بنى لويس إنريكي المدير الفني لبرشلونة، برجًا من المجد، سيجعله في حيرة شديدة لقبول أي تحديات، بعد إعلانه عدم تجديد عقده ورحيله عن صفوف الفريق الكتالوني بنهاية الموسم الجاري. ويملك إنريكي 3 محطات فقط في مسيرته التدريبية التي بدأها مع الفريق الرديف ببرشلونة، ثم تولى تدريب روما الإيطالي، ثم سيلتا فيجو الإسباني ورحلا عنهما دون ترك أي بصمة تذكر، قبل أن يقود البارسا للتتويج بثمانية ألقاب، وهذا العدد مرشح للزيادة في ظل تصدر جدول الليجا والتأهل لنهائي كأس الملك، مع الحاجة لمعجزة من أجل عبور باريس سان جيرمان في دوري الأبطال. ولذا فإن إنريكي لن يقبل بأي فريق يقوده في المستقبل دون أن يضمن عوامل النجاح، سواء بكتيبة مميزة من اللاعبين أو مشروعات اقتصادية كبيرة تجعله قادرًا على ضم صفقات من العيار الثقيل، واقتحام دائرة الكبار. وفي هذا الصدد، فإنه تلوح في الأفق أربعة مشروعات يرصدها بشأن الوجهة الأنسب لإنريكي بعد سنوات المجد في برشلونة. أرسنال مشروع رياضي مميز، وفريق يشارك باستمرار في دوري أبطال أوروبا، ومتواجد دائمًا في دائرة الكبار بالدوري الإنجليزي، إلا أن جماهيره غاضبة من أرسين فينجر المدير الفني للفريق في ظل عجزه عن التتويج بلقب البريمييرليج، والخسائر الثقيلة التي يتعرض لها الجانرز في الاختبارات الكبيرة محليًا وأوروبيًا. كل هذه العوامل جعلت هناك شكوك حول إمكانية استمرار فينجر الذي ينتهي عقده بنهاية الموسم الجاري، كما أن الفريق اللندني يضم عناصر يتمناها إنريكي وتميل للفكر الكتالوني بشأن مدرسة الاستحواذ على الكرة بفضل نجوم سابقين لهم تجارب مميزة في الليجا مثل مسعود أوزيل وأليكسيس سانشيز، ولوكاس بيريز مع عناصر لديها الصبغة الإسبانية مثل ناتشو مونريال وهيكتور بيليرين. يوفنتوس عملاق الكالتشيو في السنوات الخمسة الأخيرة ووصيف أوروبا 2015، ولكن يبدو أن مدربه أليجري لديه طموح في خوض تجربة جديدة. ونقلت تقارير صحفية على لسان أليجري أنه يفكر في الرحيل عن السيدة العجوز بنهاية الموسم الجاري، وربطته تقارير أخرى بأنه أحد المرشحين البارزين لخلافة فينجر في أرسنال. ما يملكه يوفنتوس من قدرة مالية وكروية، يغري إنريكي، حيث يضم الفريق الإيطالي بين صفوفه نجوم كبار في كل الخطوط بداية من الحارس المخضرم بوفون، ونهاية بهيجواين وديبالا، وهو ما يضمن لإنريكي تحقيق نجاح على المستوى المحلي، ومنافسة الكبار على لقب أوروبي. إنتر ميلان ومارسيليا ظروف الفريقين متشابهة كثيرًا، فهما عملاقان كبيران في الكرة الفرنسية والإيطالية، وسبق لهما تحقيق إنجازات أوروبية، ويدير الناديين رجال أعمال لديهم أطماع في تكوين فريق قوي بخزائن مالية مفتوحة لاستعادة الهيبة محليًا، والعودة مجددًا للساحة الأوروبية. وهنا ستكون فرصة ثمينة للمدرب الإسباني لويس إنريكي للعمل في هدوء خلال أول موسم، سيكون التركيز فيه فقط على وضع مارسيليا أو إنتر ميلان بين أندية المقدمة محليًا، وتدريجيًا يبدأ الطموح يزيد بالمشاركة في البطولات القارية، وخاصة دوري أبطال أوروبا. وما يثبت نية الناديين في تكوين مشاريع جديدة، قيام إدارة مارسيليا باستعادة باييه أحد نجوم يورو 2016 والتعاقد مع المخضرم باتريس إيفرا خلال يناير/كانون ثان الماضي، وكذلك إنتر ميلان أبرم 14 صفقة هذا الموسم، وضم عناصر مميزة مثل المهاجم البرازيلي الواعد جابرييل باربوسا، وثلاثي الوسط المميز مارسيلو بروزوفيتش، وإيفر بانيجا وجواو ماريو. كذلك فإن الأمريكي فرانك ماكورت، مالك نادي مارسيليا، أكد أنه على استعداد لصرف المزيد من الأموال، لبناء مشروع رياضي يكرر النجاحات التي حققها باريس سان جيرمان وموناكو.