يبدو أن الحرب الدائرة داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي بين مساعد الأمين العام للشؤون التنظيمية إشراقة سيد محمود من جهة، والأمين العام المكلف للحزب د. أحمد بلال ومن قبله الأمين العام السابق د. جلال الدقير، ستظل سجالاً بين الطرفين، وبعد أن خمدت قبل فترة قليلة بانعقاد اللجنة المركزية للحزب التي قررت فصل إشراقة سيد وبعض قيادات تيار الإصلاح الذي تقوده من الحزب نهائياً وحددت يوليو القادم موعداً لقيام المؤتمر العام، إلا أنها عادت من جديد وأشتعلت حرب المؤتمرات المضادة بعد إصدر مجلس الأحزاب قرارات اللجنة المركزية، واعتبرها خاطئة، في حين أبقى على قرار عقد المؤتمر العام فقط، الأمر الذي اعتبرته إشراقة نصراً لتيارها، وسارعت بعقد مؤتمر صحفي واعتبرت أن القرارات تمت بعشوائية، وطالبت بتجميد مشاركة الحزب في الحكومة، وبالمقابل أعلن الحزب رفضه لقرارات مجلس الأحزاب وعقد مؤتمراً صحفياً مناوئاً لإشراقة، وطالب في خطوة وصفت بالجريئة بحل مجلس الأحزاب. تقرير:ثناء عابدين تيار ثالث وفي ظل هذا الخضم من الصراع والمجادلات بين الطرفين، يلوح في الأفق بروز تيار ثالث من القيادات الاتحادية التاريخية التي ظلت تراقب المشهد في صمت، دون إبداء أى رأي، ولكن يبدو أنها وصلت لقناعة بضرورة التدخل حرصاً منها على الحزب وتاريخه، واعتبرت ما حدث يسيء لذلك التاريخ، كما علمت الصحيفة أن هناك عملاً مكثفاً يجري في سرية تامة لإعادة أسرة الشريف الهندي لقيادة الحزب، لجهة أنها الأنسب له في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان، ومن جهة أخرى إنها تمثل أحد بيوتات الزعامات التاريخية في البلاد، وبإمكانها المحافظة على مبادرة الشريف زين العابدين الهندي للوفاق الوطني الشعبي. وعلمت (آخر لحظة) أن المجموعة تسعى وترتب لتدفع بالحسين الشريف الهندي لمنصب رئيس الحزب في المؤتمر العام المحدد له الثاني من يوليو المقبل، والدفع به في قائمة الحزب للمشاركة في حكومة الوفاق الوطني المقبلة، ليحل محل الأمين العام السابق للحزب د. جلال يوسف الدقير، الذي كان يشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية . الشخصية الأنسب التيار الذي يدعم تقديم الشريف حسين لقيادة الحزب لديه عدد من المبررات، من بينها أنه شخصية تحظى بالقبول من القاعدة الاتحادية ومريدي الطريقة الهندية، الشريف حسين تقول سيرته الذاتية الشريف حسين الشريف إبراهيم المولود في العام 1967م، ويعد والده الخليفة الثاني في الطريقة الهندية، درس إدارة أعمال بجامعة أمدرمان الإسلامية، وتقلد عدداً من المناصب الحزبية منها أمين أمانة الشباب، ويشغل حالياً منصب وزير دولة بالتعاون الدولي . دمروا الاتحادي عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي حسين القريش لم ينف الخطوة، وقال في حديثه ل(آخر لحظة ) المبادرة لم تقف وراء شخصية محددة، بل بحثت عن الصفات التي تؤهل لقيادة الحزب ووجدت أنها تنطبق في الشريف حسين، وقال إنه مؤهل لقيادة الحزب والخروج به من المنعطف الذي يسير فيه، القريش شن هجوماً على الأمين العام المكلف د. أحمد بلال عثمان، ومساعد الأمين العام للشئون التنظيمية إشراقة سيد محمود، واتهمهما بتدمير الحزب وضياع قواعده، لافتاً إلى أن قواعد الحزب كانت لاتقل عن جماهير المؤتمر الوطني، بل أكثر منه حسب قوله، واعتبر قريش أن الخلاف بينهما شخصي وصراع مصالح ولايصب في مصلحة الحزب، وقال إن بلال وإشراقة لايستطيعان إدارة الحزب، ووصف مايجري بينهم من ملاسنات بالممارسة السياسية الخاطئة والسالبة، وقال نحن ندفع في ثمنها الآن، القريش لم يستن الأمين العام السابق من المسؤولية وقال إنه جعل الحزب مجمداً طوال التسع سنوات الماضية .. وأشار إلى أن كل المعطيات الحالية في الحزب تؤكد على ضرورة التغيير، والدفع بقيادات شابة تراعي المصالح الوطنية والحزبية .