لا ينكر إلا مكابر حجم القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي تتمتع بها فرقة تيراب للكوميديا منذ ظهورها الأول وإلى وقتٍ قريب، فمثلت حراكاً اجتماعياً واسعاً، لمناقشتها لقضايا المجتمع السوداني عبر قالب كوميدي خفيف نجحت فيه لدرجة بعيدة وعالجت الكثير من المشاكل القبلية والغنائية والرياضية وجذبت الجمهور إليها. ولم تكتف بذلك واتجهت بفكر عالٍ لتحريك الساحة الدرامية السودانية - رد الله غربتها - ونجحوا للغاية عبر عرض مسرحية (داير شنو) رغم حداثة تجربتهم في العمل إلا انها خرجت بصورة رائعة، واعتقدنا بعد هذه التجربة أن تيراب ستواصل في مسيرة المفاجآت والعروض المتطورة لمعانقة النجاح، ولكن عفواً فرقة تيراب فحالكم الآن لا يسر حتى نفر الجمهور منكم من مسلسل تكرار النكتة الممل مما بات واضحاً للعيان أن تيراب تعاني وتعاني من إخراج الجديد المميز ووقف اعضاؤها محلك سر وكأن الزمن توقف بهم في محطة واحدة، حتى اعتقد البعض أن أعضاء تيراب نضب معينهم وعليهم الافساح لتجارب شابة تمتلك أفكار ورؤى جديدة أمثال لؤى محترم.. وبصراحة نعم تيراب أصبحت خاوية الوفاض وعروضها باهتة من التكرار كل ذلك لا ننكره، ولكن لم ينضب معين أفرادها بعد فهم أصحاب مواهب حقيقية فكل واحد منهم يتميز على نفسه ولكن ماذا حدث لتيراب حتى تنهار بهذه الصورة هذا هو السؤال المهم..؟.. والإجابة هي وللأسف الشديد تشتت أعضاء الفرقة، فقد كان أبرز ما يميز أعضاء تيراب ترابطهم القوي الذي امتد على نطاق الأسرة فأصبحوا مثل الجسم الواحد واتحدت أفكارهم، ولكن الآن حدث ولا حرج تشتت الفرقة وأصبحت العروض بالكيمان وتقسمت تيراب إلى ثنائيات فضعف العطاء وخارت القوى، واستمر وضع (الشلليات) في الفرقة لفترة طويلة حتى وصل الإحباط عليهم بذبول حماسهم وضعف طلتهم ورتابة أدائهم، وبتنا نخاف أن تذوب الفرقة مع الأيام وهي للأسف الشديد تسير في هذا الدرب بسرعة هائلة، ولكن أنا قريب جداً من أعضاء الفرقة ولعلاقتي الشخصية معهم فإني أعرف معادنهم جيداً فهم صناع كوميديا بحق وحقيقة خاصة أمبراطور النكتة محمد موسى ومحمد صديق وذاكر سعيد وأسامة جنكيز وباقي العقد الفريد فقد صنعوا من (الفسيخ شربات) كما قال الكابتن مصطفى يونس على وصف الدوري الممتاز الحالي.. أتمنى أن يجلس أعضاء الفرقة جميعاً جلسة صفاء مع النفس ليخرج كل منهم ما في صدره تجاه الآخر خاصة وأن الفرقة لم تعد تتحمل تفكك وانشقاقات أكثر من ذلك، ونأمل أن تعود لها هيبتها المفقودة بين الفرق الأخرى التي استغل بعضهم اسم تيراب الشهرة والتكسب المادي السريع فاضروا بالفرقة وزادوا الطين بلة. الإخوة الأعزاء أعضاء فرقة تيراب نحن نحبكم ونتمنى معانقة أعمالكم الجديدة فمتى تنتهبوا لحال الفرقة وتخرجوا من هذا النفق المظلم الذي بدأ ينسف مجهود السنين الماضية. وشفي الله من تسبب في هذه البهدله.. آخر لحظة