* يا أبو مروة .. عبارة كنا نسمعها قديماً لدى حبوباتنا عليهن الرحمة في دلالة على حاجتهن إلى منقذ من حالة طارئة ألمت بهن. * والشعب السوداني اليوم يكررها وبأعلى الصوت، (يا أبو مروووة)، البلد (إتنكبت)، والوباء أصبح يحاصر كل البيوت بعد أن كان في مناطق محددة حتى يوم أمس. * هذا الوباء اللعين القاتل المسمى مجازاً بالإسهال المائي والذي ضرب أربع ولايات هي نهر النيل وسنار والنيل الازرق وكسلا حتى يوم أمس الأول، يبدو أنه أراد أن يكون رحيماً بالشعب أكثر من الحكومة، حيث أودى حتى يوم أمس بحياة 165 مواطناً معظمهم من الأطفال، بينما جاءت الإحصائية شبه النهائية حتى الأمس بأكثر من 2600 حالة بالمستشفيات المختلفة بما فيها ولاية الخرطوم نفسها التي تسرب خبر وفاة مواطن جنوبي بأحد مستشفياتها أمس صباحاً، وإصابة أكثر من 25 مواطن حتى الآن . * هذا التمدد الوبائي وسط تكتم الوزارة الإتحادية والولائية ورفضها إعلان حالة الطوارئ خوفاً على مصالح أفراد بعينهم، يشير إلى حالة الفوضى التي تعيشها بلادنا بإسترخاص أرواح المواطنين وكأنها أرواح حيوانات لا يهم إن ماتت موتاً طبيعياً أو ماتت (فطيس) دون وضع إعتبار لأهمية تمليك المعلومات والحقائق كاملة للرأي العام حتى يتمكن المواطنون من حماية أنفسهم وإتخاذ سبل الوقاية اللازمة والتي تبدأ بإغلاق المدارس والجامعات، وإستنفار كافة الجهود للوقاية والتوعية الصحية لمكافحة الكوليرا، منعا لسقوط المزيد من الضحايا. * الأنانية المفرطة التي يتعامل بها (اللامسؤولين) بدولتنا، والخوف الزائد على المصالح الشخصية للنظام وتقديمه على أرواح المواطنين، يتطلب وقفة قوية وشرسة من الشارع السوداني قبل أن يتسرب الشعب كله ويصبح في ذمة التاريخ. * تحرك مواطنوا المناطق التي ضربها الوباء، والأسر التي فقدت بنيها وسندها يفترض أن تتقدم الصفوف لضرب صلف الحكومة العاجزة عن حمايتهم والناجحة جداً في حماية مصالحها ومصالح النظام الذي أتي بها. * صرخة قوية رافضة من الشعب، كافية لإسقاط جبروت حميدة وأبوقردة وبت أكد ومن شايعهم في الصمت والتمييع. * الإعلام دوره كبير جداً في هذه المرحلة، والعبء الأكبر يقع الناشطين إلكترونياً بتكثيف حملاتهم التوعوية للمواطنين عبر كافة وسائل التواصل الإجتماعي، لإتخاذ سبل الوقاية من ناحية، ولكشف وتعرية المؤامرة التي تحاك ضد الشعب لتصفيته بالكامل من ناحية ثانية. * وقبل ذلك مناشدة المجتمع من خلال المنظمات الخيرية لإيقاف نزيف الأرواح، ومناشدة أكبر للمجتمع الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال المنظمات العاملة في المجال الصحي. * لنرفع أكفنا بالدعاء لمن غادروا الفانية بسبب إهمال مسؤولين سينتظرون حسابهم يوم يقفون بين يديَ الله، وبالدعاء لشفاء المصابين شفاءاً عاجلاً لا يغادر سقماً. الجريدة ______