وزير المالية بدر الدين محمود في رده على مداخلات إحدى أعضاء الحوار والتي طالبت بإعادة البلاد إلى ما كانت عليه في العام 1989م، وإعادة اعتماد الدخن والذرة في الغذاء لخلوهما من السرطان، سيادته سخر منها وقال في : 1989م البلد ما كان فيها جوال سكر، وكنا نقسِّم الصابونة للناس، وحجم إنتاج الكهرباء لا يتجاوز 40 ميقاواط، وارتفع الآن إلى 3000 ميقاوط، وكان الدواء يستورد بالشنطة، وتساءل (كم عدد شوارع الأسفلت والكباري الآن) ؟ وأضاف: (خلوها مستورة) لو رجعناكم 89 كنت حتمشوا المقابر. السيد وزير المالية ياريت لو يمكنكم إرجاعنا لسنة 1989م، فتلك كانت مرحلة متقدمة أبعد من أن تصل إليها حكومتك الفاشلة هذه، حينها كان للمواطن كرامة يعتز بها ولديه وطن يغني له وحكومة محترمة ليس فيها مسؤول يحتقره أو يسيئه أو يعايره أو يستبيح أمواله دون وجه حق، وأن كنا نقتسم الصابونة فليس لأنها معدومة، ولكن لأن المواطن كانت لديه ثقافة الاقتصاد، فوقتها كان الصابون يصنع يدوياً في كل بيت، ولم نكن نحتاج للسكر، فالبلد مليانة خير حلو، أما إنتاج الكهرباء كان ضعيفاً أي نعم، ولكن لم يتغيَّر الأمر كثيراً فالكهرباء اليوم عبارة توصيلات وسبب لجباية الأموال من المواطن، ولم تضف له شيء غير (وجع القلب) . السيد الوزير قال إنه في عام 1989 كان الدواء يستورد بالشنط، ألا يعلم سيادته أن حينها لم يكن السودان يحتاج إلى أن يستورد الدواء بالحاويات، لأن الأمراض حينها كانت قليلة جداً، فليس هناك سوء تغذية ولا تلوث بيئي ونفايات متراكمة، ولا أغذية فاسدة وملابس مصنعة من مواد مسرطنة، حينها لم يكن السودان مكباً لنفايات العالم ولا تستورد الحكومة أسمدة فاسدة ومواد مشعة (وبلاوي متلتلة) إذاً ما الداعي إلى استيراد الدواء بكميات كبيرة حتى أنه ليس هناك مافيات لتجارة أدوية. السيد وزير المالية والاقتصاد الوطني يتساءل كم عدد الكباري وشوارع الأسفلت في إشارة إلى الشوارع والكباري المضروبة التي شيَّدتها حكومته وأصبحت مأكلة، نعم، كان هناك كباري تعد على أصابع اليد الواحدة، ولكنها حتى الآن أجود وأجمل وأفضل من كل الكباري التي أنشئت في عهد الإنقاذ ، ثم قال خلوها مستورة، ولماذا؟ فليس هناك شيء مشين يستحق السترة، فهذا فقه لم يعرفه السودان إلا في عهد حكومته هذه. فليعلم وزير المالية أن السودان عام 1989 كان أفضل من سودان اليوم ألف مرة، ويكفي جداً أن نقول إن حكومة الإنقاذ أسوأ حكومة مرت على تاريخ السودان بما فيها الحكم الإنجليزي و التركي، وعليه كل شخص في هذا السودان يتمنى أن يعود به الزمن إلى عام 1989م، وياريت لو كان ذلك ممكن، ولكن لأن الزمن لا يرجع فلابد من أن نتمنى ونحلم بحل أفضل وسيتحقق بلا شك. وزير المالية بعد المن والإساءة وتذكيرنا بماضينا الذي نراهو نحن جميلاً وأفضل مليار مرة من حاضر قبيح بين يدي حكومته، قال لو رجعناكم للعام 1989 حتمشوا المقابر، ولو كان هناك خيار بين المقابر والعيش في ظل حكومته هذه لكانت المقابر بدون أدنى شك هي الخيار الأفضل للجميع . التيار