سعى صقور منظمة أوبك الذين يؤيدون ارتفاع أسعار النفط أمس الى تسوية تحفظ ماء الوجه بشأن تحديد سقف جديد لانتاج المنظمة عند 30 مليون برميل يوميا من النفط الخام وهو مستوى قريب من الانتاج الحالي. ويهدف الاتفاق لاستعادة مصداقية أوبك بعد أن انهارت محادثاتها في يونيو دون الاتفاق على مستوى مستهدف لانتاج أعضاء المنظمة. وقرر صقور الاسعار فنزويلا وايران والجزائر عدم المطالبة بمستوى دون 30 مليون برميل يوميا لكنهم يريدون من المنتجين الخليجيين ومن بينهم السعودية افساح المجال لعودة النفط الليبي على مدار عام 2012. وقال وزير النفط الفنزويلي رفاييل راميريز "نعتقد أن هناك ما يكفي من النفط في السوق ومع عودة انتاج النفط الليبي يتعين على الدول التي تضخ كميات اضافية أن تخفض انتاجها مجددا الى ما دون المستويات الحالية." وأضاف مشيرا الى الامدادات الحالية "ليس من الضروري تغيير الانتاج." وأوصى خبراء أوبك أمس الاول بمستوى انتاج اجمالي لدول المنظمة عند 30 مليون برميل يوميا في النصف الاول من 2012. وتتوقع أوبك أن تلبي تلك الامدادات الطلب وأن تعيد تكوين مخزونات بمعدل 650 ألف برميل يوميا خلال تلك الفترة. ومنذ اخفاق أوبك في التوصل الى اتفاق في يونيو قامت السعودية والكويت ودولة الامارات العربية المتحدة بزيادة الانتاج لكبح جماح أسعار النفط. واقترب خام القياس الاوروبي مزيج برنت من 108 دولارات للبرميل أمس متراجعا عن أعلى مستوياته في عام البالغ 127 دولارا. ويريد صقور أوبك ابقاء سعر برنت فوق 100 دولار للبرميل. وقال راميريز "نحن قلقون جدا بشأن الوضع الاقتصادي. نحن قلقون جدا بشأن توقعات النمو للعام القادم وبصفة خاصة في منطقة اليورو وأمريكا الشمالية." وتفضل دول الخليج العربية أسعارا أقل بسبب مخاوفها من تأثير الاسعار المرتفعة على النمو العالمي. وقالت دولة الامارات في الآونة الاخيرة ان سعرا بين 80 و90 دولارا هو سعر مثالي. وبعد الاخفاق في الاتفاق على الاقتراح الذي قادته السعودية في يونيو قامت المملكة بزيادة انتاجها الى اعلى مستوياته في عقود. وأعلن وزير البترول السعودي علي النعيمي لدى وصوله الى فيينا أن انتاج المملكة تجاوز عشرة ملايين برميل يوميا في اشارة لاوبك بأنه يدير دفة الامور. وقال مندوب لدى أوبك "نريد أوبك ذات مصداقية. تستطيع السعودية الاستمرار في زيادة الانتاج لكننا نفضل التوصل الى اتفاق."