يتابع الشارع السوداني بقدر متزايد من الدهشة والذهول تفاصيل وملامح خريطة بلاده الجديدة بعد اقتطاع الجزء الجنوبي, وإعلان دولة الجنوب رسميا السبت الماضي. وقالت الحكومة عبر مدير الهيئة العامة للمساحة عبد الله الصادق إن السودان فقد ما يعادل 25% من مساحته ليصبح الثاني أفريقيا والثالث عربيا والسادس عشر عالميا. وقال للصحفيين إن دول الجوار السوداني تقلصت من تسع دول إلى سبع، مشيرا إلى خروج أوغندا وكينيا والكونغو من جوار السودان لتحل محلها دولة الجنوب. وقد رأى أستاذ الجغرافيا بجامعة الخرطوم إبراهيم محمد توم أن الخريطة الجديدة أفقدت السودان الريادة التي كان يتمتع بها أفريقيا وعربيا، مشيرا إلى اختفاء ما يسمى بدول الجوار الجنوبي، ليصبح للسودان أطول حدود مع دولة هي دولة الجنوب. وقال للجزيرة نت إن الخريطة المطروحة " تمثل رمزا للانفصال الجغرافي "أما الانفصال الوجداني فلن يتم بسهولة"، معتبرا أنه سيقع على عاتق الجميع بناء انتماء جديد وخطاب ثقافي جديد حول الوحدة والوطن والوجدان. واستصعب تدريس الخريطة الجديدة, قائلا "سأدرس شكل السودان القديم وأفرق لهم بين ما كان وما أصبح عليه الآن، لأننا نسعى لربط الأجيال بالخريطة القديمة ومحتوياتها". أما الموظف عبد الباقي عبد الله الذي تخرج في جامعة جوبا فاعتبر أن الخريطة الجديدة "أفقدت السودان عنصرا جماليا لخلوها من الأنهار والروافد المائية وجبال الأماتونج"، مشيرا إلى صعوبة استيعابها على الأقل في الفترة الحالية. تدشين سيئ أما طالب الاجتماع بجامعة النيلين محمد منصور فعدها تدشينا سيئا للمستقبل الذي يسعى فيه العالم للتوحد والتكتل، مبديا تخوفه من أن يفقد السودان أجزاء أخرى, قائلا "بل ستصغر خريطة السودان أكثر فأكثر". كما قال للجزيرة نت إن القبول ببتر الجزء الأكبر من جسم السودان "يعني إمكانية قبول بتر الجزء الأصغر"، مشيرا إلي أن "الخسارة الاجتماعية أكبر من خسارة مساحات جغرافية معينة". وهكذا يبدو أن حكومة الخرطوم أرادت أن تقطع الطريق أمام كافة التكهنات بشأن الحدود الرسمية لما تبقى من الدولة الأم بتوزيع الخريطة الجديدة على كافة المؤسسات التعليمية وغيرها من المؤسسات. المصدر: الجزيرة