ستقدم شركة "غلينكور" احدى اضخم الشركات العالمية لتجارة الخامات والسلع ومقرها في سويسرا المساعدات اللازمة لجمهورية جنوب السودان الفتية لتطوير صناعة النفط. ويقول سيمون بيورك ممثل الشركة ان "غلينكور" وشركة النفط الوطنية لجنوب السودان اسستا مؤسسة مشتركة لتسويق النفط المحلي.وحسب قوله تبلغ حصة الشركة الوطنية في المؤسسة 51 % من الاسهم في حين ان حصة "غلينكور" تبلغ 49 % . ومن السهل تفسير اهتمام "غلينكور" بالثروات الطبيعية لجنوب السودان، وذلك لانه لغاية تقسيم السودان الى دولتين كان السودان احدى اكبر الدول المنتجة للنفط في افريقيا، حيث كان يصل انتاجه اليومي نصف مليون برميل ( للمقارنة يبلغ انتاج روسيا اليومي 9.5 مليون برميل ). وتوجد 75 % من الاحتياطيات النفطية في منطقة الجنوب، اما التصدير فيتم عبر موانئ الشمال الواقعة على البحر الاحمر. مارغيلوف: الفرصة سانحة امام الشركات الروسية للعمل في جنوب افريقيا ومن جانبه تحدث ميخائيل مارغيلوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى بلدان افريقيا لصحيفة " ايزفيستيا " حول الامكانيات المتاحة للشركات الروسية فيما اذا اعارت انتباهها للدولة الحديثة. وقال ان " رئيس الدولة سالفا كير ووزرائه كلفوني ( كان هذا يوم 9 يوليو/تموز في اثناء الاحتفالات الخاصة باعلان استقلال جنوب السودان، حيث التقيت الرئيس سالفا كير) بدعوة البزنس الروسي للاستثمار في جنوب السودان ". واضاف ان لدى الشركات الروسية فرصة العمل في جمهورية جنوب السودان وبشروط جذابة. ويقول مارغيلوف الذي كان خلال السنوات الثلاث الماضية يشغل منصب المبعوث الخاص للرئيس الروسي في السودان انه كان يرافقه خلال زياراته الى هذا البلد رجال الاعمال الروس من المرتبة الاولى والثانية وكان هدفهم من ذلك التعرف عن كثب على الاوضاع من اجل تقييم وتحديد كيفية السير للامام ". واضاف مارغيلوف قوله :انهم في جنوب السودان بانتظار الشركات الروسية العاملة في مجالات النفط والطاقة وسكك الحديد وبناء الطرق والاتصالات اضافة الى اهتمامهم بالتعاون العسكري – التقني. ونقلا عن الرئيس سالفا كير يقول انهم يدركون جيدا بضرورة وجود توازن للبلدان والشركات والمصالح في جنوب السودان. فقبل "غلينكور" وضعت الشركات الصينية اقدامها هناك وستبقى لفترة طويلة حيث استحوذت هذه الشركات على العمل في قطاع النفط اضافة الى قطاع بناء الطرق اما الشركات اللبنانية فتسيطر على قطاع الاتصالات، في حين تعمل الشركات الماليزية في قطاعات البنى التحتية وبناء المطارات وغيرها من المواقع الكبيرة. ولكن الرئيس سالفا كير يفترض الا تكون هناك سيطرة جهة ما على قطاع معين في البلد.واذا ارادت الشركات الروسية العمل في الدولة الفتية، فعليها ان تنشط ولا تضيع الفرصة المتاحة بشروط جذابة. وهذا يطرح ضرورة الاسراع في كافة الاجراءات البيروقراطية وفتح السفارة الروسية هناك. وكان مارغيلوف قد سلم يوم 9 يوليو/تموز رسالة من الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الى الرئيس سالفا كير. وتجري حاليا في الاممالمتحدة اجراءات قبول جمهورية جنوب السودان في المنظمة الدولية. ويقول مارغيلوف ان روسيا سوف تدعم قبول جنوب السودان في عضوية المنظمة الدولية. واستنادا الى معاهدة فيينا الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية فان الخارجية الروسية ستبدأ باجراءات اقامة هذه العلاقات. شركة " غلينكور " وعلاقاتها بالشركات الروسية وشركة غلينكور التي تمثل كافة شركات استخراج الخامات في العالم، تقوم بتسويق المعادن والنفط الخام والمنتجات النفطية والفحم الحجري والمنتجات الزراعية لزبائنها في جميع القطاعات الصناعية. وتعود لشركة "غلينكور" نسبة 10.3 % من اسهم شركة " روسيسكي اليومينيا " الروسية ولديها حصص في الشركات النفطية الفرعية الروسية " روس نيفت " وعدد من شركات استخراج الخامات " شركات استخراج خامات الزنك في بيرو وكازاخستان ومناجم الفحم بجنوب افريقيا والنحاس في الفليبين ". وفي مارس/اذار عام 2007 تم توحيد اصول الشركة في قطاع الالمنيوم ( 12 % ) مع اصول شركات الالمنيوم الروسية " روسكي المنيوم وسوال " في اضخم شركة المنيوم في العالم " روسيسكي المنيوم "( United Company Rusal ). واصبحت هذه الشركة الاضخم في العالم لانتاج الالمنيوم والالومينا، حيث سيبلغ انتاجها السنوي نحو 4 مليون طن من الالمنيوم و11 مليون طن من الالومينا.