حسب دراسات عالمية أجرتها مراكز بحثية مهتمة بمشاكل الشعوب فقد تبوأ السودان مراكز متقدمة كواحد من أكثر الدول فساداً وهشاشة في العالم وبناء عليه كانت نتيجة إحدى الدراسات عن سعادة الشعوب أن صنف الشعب السوداني من أكثر الشعوب تعاسة في العالم، والنتيجة بنيت على مقاييس كثيرة لها علاقة بمستوى المعيشة والاقتصاد التعليم والصحة والحكم الرشيد والديمقراطية والدعم الاجتماعي والحرية الشخصية وحرية اتخاذ القرار وكذلك تقييم السكان لحياتهم وأنفسهم، تلك الشعوب التعيسة كلها السبب خلف تعاستها حكوماتها الدكتاتورية التي تتسبب في عدم الاستقرار السياسي . يعتبر السودان مثالاً لتلك الدول، فحكومة المؤتمر الوطني هي السبب الوحيد الذي يجلب للشعب التعاسة والنفسيات، فهي (لا بترحم ولا بتخلي رحمة ربنا تنزل ) فلكي تبقى في السلطة مارست ضده كل السياسات التي تجعله عاجزاً ضعيفاً حتى لا يقاومها، فهيأت للمواطن حياة بائسة يعيش فيها فقيراً عاطلاً جاهلاً فارغاً مريضاً معزولاً محبطاً لا يفكر إلا في الهروب من بلد لا يجد فيه غير الكآبة والنفسيات مدمر الأحلام والتطلعات. الحكومة كان يمكنها أن تفعل العكس وتظل باقية في السلطة، وإن حسبت ما تصرفه على سياسة عدم الاستقرار وما توفره لها من مناخ مضطرب لها وللشعب ستجد أنه من الأفضل أن تطبق سياسة الاستقرار، ولكنها مضت إلى الحد الذي استحال معه الرجوع فهي من اختارت طريقها ولن تتراجع عنه ولأنها عاجزة تستخدم سياسة العاجزين، وعلينا أن نفهم . يوم الخميس 1 سبتمبر قال دكتور على بلدو أخصائي الطب النفسي في لقاء مع صحيفة الجريدة إن هناك 3000 مريض نفسي يترددون على المستشفيات يومياً أي 9000 شهرياً و108.000 في السنة هذا في الخرطوم فقط، وهذا العدد ربع الحقيقية فالذين لم يصلوا الأطباء أضعاف مضاعفة، ولا أشك أبداً أن 90 % منهم وراء مرضهم سبب له علاقة بظروف الحياة المعيشية، فلم يعد المواطن قادراً على الحصول على أهم الاحتياجات الأساسية اليومية ناهيك عن الطموحات والأحلام فالأمر لا يطاق فعلاً، وهناك كثيرون نتيجة هذه الأوضاع تمردوا على أنفسهم وعلى المجتمع وسلكوا طريق اللا عودة . الأممالمتحدة طالبت دول العالم بإدراج سعادة الإنسان في جدول أعمال كل حكومة على اعتبار أن السعادة والرفاهية تعدان بداية لتحقيق التنمية المستدامة للشعوب ودعا الدول -بغض النظر عن ثرائها- أو فقرها إلى القضاء على عدم المساواة وحماية البيئة والحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي وهي كلها غير مكلفة وتساهم في تحسين الأوضاع وتساعد في تحقيق السعادة . وقد أثبتت تلك الدراسات أن أكثر الدول سعادة هي التى توفر الوظائف والتماسك الاجتماعي، و التعليم بمستوياته المختلفة ، وتهتم بالبيئة ودعم الرابط الأهلي والصحة والأمان .. اذ تعاسة الشعوب وسعادتها بيد الحكومات فهي وحدها قادرة على تحقيق الاستقرار السياسي أو العكس، وعليه فالعيش في رحاب العدل والسلام وبعيداً عن الصراعات والحروب مهم جداً لينمو المجتمع متوازناً نفسياً حتى وإن كان فقيراً فمن شأن الاستقرار السياسي أن يمنحه فرصة التطور الذاتي ومن ثم الرضا والإحساس بالسعادة ، وبنفس القدر كلما زاد الظلم الاجتماعي وعدم الاستقرار كلما أدى إلى الشقاء و تشويه الحياة وازدياد المشاكل بجميع أشكالها والهروب إلى السعادة بطرق غير آمنة ومن ثم ارتفاع معدل البؤس والاكتئاب وكافة أنواع الإضطرابات النفسية والجريمة وغيرها . سعادة الشعب السوداني أصبحت مرهونة بذهاب حكومة المؤتمر الوطني مثلما تعاسته مرتبطة ببقائها وعليه أن يختار ويدفع الثمن . التيار