أظهرت تسريبات من اجتماع خبراء أوبك الأخير أن السعودية لوحت بإغراق أسواق النفط بزيادة إنتاجها إلى 12 مليون برميل يوميا، إذا لم تكفّ طهران عن التلاعب ورفع سقف مطالبها بزيادة الإنتاج، لكن مصدرا خليجيا أكد أمس أن السعوديت حذرت فقط من عواقب عم تقييد الإنتاج. العرب لندن – -كشفت مصادر في منظمة أوبك أن خلافا ساخنا بين السعودية وإيران طفا مجددا على السطح في اجتماع خبراء المنظمة الأسبوع الماضي، وأن الرياض هددت بزيادة إنتاجها النفطي بقوة لخفض الأسعار، إذا رفضت طهران فرض قيود على إنتاجها. وأكدت 4 مصادر حضرت اجتماع خبراء أوبك، الأسبوع الماضي، المخصص لوضع تفاصيل التخفيضات التي ستجرى مناقشتها خلال اجتماع أوبك الوزاري في 30 نوفمبر، أن الاجتماع شهد صداما بين ممثلي البلدين. وامتنعت قيادة منظمة أوبك عن التعليق على المناقشات التي جرت خلال الاجتماعات المغلقة الأسبوع الماضي. ورفض مندوبو أوبك السعوديون والإيرانيون التعليق بشكل رسمي. وأصبحت المواجهات بين البلدين بشأن الصراعات في سوريا واليمن وملفات إقليمية أخرى أمرا متكررا في السنوات الأخيرة. لكن التوترات هدأت مؤخرا على الجبهة النفطية، بعد أن وافقت السعودية على اتفاق لكبح الإنتاج، يعزز احتمال اتخاذ أوبك خطوات لدعم أسعار الخام. لكن مصدرا خليجيا في منظمة أوبك إن السعودية "لم تهدد" أي أحد بزيادة الإنتاج خلال اجتماع خبراء أوبك لكنها حذرت من ارتفاع الإنتاج في أنحاء العالم إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق على كبح الإمدادات. السعودية خففت موقفها وقدمت تنازلات بشأن تقييد الإنتاج منذ تولي خالد الفالح منصب وزير الطاقة وأكد أن بشرط عدم نشر اسمه أن "جميع دول أوبك وغيرها من المنتجين غير راضين عن إيران لعدم رغبتها في المشاركة في التثبيت وكذلك العراق لعدم قبوله لمنهجية تقييد الإنتاج، وفقا لمصادر أوبك المستقلة." وأضاف أن السعودية "لم تقل إن الإنتاج سيرتفع. بل قالت إن الإنتاج قد يرتفع. السعودية لا تهدد والرياض لا تنتج أكثر مما يحتاجه العملاء. وزادت السعودية الإنتاج منذ عام 2014 ليصل إلى مستويات قياسية تتراوح في الأشهر الأخيرة بين 10.5 إلى 10.7 مليون برميل يوميا. ويمكن لأي زيادة جديدة في الإمدادات أن تؤدي إلى زيادة تخمة المعروض العالمي، التي أدت بالفعل إلى انخفاض الأسعار بأكثر من 60 بالمئة منذ منتصف عام 2014. وذكرت مصادر رويترز في أوبك أن "التهديد" السعودي جاء عقب اعتراضات إيران ومطالبتها بإعفائها من أيّ قيود، رغم أن البيانات تؤكد أن إنتاجها اقترب من المستويات التي كانت عليها قبل تشديد العقوبات الدولية. وقال علي كاردور العضو المنتدب لشركة النفط الوطنية الإيرانية لموقع معلومات وزارة النفط إن "اجتماع أوبك القادم يقترب ولن نتوقف عن استعادة حصتنا في المنظمة" مضيفا أن إنتاج إيران من النفط الخام يقترب من 4 ملايين برميل يوميا. وأضاف، الاثنين الماضي، أن "العمل في قطاع النفط مثل العمل في جبهات الحرب وعلينا أن نحافظ على مواقعنا بزيادة طاقتنا الإنتاجية بقدر ما نستطيع". وفي سبتمبر اتفقت أوبك في اجتماع بالجزائر على خفض مبدئي متواضع لإنتاج النفط، في أول اتفاق من نوعه منذ 2008 مع منح وضع خاص لليبيا ونيجيريا وإيران، حيث تضرر إنتاجها بفعل الحروب والعقوبات. وتسلط إثارة التوترات الجديدة وهو ما لوحظ في اجتماع الخبراء الأسبوع الماضي الضوء على الطبيعة الهشة لاتفاقات أوبك، وتؤكد أن أمام المنظمة طريقا طويلة قبل أن تحول اتفاقها الأولي في الجزائر إلى اتفاق حقيقي. علي كاردور: العمل في قطاع النفط يشبه جبهات الحرب، وعلينا زيادة الإنتاج بقدر ما نستطيع وأكدت مصادر رويترز أن الوفد السعودي طلب في 28 أكتوبر إلغاء اجتماع اليوم التالي مع المنتجين من خارج المنظمة مثل روسيا بسبب اعتراض إيران على الاتفاق. لكن جرى إقناعهم من قبل الأعضاء الآخرين بحضور الاجتماع لتفادي إحراج المنظمة. ومضى الاجتماع مع المنتجين غير الأعضاء في أوبك في 29 أكتوبر قدما لكنهم لم يتعهدوا بالتزامات محددة. وأعلنت إيران أن إنتاجها بلغ 3.85 مليون برميل يوميا في سبتمبر الماضي. وقالت إنها ستقيد إنتاجها عند ما يعادل 12.7 بالمئة من إجمالي سقف إنتاج أوبك أي نحو 4.2 مليون برميل يوميا. وأكدت المصادر في أوبك أن الحجة المضادة التي قدمتها إيران في الاجتماع بأن السعودية رفعت إنتاجها بنحو مليون برميل يوميا منذ عام 2014 وأنها تحاول في الوقت الحالي إقناع الآخرين بأنها ستخفض الإنتاج ب400 ألف برميل يوميا للتوصل إلى اتفاق رغم أن الرياض ربحت بالفعل إنتاجا وإيرادات إضافية. وكانت مصادر في أوبك قد ذكرت أن الرياض عرضت خفض إنتاجها من ذروته في فصل الصيف البالغة 10.7 مليون برميل يوميا إلى 10.2 مليون برميل يوميا إذا وافقت إيران على تثبيت إنتاجها عند مستويات بين 3.6 إلى 3.7 مليون برميل يوميا تقريبا. وتجتمع لجنة الخبراء رفيعة المستوى مجددا في فيينا في 25 نوفمبر للانتهاء من تفاصيل خطط تقييد الإنتاج قبل اجتماع وزراء أوبك القادم في 30 نوفمبر. وقال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك إنه "متفائل" بالتوصل إلى اتفاق نهائي. وأكد مندوب في أوبك حضر اجتماع الجزائر إنه مازال يأمل في التوصل إلى اتفاق في نوفمبر. وقال إن "حقيقة أن المناقشات مازالت مستمرة أمر إيجابي" وأن دول أوبك ستكثف المناقشات مع اقتراب اجتماع الوزراء في نهاية شهر نوفمبر الحالي.