الخرطوم (رويترز) - قالت مجموعة مراقبة عن طريق الاقمار الصناعية يوم الاربعاء ان الخرطوم حشدت ما يبدو أنه عدد كبير من قواتها في ولاية جنوب كردفان المنتجة للنفط التي شهدت اشتباكات تهدد الانفصال السلمي للجنوب. وقالت الاممالمتحدة في تقرير داخلي اطلعت عليه رويترز ان كلا الجانبين في القتال منع عامليها من زيارة الاف المدنيين الذين حوصروا في الصراع مما جعل عمال الاغاثة الانسانية غير قادرين على العمل ومحاصرين داخل مجمعاتهم. وتقول تقارير الامم التحدة ان أكثر من 73 ألف مدني فروا منذ أن اندلعت اشتباكات بين جيش الخرطوم وقوات مرتبطة بالجنوب في أوائل يونيو حزيران في ولاية جنوب كردفان التابعة للشمال المنتجة للنفط والواقعة على حدود الجنوب. وخيم العنف بظلاله على الاستعداد لانفصال جنوب السودان المقرر يوم السبت المقبل وأثار مخاوف من احتمال امتداد القتال جنوبا عبر الحدود. ومع استعداد السودان لانفصال الجنوب يتهم نشطاء الخرطوم بمحاولة ترسيخ سلطتها في المناطق المتمردة التي تركت للشمال على الحدود بين الطرفين. وهم يقولون ان قوات الخرطوم تستهدف المدنيين من قبائل النوبة التي انحاز كثيرون منها للجنوب خلال الحرب الاهلية التي استمرت عشرات السنين مع الشمال ويريدون قدرا اكبر من الحكم الذاتي لمنطقتهم. وتنفي الخرطوم هذه المزاعم. وتتهم حكومة الشمال مسؤولين في الحركة الشعبية لتحرير السودان/قطاع الشمال وهي الحزب الحاكم في الجنوب باشعال انتفاضة لمحاولة السيطرة على ولاية جنوب كردفان قبل الانفصال. ويقيد دخول وسائل الاعلام الى الولاية ولم يتسن التحقق من تلك التقارير بشكل مستقل لكن ربيع عبد العاطي وهو مسؤول كبير بالخرطوم نفى أن يكون هناك حشد للقوات. وقال لرويترز انه ليس هناك مبرر لقول ان الحكومة تستهدف المدنيين وأضاف أنها تستهدف المتمردين وانهم هم من روعوا المدنيين. ومضى يقول ان مسؤولية الحكومة هي توفير الامن والسلام. وقال مشروع سنتينل للاقمار الصناعية ومقره الولاياتالمتحدة انه رصد "قافلة عربات تابعة فيما يبدو للقوات المسلحة السودانية (جيش الشمال) تقطر مدفعية بامتداد كيلومترين وهو ما يعادل وحدة مشاة في حجم الفوج على الاقل.. اي ما يقدر بنحو ألف جندي" في كادقلي عاصمة الولاية في صور التقطت يوم الاثنين. وقالت هذه المجموعة المدعومة من مشروع ايناف (كفاية) وجماعات اخرى للنشطاء ونجم هوليوود جورج كلوني ان صورا أخرى تظهر طائرات تابعة للجيش منها طائرتا هليكوبتر حربيتان في مؤشر على تعزيز قاعدة جيش الشمال في كادقلي مع ارسال قاذفات صواريخ قرب منطقة جبال النوبة. وقال جون برندرجاست الذي شارك في تأسيس مشروع (ايناف) في بيان "النظام السوداني يتجاهل فيما يبدو التزامه... وينشر معدات عسكرية لعمليات هجومية مكثفة." وقال تقرير داخلي للامم المتحدة بتاريخ 30 يونيو حزيران ان العاملين في المنظمة لم يتمكنوا من مراقبة القتال. وجاء في التقرير "بدلا من مراقبة ومتابعة تحركات القوات النظامية والجماعات المسلحة أصبحنا غير قادرين على الخروج من معسكراتنا بسبب هذه الكيانات تحديدا." وتمثل ولاية جنوب كردفان أهمية للشمال لانها تضم أغلب حقول النفط المنتجة التي ستظل تحت سيطرة الخرطوم بعد الانفصال. ومن الممكن أن يكون من نصيب الجنوب ما يصل الى 75 في المئة من اجمالي انتاج النفط في السودان ويبلغ 500 ألف برميل يوميا. وأيد سكان الجنوب بأغلبية ساحقة الانفصال عن الشمال في استفتاء أجري في يناير كانون الثاني بموجب اتفاق سلام أبرم عام 2005 أنهى الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.