شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    الدعم السريع تحتجز (7) أسر قرب بابنوسة بتهمة انتماء ذويهم إلى الجيش    التقى وزير الخارجية المصري.. رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    نزار العقيلي: (كلام عجيب يا دبيب)    البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    ميسي: لا أريد أن أكون عبئا على الأرجنتين.. وأشتاق للعودة إلى برشلونة    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن..    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    مان سيتي يجتاز ليفربول    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أطول امسيه لرجال الامن لالقاء القبض على فتحى نورى عباس ديسمبر 1992
نشر في الراكوبة يوم 14 - 02 - 2017

لم يكن حزب البعث مشاركا فى حكومات الفترة الديمقراطيه التى اعقبت ثورة ابريل المجيدة بالرغم من الفعاليات الجسورة التى ساهم بها فى الانتفاضه ضد نظام نميرى لكنه واصل نشاطه فى عنفوان الثورة وظل يحذر الشعب من الردة على الديمقراطيه وتربص فلول النظام به واهميه ابعاد سدنه مايو من الحياة الديمقراطه الى ان تم اعادة تجميع قواهم واكملوا استعدادهم للانقضاض على الديمقراطه وظل البعث يعلنها محذرا الشعب والسلطة الدمقراطيه ولكن لم يستبينو النصح الا فى ضحى الغد وحتى بعد نشر تفاصيلها فى مجله الدستور قبل ايام محدودة من الانقضاض على الديمقراطيه ...
كانت هذة المقدمه ضروريه لنفهم لماذا تم استهداف البعث من قبل الجبهه الاسلاميه بالرغم من انه لم يكن من مبررات الاستيلاء على السلطة فى عشيه الانقلاب المشؤم وتمت مصادرة ممتلكاته حتى اليوم وزج المئات من مناضليه فى المعتقلات والتنكيل بهم واعدام ضباطهم العسكرين فى القوات المسلحه بدون محاكمات واخفى قبورهم عن زويهم حتى الان وشرد الالاف ممن كانو فى الخدمه المدنيه بحجة الانتماء للبعث تحت سواتر التمكين.
لم اكن متواجدا فى الخرطوم ليلة نحر النظام الديمقراطى كنت فى بغداد لزيارة قصيرة وعلمت بما حاق بالوطن وكان قراري العودة الى داخل الوطن بصحبه الرفيق ميرغنى احمد على، و احمد جمعة.
وصلت الخرطوم عبر القاهرة وقمنا بترتيب اخفاء الكادر الذى نجى من الاعتقال واعادة ترتيب ادراة نشاط الحزب مع بقيه الرفاق فى اجواء حذره يتم فيها اعتقال البعثين اينما وجدوا...
كنت دائما اقضى بعض فترات ما بعد الفطور مع صديقى العزيز ميمى عبدالرحمن وهو من نجباء سرة شرق بعيدا عن دوائر الاهل المقربين ولحكمة لم اتيقن كنهها الى مؤخرا بعد خروجى من المعتقل حيث كانو مرابطين فى مداخل الورشه فى المنطقه الصناعيه الجديدة.... منذ الصباح حتى نهايه يوم العمل .لم اذهب اليه ذلك اليوم ولم اغادر شقتى المستاجرة للسكن مع اسرتى فى الطائف مربع 22 ومعظم منازلها تحت التشيد .بالقرب من شيخ حسن طنون متعه الله بالصحه والعافيه
فى الثالثه من ظهر ذلك اليوم حضر الى فى الشقه منزعجا رفيقى حامد وهو على بعد شارع من سكنى وليس من عادته الخروج من عرينه فى مثل هذا الوقت ... متسائلا ان كان لدى ذوى قربى يبحثون عن مسكنى لزيارتك وهم يستغلون عربه بوكس ولا يشبهون الحلفاوين ؟؟؟
وقد احاطو بسيارتى التى كان يستغلها حامد وسألوه ان كانت هى سيارة فتحى ...
قلت له لا احد يبحث عنى من الاهل منذ الانقلاب المشؤم وهم ينتهون دائما من زيارة الخال فى الديوم ويقدرون ظروفى النضاليه واذا كانت لهم رساله مهمة يتركونها هناك ولا يبحثون ..عنى.. او....
عن مسكنى .....اذن ... مساحه الشكوك لديه تعززت تماما... واتفقنا على مغادرة المنطقه قبل ان يعاودو الكرة والبحث لان دوائر بحثهم اصبحت قريبه جدا .. .وعليه العودة سريعا وتحضير شنطه احتياجاته الشخصيه لمغادرة منطقه الطائف ورشحنا منزل احد الرفاق فى الامتداد للانتقال بصور مؤقته ..
ورجع حامد الى مقره لتحضير نفسه للخروج من المنطقه، وجلست الى زوجتى ..لتهيئتها لما يمكن ان يحدث وتلقينها كيفيه التصرف بحكمه فى مثل هذة الظروف التى يمكن ان تغيبنى عنهم لفترة غير معلومه والاعتناء برضيعها نورى ثانى اولادى ونظمت كل شئ يمكن ان يحدث وفى انتظار .. رفيقى حامد.
رن جرس الهاتف.. وقمت بالرد عليه ولم اجد احدا فى الطرف الاخر.... !! ثم عاود الرنين ..بدون ..التحدث الى اكثر من ثلاثه مرات... هذه الحركات زادت من هواجسي ويقيني اني فى مواجهه شئ ما ... وطال انتظارى للرفيق حامد بدون جدوى... حتى غربت الشمس تماما وادركنا الليل بسكونه ... ثم عاود التلفون رنينه وفى هذة المرة سمعت صوتا يسالنى ...انت... لسه... بزهج ... وامتعاض .. قاعد..؟؟.... وقفل الخط .... اذن لابد من الخروج لاستطلاع الامر وخرجت من الشقه فى الساعه التاسعه من دون ان اغير ملابسى (عراقى وسروال.. وسفنجات ) واتجهت بشوارع جانبيه الى حيث يسكن رفيقى حامد ...
الأجواء هادئه تماما ومعظم الشوارع مظلمه وغير صالحه للمشى .. لمخلفات البناء المنتشرة .. سلكت زقاقا غير مطروق للحركه ليلاً حتى وصلت باب العمارة وبه حوش كبير يسع لسيارات السكان بارتياح والباب الرئيسي شبه مغلق كما هو معتاد ولا شئ يوحي بأمر غريب فدلفت الى الحوش الذى يعادل نصف مساحة القطعه المبنيه. حتى وصلت مدخل شقة رفيقي الارضية وايضا وجدت الباب شبه مغلق، دفعت بكل يسر وتسربت ا الى الداخل كاشفا البهو الرئيسى داخل الشقه ..... و ... .. و اول ما لفت نظرى وجود عدد من الشباب متحلقين حول التلفزيون واشكالهم غريبه لكن كل واحد فيهم يحضن بندقيته الآليه من طراز كلاشنكوف بشكل ظاهر واستعدلوا فى جلستهم تجاهي ....اذن هو الكمين الذى ينتظرنى... ونصب... بهدوء... في غياب سكان العمارة ... وقضي الأمر تماماً بالنسبه لى.
بادرتهم بسؤال مباشر ان كان عمر موجودا معهم وهو زوج ابنه مصطفى كبارة ويسكن فى الطابق العلوى ...
فى لطف لا يشبه تصرفاتهم لاحقاً، قالوا لي تعال هنا جوّه ... انت منو ... وداير منو ؟؟؟
قلت لهم ابحث عن عمر لعله متواجد معكم فهو جار ولم اجدة فى شقته ....
انت اسمك منو يا زول ؟؟؟
بدون تردد قلت لهم انا عبد المجيد .. وابحث عن عمر لأمر هام و يبدو انه ليس جالساً من بينكم وهممت بالخروج ...الا ..ان أحدهم بادرني بعدد من الاسئله ... من شاكله انت ساكن وين وشغال وين ..قبيلتك شنو... وقفز أحد الحاضرين، موجهاً سؤال مباشر ... يازول.. أنت حلفاوى ؟؟
بتعرف فتحى نورى .!!؟؟
هنا ادركت ان هنالك بصيص امل للمخارجه طالما لم يتعرفو على وبادرتهم بنفس اسالتهم ، من هو فتحى!! وماذا يشتغل واين يسكن ؟؟
ولم أجد اجوبه منهم بل سخرو منى باننى حلفاوى غير اصلى وكيف ساكن فى هذة المنطقه ولا تعرف فتحى
تعذرت بكبر منطقه حلفا وليس بالضرورة معرفه كل سكان حلفا وهذا شيء طبيعى لمنطقه متراميه الاطراف .....فى هذه الاثناء اتصل قائد التيم وطلب احضار احد الحلفاويين يعمل معهم للتعرف على هذا الزائر وطلب منى ان اجلس بضعه دقائق معهم وعادو الى متابعه المسلسل فى التلفزيون دون الاكتراث بى فى انتظار القادم ليفتى فى امرى وتتسرب الدقائق فى انتظار ممل الا ان نتفجاء بدخول غفير العمارة علينا حاملا كيس الفول للعشاء وتوجهه مباشرة الى المطبخ دو الاكتراث بهؤلاء الغرباء ولا حتى مجرد تحيتهم ........ هنا غمز احدهم الى زميلهم .....قوم شوف الدخل جوا ..دا.. وشوف شايل شنو ..ما...يقوم يكتلنا كمان !!! لحق به واحضرة امامنا وبداء بتفتيش ما يحمله ولم يكن سوى فول مصرى للعشاء ثم اجرى عليه تفتيش شخصى ولم يعثر على شئ وصاحبى الغفير مذهول بما يجرى ولا يدرك اية مصيبه تكاد ان تحل به ومن يسهر على حراستهم اها يا زول اسمك منو وجاى تسوى شنو هنا ...؟؟ قال انا احمد واعمل غفيرا فى هذه العمارة اها بتعرف كل السكان ؟؟ ايوا ..... يخرب بيتك يا احمد الجابك شنو هسى .. وبقت عيونك زايغه كدا ونفسك قايم (دا مع نفسى طبعا )
طيب بتعرف الزول دا ؟؟؟
ايوا ......دا صاحب حامد ......
اسمو منو يا زول ......... ؟؟
دا ما فتحى .......يخرب بيتك يا احمد
اكتسح الجميع مشاعر البهجه والسرور وسرعان ما ترك الغفير .. واتخذ كل منهم ركنا قصياً، واخرجو اجهزة الاتصال وتعالى صيحاتهم ..بينما سارع اثنين منهم شاهرين اسلحتهم ووقفوا بجانب الكرسي الذى اجلس عليه وتشاغلت عنهم بشد انتباهى الى ما يعرض فى التلفزيون وكأن الامر لا يعنيني ولم أبدى اى انزعاج لما يجرى من حولى واحاط بى الجميع يتفرسون وجهى وكانهم غير متاكدين بانه هو المطلوب و ها هو امامهم ما خرجو له منذ الصباح ...نعم انه هو ولا يعجبهم برود رد فعلى تجاه ما يجرى ..عكس ما تحوطو له من اعداد وتدريب للمواجهه ... ولم تمضى سوى بضع دقائق واسمع اصوات عدد من السيارات تتوقف فى الحوش الخارجى ...ويدخل البهو كتيبه كامله وهم فى حاله استعداد للمواجهه شاهرين اسلحتهم ويتوسطهم رجل منتشى بشكل طاؤسى ظاهر ولا يحمل سلاح ويبدو من ملامحه ودلاله انه الضابط المكلف وتوجهه نحوى مباشرة .. ولم اكترث به ولا برجاله وظللت مشغولا بالتلفزيون وكان ما الامر لا يعنينى رغم يقينى .. وقف بجانبى وانتهرنى ... قوم فوق.... فتحى.....الا...تعرفنى........ نعم انه اللواء عادل حمادة لعنة الله عليه اين ما حل .. فى قبرة الان وسيبعث ملعونا يوم يبعثون بما اقترفته ايديه فى حق جميع البعثيين الذى مرو عليه .. وامر هو باعتقالهم وعزبو وفق تعليماته واشرف على مصادرة ممتلكاتهم حتى الشخصيه ....نعم كل مناضلى البعث يحتفظون له بصورة بشعه فى اذهانهم ويشعرون بالخسران على وفاته قبل ان ينالو منه كما كان يشعر به وسوف نورد نماذج من سلوكه لاحقا
نعم انه هو وقد انتصب امامى وهو شبهه رجل محاط بجنود مدججين تحت امرتهم وبئس قائد توهموه هؤلاء الشبان الذين رمتهم اقدارهم ليقتاتو من المهام القذره ظنا منهم انهم يحسنون عملا اقل ما فيه انهم يكملون نواقص اشباه الرجال الذين ياتمرون بهم
كشف عن ابتسامه صفراء موجها اوامره للجنود ..عفارم عليكم .. يلا اخذوه...وتقدم منى اثنين ..وقامو بتفتيشى رغم انى لا ارتدى شيئا سوى العراقى ... واستلم احدهم مفاتيح سيارتى التى لم اراها ثانيا حتى اليوم .. واقتادونى الى الخارج وعند الباب وجدت اربعة سيارات تاتشر وعربه بوكس وقبل ان اصعد الى صندوق احداها اخروجو منديل قزر من احدهم لعصب عيونى بشدة واجلسونى فى الخلف بينما بعض الجنود جلسو على جانبى السيارة وتحرك الركب وهم يطلقون صيحاتهم .. العويرة المعبرة عن تحقيق نصر ما . ...وبسرعه فائقه ..... وهستيريه ..تحركنا .. الى ان وصل الموكب الى بوابه القيادة العامه .. ولم نتوقف كثيرا ..الى ان وصلنا ..العمارة الحمراء ... داخل مجمع القيادة ....العامه و تم انزالى وازاحو عصبة العين ... وكان اول سؤال من الجندى ... فتحى انت وين؟؟ بدون تردد اجبتهم اننى فى القيادة العامة اطلق ضحكه ساخرة لا ادرى ان كان لاجراأتهم الوهميه الفاشله ام نوع من الاستقبال .....قادنى نحو الحائط وطلب منى الوقوف امامها بدون الالتفات الى الخلف حيث هم وقوف فى انتظار توجيهات ذلك الملعون .... طال انتظارى وقوفا اكثر من ساعه .... وفجاأة .دب الحراك من الخلف وشعرت بوجود عدد من الناس حولى للتعرف على .. ولم اتعرف عليهم .. وبعد ان انصرفو جميعا احضرو كرسيين وتربيزة جلس حولها ذالك الضابط المشؤوم وتم اجلاسى فى الكرسى الاخر ثم بادرنى ان كنت احتاج كوب ماء او شاى ....ورفضت ذلك ... قال اذن نبدا ....قال لى .. فتحى انت متورط فى قضيه كبيرة ضد الدوله عقوبتها الاعدام !! اذا ... تعاونت !! ويمكننا ان نلتمس لك مخرجا وننهى المساله بشىء من الود اذا قبلت التعاون معنا بشكل ايجابى ...!!!
قلت له اكمل اجراءاتك كما تشتهى وليس لدى ما اخشى منه او اعينك به على رفاقى....فانا بعثى .. وكفى .
وقف صارخا ...بوريك .. والتف من الخلف وانزل قبضة يديه على رقبتى من الخلف ... بعنف ترك اول وسام على كتفى فى مواجهته وسرعان ما تدخل الحارس وطلب منه ترك هذة المهمة له ... واقتادنى الى حيث كنت واقفا مستقبلا بوجهى الحائط واستعان بخرطوش توصيلات المياه للضرب على ظهرى ويطلب منى بين ضربه واخرى .. التعاون مع الكمندان ..... امام رفضى ...تبادل الحراس على ضربى بلا هوادة حتى انهكت تماما ......ثم .. تم استدعائى من جديد من قبل ذلك القميئ ... وعاجلنى بالقاء صندوق مليئ بشارات النجوم...لعمل الدبابير لرتب الضباط على وجهى مباشرتا....صائحا فى وجهى ...دا..شنو ..دا .. لقينا فى مكتبك ...ملابس عسكريه وعلبة الدبابير ....!!! عايزين تعملو انقلاب وتركبو دبابير بى مزاجكم ؟؟ سالته ساخرا واين مكتبى ؟؟
[.. اها جنكم كضب ...دى عليك بالثابته وكمان فى شهود على ذلك ..عامل لى تغطيه بورشه ... انت قايلنا ..فارات ... يا حيوان !! ..الورشة دى بنصادرها زى المطبعه !!
(علمت لاحقا انهم داهمو فى نفس الليله ورشة صحبى محمد عبدالرحمن المتخصصه فى صناعه الاثاثات وعبثو فى كافه ارجاء الورشه وبعثرو محتويات مكتب صديقى يبحثون عن شيء ما يسعفهم فى تلفيق و الباس المستهدف تهمة يبرر افعالهم وعثرو على الملابس وعلبه الدبابير فى احدى الدواليب وتغافلو عمدا وجود عقد التزام بين كمال عبدالرحمن شقيق محمد عبدالرحمن ويعمل معه فى نفس الورشه وبين حرس الصيد لتوريد ملابس الضباط الخاصه بهم !!)
[.... شوف يا عادل ...انا بعثى ملتزم ولا انكر ذلك والتزم بمواقف البعث المعلنه منذ اول اسبوع سيطرت فيها المجموعه الانقلابيه من عساكر الجبهه الاسلاميه على البلاد عندك اى سطر فى بيان البعث انا حاضر وان كنت تبحث عن شيء وفق هواجسكم وقلقكم من الخوف ...هذا لا يعنينى .. وهذة الممتلكات تخص صاحبها اينما وجدتها وهو اقدر على الدفاع عن ممتلكاته وتبرير ما عثرتم عليها ...
شوف ليك موضوع مختلف ......
اها انت بيتك بى وين ....انا ما عندى بيت !! رقم حسابك فى البنك كام كدى ملينى رقمو ..!! .. ليس لدى اى حساب بنكى .. دى عربيتك .. ايوا ...
انت بدل ان تبحث فى الورش كان الاجدر بك ان تبحث عن مسكنى .. ودا شغلك مش شغلى انا .......طاخ وعينك ما تشوف الى النور بضربه خاطفه على وجههى ...حسبى الله من ذلك الوغد ....هو بروح من ربنا فين .. ساكون خصيما له فى اليوم الموعود .... وعندها قرر مصادرة سيارتى .. و ابقائى فى معتقله ...حتى 1994
حيث تم ترحيلى الى بيت الاشباح وهى عبارة عن زنازين تم تفصيل بنيانها مع سور منزل كان يسكنه مامون عوض ابو زيد فى الخرطوم شرق جوار سيتى بنك ...لكن كانت المفاجأ لى ليس فى وجود رفيقى حامد الذى تم اعتقاله اثناء تجهييز شنطته منذ وقت مبكر فى احدى هذة الزنازين بل وجود الرفيق مامون السمانى ولم ادرى انه كان قد سبقنى الى نفس الكمين فى شقه حامد وكانت دهشتى بترحيل كل سكان العمارة الى هذة الزنازين الشبيهه بالحمامات بحجه عدم ادلائهم بمكان فتحى وعدم معرفتهم له وحقا انا لا اعرفهم وتم حبسهم شهرا كاملاً
كما تاسفت بشدة لمنظر عريس مذهول قذف به القدر جاء الى هذة العمارة يقضى شهر العسل فى احدى الشقق ولم اسمع بمقدمه ولم اراه الى على هذه البقعه القذرة كم تمنيت ان اراه لاحقا ولم اتمكن لانى نسيت سحنته ولم اتعرف على اسمه وشد انتباهى وجود احد ضباط البوليس كان فى زيارة احد اصدقائه فى العمارة ارتبط قدرة بى لكنه اول من زار اسرتى بعد اطلاق سراحه وهو اول من سالنى .. عندما التقينا فى الحمام بعد عدة ايام ...هل انت فتحى نورى ...؟؟ قلت نعم ..ياخى طلعو زيتى .. وانا ما بعرفك .. انت عامل شنو اصلا ؟؟
اصبحت لاحقا صديقا لهذا الضابط وتم رفده من الخدمه وهو المقدم شرطه صلاح الفحل القيادى فى الوطنى الاتحادى ...لكن اتكيفت لما لقيت احمد الغفير برضو محشور فى احدى الزنازين ..وما يجينى زول يقول لى حرام عليك دا ما عندو زنب فى الحصل .. ايوا انا ذاتى ما عندى زنب ولا اعتقد ان الشعب السودانى عندو زنب فى الحاصل عليه اخير على اذان الصبح استقر بى المقام على ارضيه زنزانه انفراديه اتوسد سفنجتى على بلاطها صيفا وشتاء وخريفا حتى تم الافراج عنى عام 1994 وبذا انتهت هذة الليله الطويله ..لكنى اعدكم ان اكتب لاحقا عن العنكبوت وليس خيوطه ..فى.سلسله اعتقالات لم تتوقف حتى الان فى 2016
شكرا لحسن متابعتكم وصبركم على
فتحى نورى عباس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.