تكتب الشعر فتحيل الأحرف إلى فراشات أنيقة كما حرفها تماما، تقف في المنتصف ما بين زخم القريحة وشغفها بدراسة اللغات متمردة في كتابتها وصاحبة مفردة وسيمة تشبه جدائل من نور، شاعرة تجيد أربع لغات كل لون محمل بالتعابير الخفية، أرخبيل من عطر أسود في بلاد الناطقين بالهمس. الشاعرة سهى أسامة كثيرا ما أثارت ذلك الفضول وجعلت أعين الدهشة ترافقها بإعجاب لإجادتها أربع لغات - رغم صغر سنها - مع موهبتها الكبيرة في كتابة الشعر، جلسنا إليها فكان هذا الحوار. * بداية نريد أن نتعرف على سهى عن قرب؟ - سهى أسامة أمدرمانية الميلاد والنشأة، تدرجت بالسلم التعليمي حتى وصلت جامعة الخرطوم كلية الآداب، أدرس اللغة الصينية كما برعت في الإنجليزية مع الفرنسية مما أتاح لي أن أتحدث بأربع لغات بإجادة تامة. * كيف كانت البدايات ؟ - أولاً أنا ترعرعت في بيئة أدبية سليمة جدا كما أنني وجدت تشجيعاً كبيراً على القراءة والاطلاع منذ نعومة أظافري، مما أدى الى إضافة ذخيرة لغوية جيدة بالنسبة لي ساهمت في تفوقي الأكاديمي واتساع الرقعة المعرفية لدي. * أين تقف سهى في الجوانب الأدبية وأين ترى نفسها الآن ؟ -هذه الجزئية لا أحددها أنا، فالكاتب دائما منتوجه هو ما يتحدث عنه. * هل كان للجمعيات الأدبية في الجامعة دور في تجربتك بشكل عام ؟ - بصراحة لم أرتد الجمعيات الأدبية داخل الجامعة أو خارجها، بل كثيرا ما وجدت نفسي أدير لها ظهري - لسبب لا أعلمه - مع التسليم بأنها أخرجت الكثير من الأصوات المتميزة والقادرة على الإضافة. * لكن خارج الجامعة انضممتي إلى مجموعة (بوح الثقافية)؟ - لإيماني بتوجهها الرسالي إضافةً للترابط بين أفراد المجموعة، وقبل كل ذلك فهي تضم أسماءً لها وزن الأدبي في الساحة واختلافها عن باقي المجموعات بالتنوع الذي تتميز به مثل الشاعر محمد حسن السيد وعمر آبومنة وتنزيل المبارك وإعلاميين مثل إسراء حمد وأمل معاذ والفنان محمد أبو القاسم وغيرهم. * هل شاركتي في أي نوع من أنواع المسابقات الطلابية؟ نعم شاركت وأحرزت مراكز متقدمة فيها مثل مسابقة (شاعر الجامعة) التي أحرزت فيها المركز الثاني ومسابقة (المهرجان الطلابي). * هل لدراستك للغة الصينية كلغة غريبة وحتى بعيدة جغرافياً تأثير على كتاباتك بشكل عام ؟ -دراسة اللغة والأدب والتاريخ والتقاليد والعادات الصينية أتاح لي فرصة اتساع الأفق والمدارك، وفتح نافذة الخيال على مصراعيها مع التشبع بثقافات جديدة. * شاعر تقفين عنده كثيرا؟ -الراحل محمود درويش مدرسة في الأدائية وصاحب إسلوب يخصه يتسم بالعمق والسلاسة، كما أن الصور عند درويش قمة الدهشة والإمتاع. * هل تجدين نفسك قريبة من الإعلام وكيف هي العلاقة؟ -علاقتي مع الإعلام ودية ضبابية. * (الوُد) و(الضباب) عندما اجتمعا سوياً أبعدا سهى من الإعلام؟ -في الحقيقة كنت أبادر بالرفض مبديئا عندما يتلعق الأمر بالظهور الإعلامي. * أي نص تختارين للقارئ؟ طليعة الوجعة ما بتكضب الشينة.. تجيك سالة الوهم سكين.. تقسم بيها في صبرك.. توزعو للغلابة انين.. مكشرة عن نوايب الخوف.. وياها الدنيا ذات وشين وانت جنين، تدافر في الظروف القاسية كان تمرق.. ويوم تمرق يسالمك قبرك الراجيك بالأحضان وات ممكون وات محتاج تشوفك فيك، وداير فوق عيوني عيون تجيها مطر تجيكَ عشم سراب ممحوق تفوتا مصون تفوتك هي وملانة ظنون.. وات ممكون بريدك ياعصب شوفي ورَد دغشية رد عليك.. ورِد مكتوب بخط الايد ودمعة وغصة متلاحقات.. بدون توقيع.. وات ممكوووون دا انت قصيدة منسية حروف بي لهجة نوبية معلقة في جناح فرشة.. تشتت من حروفا اللون وترسم بيها في النيلين وطن ناقص.. فرح محزون ضحك مشنوق وطير مجنون بيتراقص على وزن البكا الاشتر.. ف ياخ اكتر.. عليك حِنّك تعال أخضر.. تعال إخضرّ. حدثينا عن سهى والكمجنة؟ الكمنجة لغة الروح، عشقي الأبدي وسر غامض، فالكمنجات تنوح، تبكي وهي تعزفنا، أما لقب (البت الكمنجة) جا من التشبيه في الصوت. اليوم التالي