الشاعر محجوب شريف في هذا الزمن الأغبر ...مازال يقف صامداً بمواقفه الكبيرة ...ومشاريعه الخيرية التي لا يفتر منها. هو في كل يوم مهموم بمشروع خيري جديد ....أفعال محجوب شريف الخيرية تجوب الأرض (خيراً)... مثل قصائده تماماً. منظمة رد الجميل ...كانت عربة إسعافها أعجل الإسعافات نحو محمد الحسن سالم حميد. عليها حُمل حميد. ومحجوب شريف تحوم بيننا إصدارته (الهبابة) نهزها فتساقط رطباً جنياًّ على الفقراء والمحتاجين. مازال محجوب شريف مهمومة بالغير ...(إنسانيته) تنهك جسده النحيل. آخر أنشطة محجوب شريف مبادرته الخيرية للتنافس بين الهلال والمريخ من أجل إخراج أكبر عائد مادي من أجل نساء ضحايا الناسور البولي. يهتم محجوب شريف بمثل أولئك الضحايا ...أناس لا يشعر بهم غير محجوب شريف. ولا نحس بيهم إلا عبر محجوب شريف. وحده يحس بهم ...ثم يوزع إحساسه بين الناس ..من أجل الالتفات لأوجاع الآخرين. محجوب شريف لم يكن شاعراً للشعب بقصائده فقط. بل هو شاعر للشعب بمواقفه وإنسانيته الجميلة. أستاذنا محجوب شريف أنت أنشأت منظمة (رد الجميل) التي تحكي السحاب ينفع خراجه إينما نزل. لكن متى نرد الجميل لمحجوب شريف؟. (الشعب يريد تكريم محجوب شريف). (2) إذا فتحت أي عبوة عطر ...سوف تمنحك عطراً من قصائد (محجوب شريف)..إذا كان ذلك العطر عطراً (جيدا)... أما إذا كان مغشوشاً فسوف تنقطع رائحته بعد لحظات قليلة. في قصائد محجوب شريف (تركيبة) غريبة ...أثرها يحتفظ بخلود دائم ...لعل ذلك ناتج من قوة (الفكرة) في قصائد محجوب شريف. غير كل ذلك فإن أي شيء له علاقة بالوطن ...والوطنية سوف يكون مدخلك له مقطع من قصائد محجوب شريف. ليس هناك شاعر وثق للعاطفة الوطنية ...كما فعل محجوب شريف ...الذي أدخل الوطن في خصوصيات الوجدان السوداني. عندما أدخل على الوطن ...لا أجد أفضل من هذا النيل ...ومحجوب شريف ...لأسعى في أطرافه المترامية. حاولت الدخول من أبواب أخرى ....وجدتني من أي جهة آتي ...أجد نفسي أدخل من قصائد محجوب شريف. وطنا.. البي اسمك كتبنا ورطنا أحبك مكانك صميم الفؤاد وباسمك أغني.. وتغني السواقي خيوط الطواقي سلام التلاقي.. ودموع الفراق وأحبك ملاذ وناسك عزاز أحبك حقيقة.. وأحبك مجاز وأحبك بتضحك وأحبك عبوس في كل القصائد ..وكل الدواوين لم أجد كلمة (أحبك) بهذا الوضوح ..وهذه القوة. ربما لأن المخاطب بها هنا (الوطن) ...في العادة تأتي كلمة (أحبك) متوارية في حواشي الحروف. محجوب شريف في هذا الموقف أعلنها بكل اللغات ..وفي كل الأحوال (أحبك بتضحك وأحبك عبوس). هذا تعايش مع الوطن في كل الأوضاع. لم نعتد أن نخاطب الوطن بهذه (العاطفة). ولم تسمع كلمة (أحبك) وطنا من شاعرا غير محجوب شريف الذي أعز الوطن بكل هذا الحب. وجعل الشعب يتبادل هذا الكلمة والعاطفة فيما بينهم. ويغني وردي ...»حد الجلوس» من كلمات محجوب شريف (بحضرة جلالك.. يطيب الجلوس مهذب أمامك يكون الكلام). (3) بعد حكومة مايو ...كتب محجوب شريف الكثير من القصائد الوطنية والثورية والشعبية. كتب محجوب شريف (وطنا البي اسمك كتبنا ورطنا). الآن في حكومة يونيو أضحت الكثير من الكتابات ممنوعة ...تارة لدواعٍ أمنية ..وتارة لدواعٍ قضائية. صباحاً تأتي خطابات نيابة الصحافة معنونة على هذا النحو (حظر نشر)... سكر النيل الأبيض نموذجا. أما مساءً فإن خطابات حظر النشر ..أو منع النشر ..لا نهاية لها ولا عدد. هذا لا. وذاك لا. حتى أصبحت الرقعة المسموح الكتابة عنها لا تتجاوز (بلاغ فقدان). أضحى (الاحتجاب لظروف فنية) هو الأدب السائد في الصحافة الفنية. لذا فإن استهلالية محجوب شريف (وطنا البي اسمك كتبنا ورطنا) ...يمكن أن تصبح تماشيا مع (الجمهورية الثانية) (وطنا البي اسمك كتبنا ...واحتجبنا لظروف فنية).