أكد الأمين العام لقوى المستقبل للتغيير، د. فرح العقار، أن كثيراً من أبناء جبال النوبة في صفوف الحركة الشعبية، لا سيما الموجودين في المهاجر، نزاعون حالياً للحصول على مكاسب تخص المنطقة بمنأى عن الطروحات القومية في ظل الدفع الدولي باتجاه السلام في السودان، مستبعداً استمرار مطلب تقرير المصير الوارد في استقالة نائب رئيس الحركة، عبد العزيز الحلو، متوقعاً استبدال المطلب بالحكم الذاتي استجابة لما جرى التوافق عليه سابقاً. وانفجرت الأوضاع داخل الحركة الشعبية، إثر استقالة دفع بها الحلو، وقال فيها بتآكل الثقة بينه وبين رئيس الحركة والأمين العام، مالك عقار، وياسر عرمان على التوالي. وفي أعقاب الاستقالة سحب "مجلس تحرير جبال النوبة الثقة من عرمان كأمين عام للحركة، وأجلاه عن قيادة الوفد المفاوض. وقال العقار في حواره مع (الصيحة) إنه ضد الرأي الذاهب إلى أن تقود الأوضاع المأزومة حالياً في الحركة إلى خلق مفاصلة بين المنطقتين. . إلى ماذا تعزو انفجار الأوضاع بهذه الصورة داخل الحركة الشعبية؟ - ما حدث كان نتيجة تراكمات ليست حديثة العهد بحال، ومن الواضح أن هنالك اصطفافاً قد تشكَّل نتيجة بعض المواقف داخل الحركة، الأمر الذي أفضى إلى مجموعتين واحدة على رأسها نائب رئيس الحركة عبد العزيز الحلو، والثانية بقيادة رئيس الحركة مالك عقار والأمين العام ياسر عرمان، وبان ذلك جلياً في الاستقالة التي تقدَّم بها الحلو. . هناك حديث عن تقرير مصير جبال النوبة؟ - بالرجوع للاستقالة المسببة التي دفع بها الحلو نجده أشار إلى حق تقرير المصير تأسيساً على مؤتمر النوبة في العام 2002م، ولكن من بعد جاءت اتفاقية السلام الشامل ونصت على المشورة الشعبية لكل من (جنوب كردفان والنيل الأزرق)، ولكن الثابت أنه لم يحدث بعدها أن تبنَّى مؤتمر تقرير المصير، وكل تأسيس تفاوضي كان يقوم على البروتكول الذي يتحدث عن حكم ذاتي وليس تقرير المصير. . البادي للعيان أن طيفاً واسعاً من أبناء جبال النوبة في صف الحلو ودعوته الخاصة بتقرير المصير؟ - فعلاً هناك طيف من أبناء النوبة مع ذلك الرأي، والنوبيون في المهجر تركيزهم على قضايا النوبة أكثر من تركيزهم على قضايا المنطقتين. . هذه الفرضية مقروءة مع الواقع تفيد بانشقاق الحركة إلى (جبال – نيل أزرق)؟ - هذا غير وارد، وفي استقالة عبد العزيز كانت الدعوة للمحافظة على الوحدة مع النيل الأزرق، وأتوقع أن ينتهي المشكل الحالي بتسوية. . هل أنت على قناعة بالتسوية؟ - التسوية ممكنة بالانتقال إلى مربع ثالث بين موقفي الحلو والموقف الحالي. . في رأيك كيف سيكون شكل التسوية؟ - الواضح أن التسوية ستكون خلواً من أطروحة تقرير المصير بحسبانها تنسف كل مرجعيات التفاوض التي تم التوصل إليها، ومعلوم أن هذه الأسس تقوم على اتفاق (نافع – عقار) الذي انبنى عليه كل من القرار (2046) وقرارات الاتحاد الأفريقي (456) و(539) الصادرين من الاتحاد الأفريقي، وبالتالي فإن الأطروحة ستتحول إلى حكم ذاتي. . استقالة الحلو شهدت ردة مناطقية وإثنية حتى إنها قدمت إلى مجلس تحرير جبال النوبة؟ - واضح أن الحركة طرحها قومي، لكن أيضاً في استقالة الحلو فإن سبب تقديمها لمجلس التحرير هو غياب المنفستو وعدم التحول إلى إقرار مؤسسات منتخبة طيلة ست سنوات، ما يجعل من الأجسام الحالية استثنائية. . هل يمكن أن يصل التباين لحالة صدام عسكري في صفوف الحركة؟ - هو أمر مستبعد، والتركيز كله حالياً على وحدة الحركة في جبال النوبة والنيل الأزرق وظهر ذلك في استقالة الحلو. . يشكو الحلو من عمل عرمان بمفرده وبمعزل عن أبناء الجبال؟ - لا أستطيع أن أثبت ذلك، فلست عضواً بالحركة. . ولكنك عملت مع عرمان إبان جولات تفاوضية؟ - التقيت بعرمان فقط في التفاوض. . لكنه متهم من قبل الحلو بالميل إلى العمل المنفرد؟ - هو كان يأتي للتفاوض كأمين عام للحركة، وممثل لرأيها، ولكن كما قلت لك لا أستطيع الحكم على سلوكه في الأمانة العامة. . هل تتوقع أن تنجح الوساطات الجارية في كبح خلافات قادة الحركة؟ - ليست لدي فكرة عن الوساطات الجارية، ولكن مؤكد أن للحركة أصدقاء وحلفاء، وعقلاء وقادة ساعون لمحاصرة الصراع بأقل الخسائر الممكنة. . كيف تنظر لمستقبل جولة التفاوض المقبلة بين الحركة والحكومة؟ - المجتمعان الدولي والإقليمي يدفعان في اتجاه السلام، والأوضاع في السودان تسير نواحي الوفاق الوطني، والبيئة والمناخ السياسي عموماً مع السلام. . هنالك رأي ينعت ما يجري في صفوف الحركة بأنه مسرحية لإرباك فترة الستة أشهر المحددة من قبل أمريكا لرفع العقوبات كلياً عن السودان؟ - حقيقة لا أتفق مع هذا الرأي، ولكن وإن كان ما يجري تمثيلية فإنها لا تؤخذ على الحكومة، أو يكون سبباً في لومها بأنها غير جادة في الوصول إلى سلام، وإنما سبب في إلقاء اللائمة على الحركة. الصيحة