المقاربة الأمنية لوحدها لن تكفي لمعالجة ظاهرة الهجرة السرية حيث أن الطرد القسري للمهاجرين قد يدفعهم لأحضان تنظيمات إرهابية. ميدل ايست أونلاين ذرائع تمهد لطرد المزيد من المهاجرين الأفارقة الجزائر – أعربت الجزائر عن مخاوفها من تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية وخطرها من خلال احتمال استغلال المهاجرين من قبل الإرهابيين ومدبري الجريمة المنظمة. وكانت السلطات الجزائرية قد رحلت مهاجرين قسرا من أراضيها في خطوة أثارت انتقادات دولية واتهامات للجزائر بسوء معاملة الجزائرية لاعتمادها مقاربة أمنية فقط في التعامل مع مئات مقيمين على أراضيها على خلاف مقاربة المغرب في معالجة هذه الظاهرة. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أمر في 2016 في سلسلة إجراءات ملكية، بتسوية وضعيات آلاف المهاجرين وإشراك منظمات حكومية وغير حكومية للمساهمة في تنفيذ إستراتيجية لاقت ترحيبا دوليا لما تضمنته من بعد إنساني. ويرجح محللون أن الجزائر ربما تذرعت بمخاوفها من فرضية استغلال الإرهابيين للمهاجرين للتغطية على طريقة تعاملها العنيفة مع آلاف من المهاجرين الأفارقة على أراضيها. وذكرت صحيفة جزائرية الجمعة في تقرير أن رئيس دائرة الاستعمال والتحضير بوزارة الدفاع اللواء شريف زراد لم يخف تخوفه من أن يشكل المهاجرون خطرا على أمن واستقرار المنطقة اذا تم استغلالهم من قبل إرهابيين أو من قبل منظمات الجريمة المنظمة. ونقلت صحيفة 'الخبر' عن زراد قوله خلال ملتقى بالعاصمة الجزائرية حول "هجرة الأزمات والأمن الجهوي (المحلي)، أي آفاق للفضاء الأورو - مغاربي" أن "ظاهرة الهجرة غير الشرعية تفاقمت وأصبحت مصدرا لقلق العديد من الدول بسبب صعوبة مراقبة التدفق الهائل للمهاجرين". وأشارت الصحيفة المحلية إلى أن الملتقى تضمن مداخلات شملت العديد من المحاور من ضمنها التحديات الأمنية للهجرة غير الشرعية في الجزائر من خلال مقاربة جيوسياسية إضافة إلى الآليات القانونية لمكافحة الهجرة غير الشرعية. وتحدثت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان عن مخاطر باتت تطرحها الهجرة غير الشرعية على أمن الجزائر وأمن دول المنطقة "ما يستدعي إتباع إستراتيجيات مدروسة ومحكمة لاحتواء ومواجهة هذه الظاهرة". وتبدو المخاوف الجزائرية مبررة، إلا أن المقاربة التي اعتمدتها السلطات الجزائرية في التعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية خاصة أنها لم تأخذ في الاعتبار مسائل إنسانية في عمليات الترحيل التي نفذتها في 2016، أثارت انتقادات حقوقية حادة. ويعتقد أن المقاربة الأمنية لوحدها لن تكفي لحل معضلة الهجرة غير الشرعية وأن الطرد القسري لهؤلاء يمكن أن يدفعهم فعلا لأحضان الإرهاب.