العنف السياسى منابعه و مصادره مثل الأوبئة تختبئ من وراء أفعال الناس و هم لا يدرون أنّهم صانعوهذا الوباء ... لذلك كان العنف دائما من أشهر الأوبئة السياسية التى لا يعرف المصابون بها انّهم هم صانعوها و حاملوها ثمّ صارت محمولة اليهم ! الوقاية الناجعة من العنف السياسى كانت وستظل دائما فى معرفة منابعه ومصادره ثمّ تجفيفهما ... وبدون ذلك يكون العنف السياسى ضيفا ثقيلا يتمتّع باقامة وحصانة دبلوماسية ... اذا دخل على دولة أو شعب أو مشروع وطنى أو حالة سياسية لا يهدأ حتى يفسدهم جميعا ! الحالة الماثلة أمام السودان و تتنكّر فى ثياب قانونيّة وتتحدّث بلسان المجتمع الدولى هى من عوامل الوباء التى تثبت دائما انّها من مصادر العنف ومنابعه ولو انتحلت صفة صحيفة ادّعاء ومحكمة! رئيس الجمهورية فى السودان ليس رجلا تأتى به الظروف الى القصر الجمهورى ليعيش يومه فى مناخ رئاسى و يسير على البساط الأحمر وينوم ويصحو على تفاصيل بروتوكولية ... فرئيس الجمهورية تجسيد لصورة مخاض وطنى وحزمة تطلعات سودانية ينتصب خلفه علم وشعب وتيار وتاريخ ومشاعر سياسية فيّاضة وتطوّر سياسى مرتجى ... وكل من يعبث بهذه الصورة فهو يعبث بالمشاعر السياسية الفياضة و بالتطوّر السياسى المرتجى ... والمشير عمر البشير فى هذه اللحظة الاستراتيجية هو صورة السودان القديم والقادم ! فى كل دولة نامية أو (نائمة) لا يتهدد الوجود الأجنبى الا بتفريطه فى الاحترام المتبادل ... وحين تصبح العلاقات الدولية هى مصدر ومنبع الوباء فانّ أوّل مصابى الوباء ستكون العلاقات الدولية ... سيصبح الأجانب الذين كانوا يجدون فى السودان السلم الأهلى و الأمان الطبيعى أوّل المتأذّين ... وأوائل ضحايا الوباء ستكون هى السفارات والمنظمات والمصالح الغربية ! سيسجل التاريخ على بعض المؤسسات الدولية انّها حملت بذور العنف (المحسّنة) وأسمدتها وحزمها التقنية الى مزرعة السودان التجريبية ... وستفاجئ الأيام السياسية هذه المؤسسات الدولية انّ أوّل ذائقى ثمار البذور (المحسّنة) هم زارعوها أنفسهم ... سيذوقون ثمارها المرّة قبل أن يبيعوا محصولهم !!