يا "المسؤولين".. "اشرحوا الحال لي أهلنا" طوّفنا خلال جولة نهارية أمس "الجمعة" على عدد منالخرطوم المقداد سليمان " الأضحية " من المناسبات العظيمة لدى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي السودان لها طعم خاص، حيث تجتمع الأسر للاحتفال بها في أجواء خاصة، غالباً عند الكثيرين في " البيت الكبير"، كما أن للأطفال فيه فرحة تبدأ منذ دخول أيام شهر ذي الحجة لا تكتمل إلا بمقدم (الخروف) وتواجده داخل المنزل قُبيل موعد صلاة العيد بأيام، فوجوده بالنسبة لهم أمر ضروري ومصدر لسعادتهم والتباهي فيما بينهم كأطفال في "الحلة" أو "الحي"، والتواجد بجواره والاهتمام به إلى أن يتم ذبحه، دون مراعاة لظروف اقتصادية ومادية يشكو منها الكثيرون. أسعار الأضحية بعدد من محطات البيع أمس (الجمعة) بالخرطوم بدت غير مناسبة مع الوضع الاقتصادي والظرف المادي لدى الكثير من الأسر. وفي جولة قامت بها (اليوم التالي) أمس (الجمعة) على عدد من الأسواق ومحطات بيع خراف الأضاحي، شكا الكثير من المواطنين من ارتفاع الأسعار ووصفوها بغير المعقولة والمناسبة مع وضعهم ظرفهم ووضعهم المادي، فالسعر الأدنى للأضحية في محطات البيع أمس كان (1.550) جنيها، وقال مواطنون إن هناك عدم انضباط في أسعار الأضاحي مقارنة بالكمية المتوفرة بالأسواق الآن والوارد اليومي الملاحظ منذ الأسبوع المنصرم، وأبدى النذير مواطن بمنطقة الصالحة اندهاشه وهو يستمع لأسعار الخراف أثناء تجواله في محطة بيع سوق الصالحة بأم درمان التي تشهد إقبالا من المواطنين دون حركة شرائية تذكر . هنا ثمة كميات كبيرة من خراف الأضاحي.. وبحسب تقديرات بعض التجار فإن حوالي (180) ألف رأس وصلت لأسواق العاصمة من ولايات شمال كردفان والنيل الأبيض وولايات دارفور، التي تُعد من المناطق الموردة للماشية لأسواق أم درمان، لكن تُجار عزوا في إفاداتهم ل(اليوم التالي) ارتفاع الأسعار لزيادة تكاليف الترحيل من وإلى أسواق الخرطوم إلى جانب تكاليف "الكلأ" للخراف، وقالوا إن تكلفة علف الخروف الواحد تزيد عن ال(70) جنيهاً في الأسبوع إضافة لرسوم النفايات والأرضية، وأبان عدد منهم أن أسعار الخراف في الولايات الموردة أقل من الأسعار في السوق الآن لكن كثره المنصرفات باتت السبب الأول والرئيس في ارتفاع أسعارها بأسواق الخرطوم . عدد من تجار خراف الأضاحي أقروا بأن هناك زيادة في أسعار الأضاحي هذا العام مقارنة مع أسعار العام الماضي 2015م، وقالوا إن الخروف الذي بيع العام الماضي بمبلغ (1.500) جنيه وصل سعره اليوم ل(2) ألف جنيه، وتابع أحدهم رداً على سؤال الصحيفة عن أسباب الارتفاع قائلاً : "السبب إنو القروش أصبحت ما عندها قيمة وكمان المنصرفات لحدي ما الخروف يصل السوق كتيرة"، وأشار عدد منهم إلى أن هناك "خراف أضحية" سعرها في السوق الآن يزيد عن ال(2) ألف جنيه"، وذهب أحدهم إلى أن هناك بعض الناس يقومون بشراء خراف الأضاحي من أصحابها ومن ثم عكسها في السوق بعد وضع هامش ربح للخروف الواحد يتراوح ما بين (150) إلى (200) جنيه . أسعار (الكلأ) هي الأخرى تشهد ارتفاعاً، سيما العلف الجاف، وخلال الجولة التي قامت بها الصحيفة فإن سعر الكيس الصغير خمسة جنيهات يلتهمها الخروف قبل وصوله للبيت، فيما وصل سعر ربطة البرسيم الملبن إلى (75) جنيها في بعض محطات بيع خراف الأضاحي بدلاً عن (40) جنيهاً في العام الماضي.. وطبقاً لمواطنين فإن خراف الأضاحي التي عملت بعض المؤسسات على توزيعها لموظفيها بالأقساط لم تساهم في خفض الأسعار في السوق كما كان يُتوقع لها، ونادوا بضرورة تقليل الرسوم المفروضة على تجار المواشي حتى تتناسب أسعار الأضاحي مع ظروفهم الاقتصادية وإسعاد أطفالهم، وتابع أحدهم قائلاً: إن الكثير من الأسر ظروفها لا تسمح لها بشراء الخروف لكن ولإسعاد الأطفال تجتهد الأسر وتحرص على ادخار مبلغ من مصروفها اليومي لشراء الخروف ، والدور والباقي على المسؤولين.