يطرح المهتمون عدة أسئلة بخصوص مستقبل الدراما في أعقاب احتفال اتحاد الدراميين السودانيين باليوبيل الذهبي، وما ينتظرهم من تحد للنهوض بها، لكن الواقع يشير إلى الوقوف في ذات المحطات، لجهة غياب الإمكانيات المالية التي ترى الأساس في نجاح أي مشروع إبداعي، ليس ذلك فحسب، فالبنيات التحتية التي تستوعب المواهب لا تتوفر بالدرجة الكافية لأن المسارح متهالكة، والدولة لا ترعى المهرجانات ويضطر عدد من خريجي الكليات إلى تغيير مسار اهتمامهم بعد سنوات الدراسة. أذى كبير يلحق بالدرما السودانية، فيكتم على أنفاسها، كثيرون يعزون ذلك إلى الشخصية السودانية ذاتها ويصفونها بأنها شخصية (غير درامية)، آخرون يذهبون – وهم الغالبية – إلى أن الدولة هي السبب، إذ تضع الدراما أسفل قائمة أولوياتها، لكننا بين ذلك الرأي وهذا، لم نجد سبيلا أمثل من الاحتذاء بالمثل الشائع (اعط الخبز لخبازه)، فأسرعنا الخطى إلى بعض المختصين، فلنقرأ السطور جيدا. استراتيجية قومية في السياق، قال أحمد رضا دهيب رئيس اتحاد الدراميين السودانيين ل (اليوم التالي): نحتفل باليوبيل الذهبي محاولين العودة للماضي لاستلهام طريق المستقبل. وأضاف: ابتدأنا بالمؤتمر العام للدراميين، الذي ناقش قضايا الدراميين وإشكاليات الدراما، ووضع استراتيجية قومية تمهيدا، لأن يكون معترفا بها من قبل الدولة، وتصبح التزاما علميا وعمليا وأخلاقيا ما بين القطاع المجتمعي الكبير وقطاع المجتمع الإبداعي الدرامي وما بين الدولة كشريك مفترض أن يكون أساسيا للدراما حتى تتطور وتصل مصاف العالمية. تصحيح الأوضاع أما الممثل أبوعبيدة عبد الرحمن فقال ل (اليوم التالي): نأمل أن تكون أوراق العمل التي قدمت في مؤتمر الدراما والاحتفال البيوبيل الذهبي مدخلاً لتصحيح الأوضاع لأجل التطوير المنشود. وأضاف: الاستثمار في الدارما لا يأتي عن فراغ، فلابد من دعم الدولة حتى نصنع للدراما سوقا خارجية، وبعد ذلك تطمئن رؤوس الأموال وتنخرط في الإنتاج. وأردف: ليس ضروريا دخول الدولة بالدعم المالي وإنما بتوجيه مؤسساتها (القنوات والإذاعات الرسمية) لإنتاج الأعمال. أوراق عمل يتساءل المخرج المسرحي عبد الرحمن حامد في حديثه ل (اليوم التالي): ثمة من يقول إن الدراما السودانية تدهورت، هل كانت هناك دراما في الأصل؟ أرفض كلمة (تدهور)، فرغم قلة الإنتاج لكنها لم تتراجع والدليل النجاحات التي تحققها داخل وخارج الوطن. وأردف: قدم المختصون في احتفال اليوبيل الذهبي أوراق عمل حددت الداء ووضعت الدواء، وبالتالي فإن على الدولة أن تقوم بواجباتها تجاه الدراما والدراميين. وتابع: شح الإنتاج وعزوف التلفزيون القومي عنها جعل المشاهد فاترا تجاهها بعض الشيء. واستطرد: أما الدراميون فرغم البيات الشتوي لا تزال لديهم مبادراتهم والنهوض لا يتأتى إلا بغزارة الإنتاج. الصحافة