صنع مساحة واسعة في إصلاح مخلفات المنازل المصنوعة من الحديد والأخشاب، وبكلماته الشعرية يقدم الشاعر السوداني محجوب شريف دعوته دائماً للاستفادة من المخلفات، أو الفائض داخل المنازل لإعادة تصنيعها وتقديمها من جديد للمحتاجين، ويستهدف من ذلك توفير فرص عمل للأيتام وأطفال الشوارع، وهو ما أطلق عليه مشروع (نفاج) الذي يعني في اللغة الدارجة السودانية الباب الصغير المشرع بين المنازل، وهي الدعوة التي رصدتها أبياته الشعرية: الفاض عن الحاجة والمنسي في الدولاب والجوا ثلاجة يسدوا كم فرقة وتنامي المشروع الذي سمي لاحقاً بمشروع (الهكر وثقافة العمل اليدوي) لدعم الأسر الفقيرة. وتوالت مبادرات محجوب شريف التي تتم غالباً خلال شهر رمضان المعظم من واقع فكرة طرأت على الشاعر الكبير في ذات الشهر لتمتد حتى بقية أشهر العام. فحين تداعت جموع السودانيين للمساهمة في علاجه، وبعد أن استرد عافيته عاد إلى السودان ليطرح مشروع (رد الجميل) الذي يمثل مبادرة طوعية للعمل الإنساني في سبيلٍ تعميق الانتماء للوطن والتمسك بتقاليده تأسيساً على التضامن والنجدة، و المشروع بحسب حديث شريف (يقوم على الشعور العميق بالامتنان لحملة التضامن التي انتظمت داخل وخارج السودان) وظلت تحف الرجل بالدعوات والتقدير في العاصمة البريطانية «لندن» مما جعله يفكر في كيفية رد هذا الجميل. وكان السودانيون قد كرموا شاعرهم في كل بلدان الخليج في دولة الإمارات وفي البحرين وغيرها، إلاّ أن كثيراً من مهرجانات التكريم التي يأتي ريعها اليه، يحولها شريف إلى مشاريعه الرامية إلى مساعدة البسطاء والفقراء، وتبعها بمشروع «رعاية أطفال السجينات». ويقول شريف عن جملة تلك المشاريع (لا بأس من محاولة تشكيل الملامح العامة التي تؤكد على معاني الاعتراف بالفضل والعرفان بالجميل. وبرّ الوالدين وحق الوطن وما وسع الزمان والمكان لتجسيد علاقات إنسانية واجتماعية، في المدينة والمنطقة والمدرسة، في سبيل صدقةٌ جارية أو تخليد ذكرى، والقيام بمشاركة الآخرين لإنجاز ما ينفع الناس ويلبي احتياجاتهم ويفتح أفقاً جديداً في مجالات الصحة والتعليم والثقافة وتنمية الموارد المادية والبشرية عبر تنشيط الطاقات الروحية، وفتح الباب واسعاً أمام الخلق والابتكار والتجديد وروح المبادرة وإشاعة أجواء الأمل والتفاؤل. وتبلورت الأفكار بإنشاء منظمة أنشأها خصيصاً ل(رد الجميل) وقد أقامت في مدينة أم درمان، مجمعاً طبياً للفقراء والمحتاجين، واقترح مشروعا للمنظمة الجديدة باسم (صحبة راكب الخيرية) تحت شعار «كم من حقل كامن في حفنة بذور» وينطلق المشروع عبر عربة صغيرة تنتظر العائدين من المهاجرين والمغتربين إلى السودان بمطار العاصمة الخرطوم ليحملوا ما خف وزنه وثمنه، وهو رسالة للسودانيين خارج وطنهم لدعم المحتاجين بأدوية المرضى، وإعانة ذوي الحاجات الخاصة، ووجد شريف التفافاً واستجابة حول كافة المشاريع التي طرحها ويطرحها، لأنه يقيمها وسط الناس ,ومن أجل أبناء وطنه الذين بهم يكبر، لذا فهو عليهم ابدا لايتكبر. البيان