المحتفى بهما شارحاً ما قدماه من تضحيات و إسهامات خاصة في مجال الفكر و الادب و الثقافة بصورة عامة . قدم البعض من المشاركين في الحفل شهادات قيمة تضمنت ملامح هامة من تاريخ المحتفى بهما و ما قدماه من إسهامات في إطار النشاط السياسي و الإنتاج الفكري و الثقافي و بما أننا انا و زوجتي السيدة خديجة الرفاعي و شخصي كنا ضمن المدعوون للحفل تقدمت بالكلمة التالية ,عبرت فيها عن العلاقة التاريخية التي جمعتني بالرفيقين د.مجيد و الاستاذ جيان و ذلك في محيط العلاقة بين حزبينا و العلاقة النضالية الابدية بين الشعبين العراقي و السوداني . الرفاق الاعزاء في منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الجمهورية التشيكية السادة الحضور لكم مني اطيب التحايا و النجاح في نشاطكم اسمحوا لي ان اتقد ماليكم بالشكر الجزيل على دعوتكم الكريمة للحضور و المشاركة في هذه المناسبة الفريدة و السعيدة الخاصة بتكريم الرفيقين العزيزين الدكتور مجيد الراضي و يحي بابان ابو جيان الذين أكن لهم كل تقدير و إحترام. معرفتي و صلتي بالرفيقين قديمة امتدت لعدة سنوات مضت في الجمهورية التشيكية تعرفت على الرفيق أبو جيان من خلال النشاطات التي تقوم بها منظمة الحزب الشيوعي العراقي و من خلال مناسبات للمنتدى العراقي خاصةً تلك التي تنظم عندما يأتي أحد قادة الحزب مثل الرفيق مثل الرفيق مفيد الجزايري و اخرين من الشخصيات العراقية المرموقة . الرفيق أبو جيان شخصية ملفتة للنظر يتسم بالهدوء و الرصانة في مناقشاته و مداخلاته في الموضوعات التي تطرح انه شخص ودود يمتلك تجربة و ثقافة مميزة تسفر مع ما يقوله و يصرح به نوع من الحكمة التي يفتقد لها الكثيرون من بيننا. أتمنى له دوام الصحة و العافية و المزيد من النجاحات في حياته الخاصة و العامة . أما الرفيق الصديق العزيز عبد المجيد الراضي فعلاقتي به قديمة اكثر من. ثلاتون عاماً من بداية (1985) هنا في براغ (مجلة قضاياة السلم و الاشتراكية) أتيت اليها ممثلاً للحزب الشيوعي السوداني .الدكتور مجيد سبقني في الوجود في المجلة بتكليف من الحزب الشيوعي العراقي حيث تولا إدارة القسم العربي ألذي في مقدمة مهامه إصدار الطبعة العربية من المجلة. بداية العلاقة بيننا كانت سريعة أي انها لم تتاخر طويلا في إعتقادي أن السبب في ذلك يرجع الى القواسم و العلاقات المشتركة بين الشعبين و الحزبين العراقي و السوداني التي امتزجت في بوتقة واحدة هي سياسيا و ثقافية و فكرية و نضالات و تضحيات جما ممهورة بي دماء الشهداء من قادة الحزبين الذين اعتنوا المشانق و هتفوا بحياة الشعبين فترة المجلة قربتنا من بعضنا أكثر من الناحية الفكرية و الاديولوجية لان الخلافات و الصراعات داخل الأحزاب الشيوعية و العالمية انتقلت إلى المجلة على لسان و أقلام ممثلي تلك الأحزاب كنا شهوداً على انهيار الدول ألاشتراكية دولة وراء دولة خرجنا من المجلة و لسان حالنا يقول إلى أين الذهاب السودان قد استلب و العراق يرزح تحت وطأت الديكتاتورية . على الرغم من كل ما حدث ظلت عرى الصداقة و الزمالة و الرفاقية باقية قوية بيننا تحفها حميمة بين أل أسرتين . و في هذه المناسبة أنتهز هذه الفرصة أن أدعو للسيدة ساجدة بدوام الصحة و العافية و السعادة في حياتها .الحديث حول الدكتور مجيد الراضي كناشط سياسي و كاتب و باحث و صحفي و شاعر و أديب أثناء فترة وجوده في العراق ة أثناء الدراسة في سوريا قد لا يسمح المجال بالدخول في تفاصيلها لكن لا بد من الاشارة الى انه في احدى الفترات تولا رئاسة إتحاد الكتاب العراقين . السوال الذي يطرح نفسه اليوم و بإلحاح مقترناً بالتكريم هو مصير الانتاج الفكري الثقافي القيم المنشور في إعداد كبيرة من الصحف و المجلات و الدوريات و غيرها. غن جمع هذا الكم الهائل من هذا الانتاج و العمل على توثيقه و تنظيمه من قبل مختصين في هذا المجال تحت إشراف الدكتور مجيد و العمل على نشره يمثل إنجازا هاماً يصب في مصلحة الحزب و مصلحة القارئ المهتم الذي يبذل الجهد للحصول على المعرفة و الثقافة التي تنمي شخصية الانسان و ترفع من وعيه و تجعله قادراً على الاسهام في بناء الوطن و تحقيق امنه و استقراره . د.محمد مراد –الحزب الشيوعي السوداني .