علمونا في المدارس أن السودان كان يعتمد على الثروة الحيوانية و المحصولات الزراعية لتوفير النقد الأجنبي لخزينة الدولة وحينها قالوا لنا إن السودان بما يملك من إمكانات طبيعية إن تم ادارتها بكفاءة سيصبح سلة غذاء العالم ولن تسطيع أي دولة ان تهزمنا وأن الدولار لن يهزم الجنيه السوداني ، ولكن جاءت حكومة الانقاذ بليل وفعلت به كل ما يفعله زوار الليل بمنزل الأثرياء فأصبح السودان على الحديدة، متسولا يطرق أبواب الجميع وزائر الليل حرٌّ ينعم بما سرق . حكومة الليل استهانت بالثروة الزراعة الحيوانية واعتمدت على بترول أخرجته دون وعي سياسي ولا نظرة مستقبلية.. فقط دافعها الكسب السريع ومرت سنوات البترول القليلة عليها مثلما تمر صدفة شبع على جائع، فحين انفصل الجنوب لم يعد للبترول أثر . اليوم يقف السودان بسبب سياسات الإنقاذ منكسرا ذليلا خاضعا لأمريكا ضعيفا أمام كثير من الدول التى كانت إلى قبل وصول الإنقاذ يفصلنا عنها قرن من الزمان ،مستعبد للصين بديون خيالية ،ورغم إمكانية خروجه من هذه المهازل في هذه اللحظة ، إلا أن الحكومة لا يعجبها ذلك وتفضل ان تدفع أي ثمن إلا أن تفعل شيئا يعيد للاقتصاد عافيته في حالة تؤكد رغبتها الاكيدة في أن يبقى السودان ضعيفا تحت جبروتها، هي اليوم تستعين بسياسات أقرب ما تكون إلى الانتقام . لم يبق لها إلا أن ترفع شعار السودان إلى الجحيم ليطابق أهدافها وأفعالها. الحكومة مرة أخرى تتحصل على وديعة من الإمارات، و ماذا سيستفيد من الودائع التى تأخذها الحكومة من الدول العربية كل مرة وهي دين مستحق تأخذه مقابل ضمان أكبر من الوديعة ،وماذا استفدنا من كل الودائع التى أخذتها من السعودية وقطر والامارات من قبل علما بأن هذه هي الوديعة الرابعة خلال أربع سنوات ، كيف وظفت الودائع الثلاث السابقة علما بأن أول وديعة إذا وظفت توظيفا صحيحا لما احتاجت للوديعة الثانية ،وإن فعلت مع الثانية لما احتاجت إلى الثالثة أو الرابعة ..إذا الموضوع ليس موضوع إنعاش الاقتصاد السوداني فإن كان هو رغبة الحكومة لما احتاجت أصلا إلى ودائع ، والسودان لديه ما يكفى من إمكانات مادية وبشرية لتحريك عجلة الزراعة والصناعة ، السودان يحتاج الى استغلال الإمكانات الكامنة وتحقيق تنمية متنوعة المصادر لينتعش الاقتصاد إلى الأبد . هل يعقل أن يكون وزراء المالية قد درسوا الاقتصاد ونحن سنعلمهم أولياته ، قطعا لا .. وما يحدث لنا واحد من اثنين :إما أن هدفهم تدمير السودان عمدا لاسباب لا نعلمها وفي هذه الحالة لابد للشعب من أن يلحق نفسه، أو انهم مجانين يفعلون ما لا يعلمون ، فيصبح المجانين في ذمة النصاح وايضا لابد من ان يلحق الشعب نفسه ، فنحن حقا أمام حكومة غير طبيعية بل وشاذة . لا وديعة الإمارات ولا ألف وديعة يمكنها ان تنعش اقتصاد يديره الفساد و سيظل إنعاش الاقتصاد السوداني مجرد ونسة عند الحكومة مثلما ظلت (تتونس ) بها لأكثر من ربع قرن ،لم ينفعنا البترول والذهب ولم تنفعنا الودائع والقروض والمنح والديون وها هو السودان يعيش الضعف والانكسار وهو يملك أعظم اقتصاد . التيار