ظلت قضية رئاسة قوى نداء السودان محل خلاف بين مكونات التحالف منذ ستة أشهر، حيث ظلت الحركة الشعبية قطاع الشمال ترفض رئاسة زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي للكيان، بينما تدعمه حركات دارفور المسلحة بقيادة جبريل ابراهيم ومني اركو مناوي.. مما يشير الى تنامي عدم الثقة بين تلك المكونات. بالأمس قطع الصادق المهدي قول كل خطيب، وأعلن عن اعتذاره لرئاسة نداء السودان، وأرجع الخطوة الى أن نداء السودان يضم فصائل مسلحة لا تقبل المساءلة عن تصرفاتها. وبحسب البيان الصادر ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ابراهيم علي ابراهيم، ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ ﻷﻥ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﻀﻢ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ، وأكد ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺻﻔﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﻋﻼﻗﺔ (ﺍﻷﻣﺔ) ﺑﻜﺎﻓﺔ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻨﺴﻴﻘﻴﺔ.. مشيراً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻭﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻨﺒﺬ ﺍﻟﻌﻨﻒ كوسيلة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺗﺤﺼﺮ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﺪﻱ ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ. وأشار البيان الى أن الصادق طالب قوى نداء السودان بضرورة مراعاة الأسس الواردة في إعلان باريس، ﻭﻧﻮﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺘﻮﻟﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺪﻗﻴﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺗﺤﺎﻟﻒ ( ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ) ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، بعض المراقبين يتوقعون أن خطوة الإمام المهدي بالاعتذار عن رئاسة نداء السودان لها ما بعدها، فيما يتعلق بعلاقته مع النظام، خاصة أن البعض يعتقد أن عودته للبلاد في السادس والعشرين من يناير الماضي لتولي منصب رئيس الوزراء. موقف ثابت: نائب رئيس حزب الأمة الفريق صديق اسماعيل، أكد أن رئيس حزبه يربأ بنفسه أن يتولى قيادة تنظيم يلجأ للعنف.. لافتاً الى أن حزب الأمة مجتمعي يعمل بالوسائل السلمية للتغيير المطلوب، وهو سبب كافٍ لرفضه رئاسة نداء السودان، صديق قال في حديثه ل (آخر لحظة) إن نداء السودان يكون نتيجة لجهود الإمام الصادق المهدي عقب توقيع إعلان باريس لإحداث التغيير بالوسائل السلمية، إلا أن الحركات المسلحة لم تحسم موقفها من حمل السلاح، وظل واحداً من خياراتها لإحداث التغيير.. واستدرك بالقول إن قضية رئاسة الإمام لنداء السودان ليس بالأمر الجديد.. مبيناً أن الأمر مطروح منذ ستة أشهر، وأنه يمثل أشواق بعض من قوى تلك المؤسسة المعارضة، إلا أن موقف الإمام الرافض ظل ثابتاً. وحول ما إذا كانت الخطوة تقود لانشقاق داخل القوى، أكد صديق أن حزب الأمة باقٍ داخل نداء السودان، وسيظل يعمل على طرح الخيار السلمي حتى يتم التغيير المنشود.. مشيراً الى الوفاق الوطني واحداً من خياراته. أمر غير محسوم: أما حزب المؤتمر السوداني الذي أوكلت إليه مهمة رئاسة قوى نداء السودان بالداخل، أوضح أن رئاسة المهندس عمر الدقير للكيان محسومة منذ فترة طويلة، وأكد على لسان رئيس المجلس المركزي للحزب عبد القيوم عوض أن الخلاف يكمن في اختيار المكتب التنفيذي وهيكلة الكيان في الخارج. وقال إن هذا الأمر لم يحسم حتى الآن، عوض أوضح أن الأطراف لم تتوافق حتى الآن على شكل الرئاسة، سواء أن كانت رئاسة أم مجلس تنسيقي، متوقعاً أن يتم حسم الأمر في الأيام القليلة القادمة، أما فيما يتعلق بمبررات المهدي الخاصة بأن الحركات المسلحة لا يمكن مساءلتها في تصرفاتها، تحفظ عوض في الرد، بيد أنه قال إن القصد من التوافق مع تلك الحركات كان من أجل التواصل والتوافق في الرؤى في المستقبل.. أما مقاومتها العسكرية شأن لاعلاقة لنا به وهذا خيارها، إلا أن عوض عاد، وقال إن الحلول لا تتم بالعمل العسري ولابد أن يقتنع الطرفان بذلك. تغير مواقف: المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين بروفيسور حسن الساعوري يرى أن اعتذار المهدي عن رئاسة نداء السودان خطوة جديدة وتغير لمواقفه القديمة، وقال إن رئيس حزب الأمة لم يتحدث صراحة عن أن استعمال السلاح يقف عقبة أمام العمل السياسي منذ أن وقع إعلان باريس مع الجبهة الثورية. وأضاف أنه كان يحاول مغازلة الحركات، الساعوري يرجح وقف المهدي أنه جاء بناء على المتغيرات في المحيط الاقليمي والدولي، الذي أصبح يقف ضد العنف واستعمال السلاح، وقال إن الحركات أصبحت (ماعندها وجيع ونصير من القوى الاقليمية والدولية) لافتاً الى أن المهدي لابد أن يعيد حساباته، ويقولها صراحة أنه ضد العمل المسلح. أما فيما يتعلق بأن الخطوة ربما يكون لها مابعدها في الساحة السياسية بالداخل، الساعوري لم يستبعد أن تكون مفتاح للدخول في الحوار الوطني. اخر لحظة