ألعاب شعبية كثيرة لا حصر لها لا أحد يتذكرها في الوقت الحالي، رغم أنها شكلت لعقود طويلة وجدان السودانيين وساهمت في قدح خيالهم وتنمية قدراتهم، لكنها أصبحت طي النسيان لا تذكر إلا لماماً. في ظل تطورات التكنولوجيا وظهور تقنيات الانترنت وفضائيات الأطفال مثل (طيور الجنة) و(كرامش) بجانب وجود أجهزة متخصصة مثل الآيباد والبلي ستيشن، وغيرها لم يعد الصغار يكترثون باللعب مع غيرهم، ولم يتعودوا على التفاعل بإيجابية مع أقرانهم، كما أن تخطيط المدن الحديثة تجاهل توفير أماكن آمنة للأطفال لكي يلعبوا فيها. آثار جانبية في السياق، قال الخبير التربوي إبراهيم الصادق ل (اليوم التالي): هناك آثار جانبية للألعاب الجديدة خاصة الأفلام التي تبث في قنوات الصغار، لأنها تساهم بالتحريض على الدوافع العدوانية، كونها تثير نزعة العنف والعداء لدى الطفل نظراً لكون معظم مشاهدها قتالية. وأضاف: هذه الألعاب باتت مكلفة ولا تلائم أوضاع الفقراء خصوصا أنها تتطلب أجهزة إلكترونية وطاقة كهربائية، ويستلزم توفير مبلغ غير قليل من المال فيما يقضي الطفل حالة من الانعزالية طيلة فترة اللعب، وهي خلاف للسلوك الطبيعي المفترض لتلك الأعمار، كما أن الألعاب الجديدة بشكل عام معقدة على عكس من نظيرتها الشعبية التي تتسم بالبساطة والعفوية، وهي سهلة المنال. ميراث الشعوب من جهته، يقول الهادي إبراهيم – موظف – ل (اليوم التالي) إن الألعاب الشعبية جزء من ميراث أي شعب، كما أنها ساهمت في قدح خيالات الناس في الماضي، بجانب أنها حصيلة ثقافية موروثة ذات جذور تاريخية و فوائد ومزايا. واردف : هي اما جماعية تحتوي على اسس وقوانين او انها فردية تتميز بالبساطة وتمارس بأسلوب وطريقة معينة تعكس الجو النفسي لمحيط اللعب وبدافع المتعة والتسلية. دور وسائل الإعلام أما الباحث الاجتماعي الفاتح الشريف فقال ل (اليوم التالي) إن انتشار وسائل الإعلام يعد من الأسباب الأساسية التي أدت لاندثار الألعاب الشعبية، لجهة أنها استحوذت على معظم أوقات فراغ الصغار، وكذلك إلى فقدان روح الجماعة التي كانت سائدة في الماضي بين الأطفال، علاوة على ابتعاد الوالدين عن دورهما الأساسي في تثقيف الأبناء وتدريبهم على الألعاب كما كان الأجداد يفعلون في السنوات الماضية. واستطرد: حتى الأندية الرياضية اقتصر دورها على الاهتمام بالألعاب الحديثة دون الاهتمام بالرياضة الشعبية التقليدية. روح المشاركة يواصل الفاتح حديثه قائلاً: شليل وغيرها من الألعاب الأخرى مثل أم الحفر، والبلي، الثعلب فات فات، ونط الحبل، والحجلة، الطاق طاق طاقية وعروسة القطن لم تعد موجودة في الوقت الحالي. وتابع: تلك الألعاب كانت تساهم في خلق روح المشاركة والتعاون بين أولاد وبنات الحي بالإضافة إلى دورها في تنمية وإذكاء روح الفريق، لكن الملاحظ في السنوات الأخيرة عدم انخراط الصغار داخل الحي وإدمانهم للتلفاز مما يؤدي إلى مزيد من العزلة. اليوم التالي