قالت الأممالمتحدة إنه يجب على حكومتي السودان وجمهورية جنوب السودان حل الخلاف بينهما بشأن وضع منطقة أبيي الحدودية بينهما والغنية بالنفط. وذكرت المنظمة الدولية في تقرير حديث عن هذه المنطقة الحدودية أنه “باستقلال جنوب السودان يوم التاسع من يوليو الجاري، لم يعد الخلاف حول الوضع النهائي لمنطقة أبيي شأناً داخلياً". ووصلت بالفعل الدفعة الأولى وقوامها 400، من إجمالي أربعة آلاف من أفراد حفظ السلام لحفظ الأمن للمنطقة. وذكر التقرير أنه يجب على السودان وجمهورية جنوب السودان أن يتصرفا كدولتين لكل منهما سيادة. ويجب أن يتوصلا لحل بشأن أعمال العنف في ولاية جنوب كردفان، وهي منطقة أخرى غنية بالنفط، حيث ألقى القتال بين الجانبين بظلاله على عملية السلام هناك. من جانب آخر، أعلنت الحكومة الصينية عن زيارة لوزير خارجيتها يانج جيه تشي إلى السودان وجمهورية جنوب السودان يوم الاثنين القادم. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن ما تشاو شو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الزيارة ستشمل النظر في القضايا العالقة بين البلدين اللذين يتأهبان للمشاركة في محادثات أديس أبابا برعاية الوسيط الأفريقي ثامبو إمبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق .وأعلن الأخير بدوره أمس تأجيل المحادثات التي يقوم برعايتها بين دولتي الشمال والجنوب من يوم الخميس إلى يوم غد السبت، حسبما أعلن في تصريحات أدلى بها أمس الأول في جوبا عقب لقاء جمعه بالرئيس سيلفا كير ميارديت. وأكد الوسيط الأفريقي موافقة الدولتين على المشاركة في المحادثات التي ستتمحور حول ملفات (أبيي) والنفط والحدود والعملة، موضحاً أن المفاوضات ستستمر لمدة ثلاثة أيام وأن ترتيباتها كافة قد اكتملت. وكان الوسيط الأفريقي أجرى مباحثات مع الرئيس البشير قبل توجه لجنوب السودان لإعداد جولة المفاوضات التي تعد الأولى بين السودان ودولة جنوب السودان التي تم تدشينها رسمياً في التاسع من الشهر الجاري. ولا تزال جملة من الملفات عالقة بين الجانبيين، أبرزها تقاسم عائدات النفط الذي ينتج معظمه بالجنوب وتوجد بنيته التحتية بالشمال. ورفض الجنوب مطالبة الشمال بدفع 8ر22 دولار كرسم لعبور برميل النفط وتصديره عبر موانئ الشمال، كما أصدرت كل دولة عملة جديدة وبدأت في تداولها في خطوة وصفها المراقبون بحرب العملات. وكانت الخرطوم قد طالبت بدفع مبلغ 32 دولاراً لترحيل البرميل الواحد وهو ما حدا بحاكم ولاية الوحدة تعبان دينق لأن يقول في أحدث تصريح له من بانتيو “إن كنا سندفع 32 دولاراً لترحيل البرميل، فذلك يعني أننا سنقتسم النفط وفق المعادلة السابقة 50% لكل طرف وهو ما نرفضه بشكل كامل". وأضاف تعبان دينق أن حكومة الجنوب يمكن أن تتجه إلى مواطنيها وتخاطبهم بأن يخفضوا رواتبهم لمدة عامين إلى حين إنشاء خط أنابيب خاص بجنوب السودان، بعيداً عن دولة الشمال وفق التصريحات التي نقلتها عنه وكالة (آي بي اس) والتي أشار من خلالها إلى إن جنوب السودان أقصى ما يمكن أن يدفعه هو دولاران للبرميل بحسب تعبان دينق.