moaney [[email protected]] أقل من شهرين تبقت لبداية موسم الحج الذي بات محل نظر وبحث من الفقهاء في العالم الإسلامي . ففي مصر صدرت فتوى مستشار شيخ الأزهر لشئون الفتوى الشيخ علي أبو الحسن التي تقول:"لا مانع شرعاً من تأجيل أداء مناسك الحج والعمرة إذا حدث ما يضر المسلمين، استناداً إلى القاعدة الفقهية (درء الضرر مقدم على جلب المنفعة) . ولقول الرسول (ص): "إذا نزل الطاعون في أرض وأنتم خارجها فلا تدخلوها، وإذا نزل وأنتم داخلها فلا تخرجوا منها". أما أكثر الفتاوى غرابة وبُعداً عن الواقع فهي فتوى الشيخ نوح سليمان مفتي المملكة الأردنية الهاشمية والتي جاءت على موقع إسلام أونلاين .حيث ذكر أن قرار تأجيل الحج والعمرة بسبب تفشي وباء انفلونزا الخنازير، شأن يتعلق بالمملكة العربية السعودية ومنع المرض يجب أن يكون بفرض الحجر الصحي من قِبل أطباء السعودية خوفاً على صحة الناس! وزاد على ذلك :"إن السعودية فيها من الحماية الربانية والاحتياطات الصحية مما يجعل نقل العدوى فيها قليلاً . كما أن المسلمين لا يأكلون الخنزير ولا يتعاطون معه في التربية والاتصال البدني، فهم أبعد الناس عن هذا الوباء التزاماً منهم بالشريعة الإسلامية". ففي ثنايا هذه الفتوى تكمن اختلالات في فقه الفتوى أولاً حيث إنها جاءت غير مستندة إلا على العواطف التي ترى في أرض مهبط الوحي أنها مبرأة ومحمية من الأوبئة ،متناسية أن نفس الأرض ضربها الطاعون في زمن الرسول (ص) ، وأنها أي مهبط الديانات والأنبياء ضربتها الأوبئة في أزمان الأنبياء المختلفة. ثم غافلة عن واقع ارتفاع حالات الإصابة بالمرض في السعودية الذي تضاربت إحصائياته ، وقد تكون جاهلة بأسباب الإصابة بالمرض وكيفية انتشاره.والحقيقة أن السعودية الآن بوزارتي الصحة والتربية والتعليم قامت باتخاذ إجراءات تحوطية وخطط للوقاية من المرض فضلاً عن توفير المصل والخط الساخن للإبلاغ عن أي إصابة ثم تأجيل بداية العام الدراسي .والاستعداد لموسم الحج الذي يعد مورداً اقتصادياً مهماً للمملكة بلغ ذروته في هذه الظروف التي ظهر معها التأثر بالوباء فادحاً ،حيث قُدرت الخسائر المالية الباهظة التي تكبدتها قطاعات الحج والعمرة في المدينتن المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة بنحو 240 مليون دولار. لكن في السودان الذي بلغ عدد حجاجه 722و17 في العام 2008م ،يختلف الأمر. لم تظهر إلى الآن أي فتوى تجيز تأجيل الحج لرفع الضرر ولكن ما ظهر إعلان كريم لهيئة الطيران المدني عن تخفيضات في أسعار تذاكر الطيران لهذا العام تتراوح بين 20% إلى 25% من قيمة تذاكر العام الماضي على المطارات الولائية حسب المركز السوداني للخدمات الصحفية . ثم ذيلت الهيئة إعلانها بأن توجيه المدير العام لهيئة الطيران المدني يسعى إلى تقديم أفضل الخدمات لحجاج هذا العام . وأرى بلا أي تزويق للكلم أن هيئة الطيران المدني تسعى إلى التكسب في زمن الأوبئة ،وتعرض عرضاً سخياً يفتقر إلى الشفافية. وإلا لماذا لم تنظر إلى معاناة الحجيج السوداني وتسعى إلى تقديم أفضل الخدمات حسب توجيهها في غير هذا العام . ثم إن حج هذا العام وبهذه المخاطر المتوقعة ليس التوقيت الصائب للتخفيضات وتسهيل الحج. والكل يعلم مدى المعاناة التي يتكبدها الحجاج على مر السنوات سواء كانوا على ظهر الطيران المدني من مطارات ولايات السودان المختلفة أو ممتطين "القصواء" الأخرى سليلة الخطوط الجوية السودانية أو حاجين بحراً. مجمع الفقه الإسلامي السوداني يغض الطرف عن إصدار فتوى تريح بال مسلمي السودان وبدلاً عن ذلك ترك المسائل تقديرية . كل مواطن بتقديره الشخصي لأن يذهب لأداء فريضة الحج وما قد ينتج عن هذا الذهاب من تفشٍ للمرض بعد عودة الحجاج إلى السودان وما تتبعه من هلاك للحرث والنسل أو أن يقعد عن أداء الفريضة وفي نفسه حسرة وإحساس بالتقصير عن أدائها وهو المستطيع إلى ذلك سبيلا . عن صحيفة "الأحداث"