الخرطوم : نفذ أطباء السودان يوم أمس الخميس إضراباً عن العمل وقالت اللجنة المركزية للأطباء إن الإضراب مفتوح في كل مستشفيات السودان عن الحالات الباردة، وأضافت بأن سبب الإضراب هو المطالبة بتحسين الخدمات الصحية في المستشفيات وحماية الأطباء من الاعتداءات المتكررة. وشهد الشهر الماضي اعتداءات متكررة على الأطباء في المستشفيات من قبل مواطنين ومنتسبين للقوات النظامية، آخرها تحطيم قسم الحوادث في مستشفى أم درمان ووفاة مريضة، وتعددت أسباب الاعتداءات لكن أبرزها كان بسبب تردي بيئة العمل ورفض الأطباء معالجة الإصابات الناتجة عن حوادث جنائية بدون تدوينها في «أورنيك 8» حسب ما ينص القانون. ونشر الأطباء على مدى واسع شعارهم الذي يقول: «اضربنا عشانك يا مواطن، حتى تجد اكسجين ونقالة وسرير تنوم فيهو بدلا عن نوم الارض، معركتنا اليوم إعلامية والأطباء اليوم جميعاً إعلاميون». وأصدرت لجنة أطباء السودان المركزية (وهي جسم غير حكومي) بياناً بخصوص الإضراب قالت فيه إن هذا التوضيح بمثابة خارطة الطريق لادارة الإضراب خلال الفترة المقبلة وذكرت أن الإضراب لن يرفع إلا عن طريق اللجنة المركزية بعد الوصول إلى تحقيق المطالب وإزالة كل القرارات التعسفية بحق الاطباء المترتبة على إضرابهم وعبر قنواتها الرسمية. وأضافت «على الأطباء الالتزام بالموجهات العامة للإضراب من التواجد في المستشفيات أثناء ساعات العمل الرسمية والالتزام بلبس اللابكوت و»تاغ» الطبيب المضرب وتوضيح أسباب الإضراب للمرضى ومرافقيهم والتحلي بالصبر وعدم الاستجابة لأي محاولة استفزاز أو ترهيب أو تخويف أو ترغيب واي خطوة تكون عن طريق اللجنة الفرعية للمستشفى المعني». وبالنسبة لأطباء الامتياز الذين تم اصدار قرار تعيين بشأنهم وعددهم 800 طبيب طالبتهم اللجنة بالشروع في عمل جميع الإجراءات المطلوبة وتوزيع أنفسهم حسب رغبتهم واستلام عملهم في المستشفيات ومواصلة الإضراب مع بقية الأطباء مع عدم التعهد بأي شيء. وقالت اللجنة إن مستشفيات السلاح الطبي والشرطة تتبع اداريا لوزارتي الدفاع والداخلية على التوالي ولا تتبع لوزارة الصحة وبالتالي «لا تشكل ضغطاً على وزارة الصحة، وعلى الاطباء الذين يعملون بهذه المؤسسات المواصلة في العمل وابتدار أي طريقة للتضامن وتوصيل ماهية الإضراب». وطالبت اللجنة الاطباء الذين يعملون بالمؤسسات العلاجية الخاصة بالتوقف عن العمل لزيادة الضغط وتوسيع دائرة الإضراب ومنعاً لاستغلال المرضى أثناء فترة الإضراب، ودعت الأطباء الذين يؤدون الخدمة الوطنية بعدم الامتثال لأي تعليمات من شأنها الاخلال بإضراب الاطباء، وطلبت من الذين لم يشرعوا في أداء الخدمة بتأجيل هذا الأمر. وقال عبد اللطيف عشميق نقيب أطباء السودان في مؤتمر صحافي أمس إن رئاسة الجمهورية ووزارة الصحة استجابت لمطالب الأطباء كافة، وأكد أن الاتحاد استلزم بتنفيذ تعهدات رئاسة الجمهورية بتوفير معينات ومستهلكات الطوارئ وتأمين الكادر لخدمة المواطن خاصة في القطاع العام. وقال ان جملة الاعتداءات على الكادر الطبي والصحي بلغت حوالي 16 حادثا، وأكد أن الاتحاد يعمل على اضافة مادة الاعتداء على الكادر وتشديد العقوبة في القانون الجديد وذلك بإفراد مادة خاصة تتعلق بالتعدي على الطبيب تختلف عن التعدي على الموظف اثناء تأدية واجبه، ورفض عشميق الإعتراف باللجنة المركزية للأطباء وقال إنها جسم غي منظم. ومن النتائج الأولية للإضراب صدورقرار من وزير العدل السوداني بعدم إلزامية استمارة الشرطة الجنائية رقم (8) المعروفة ب«أورنيك 8» عند مباشرة الطبيب لعلاج الحالات التي تتطلب الإسعاف العاجل كما كان يحدث في السابق واعتماد اجراءات أخرى تحفظ للطبيب حقه بعد التعرض لإجراءات عقابية في هذا الشأن. وقال العديد من الأطباء إن الإضراب حقق نجاحاً غير مسبوق وفي كل مستشفيات السودان، مشيرين إلى تفهم المواطنين وتضامنهم الكبير مع هذا الإضراب، وحملت مواقع التواصل الاجتماعي تضامناً واسعاً مع الأطباء، لكن بعض المواطنين اعتبروا أن أسباب الإضراب سياسية وحملوا الأطباء نتيجة توقف المشافي عن العمل. ورصدت «القدس العربي» ازدحاماً في المراكز الصحية الطرفية التي لا تتبع لوزارة الصحة والتي تدار عن طريق الجمعيات الخيرية، وقال أحد الأطباء الذين يعملون في هذه المشافي إنه يتضامن مع زملائه بسبب تردي الخدمات الصحية ونقص التدريب، مشيراً إلى هذه الأسباب أدت لهجرات مستمرة للكوادر الصحية. «القدس العربي»