تُعد ولاية سنار من المناطق السياحية ذات الطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة والغابات الممتدة على طول شرق وغرب النيل الأزرق والخزان وكبري سنجة والمناطق الأثرية والسياحية، التي تأتي في مقدمتها محمية الدندر الطبيعية التي تعد من أشهر المحميات في العالم لثرائها بالحياة البرية، بجانب كونها مزاراً سياحياً لكثر من الدول. في السياق شهد مسرح مدينة سنار ليلة ثقافية كبرى ضمن فعاليات احتفال سنار عاصمة للثقافة الإسلامية وسط حضور رسمي وشعبي غفير، قُدمت من خلاله مجموعة من العروض التراثية والاسكتشات التي تحكي عن حضارة الدولة السنارية، بجانب فواصل من فرقة البالمبو للإيقاعات الشعبية، وعاشت المدينة ليلتها تلك في كامل الألق على شرف المناسبة. ليلة ما منظور مثيلا ويؤكد المواطنون بأن سنار لم تشهد ليلة مماثلة في السنوات الماضية، مشيرين إلى أن الثقافة غذاء الروح، ويفترض أن تكون أنشطتها وبرامجها في تواصل مستمر لعكس الموروثات والقيم السودانية الخالصة، تجدر الإشارة إلى أن مشروع سنار عاصمة الثقافة الإسلامية، يستعرض كل تفاصيل الحقبة التاريخية المضيئة بالبلاد، والتعريف برموز السلطنة الزرقاء ومقتنياتهم وحدود المملكة، وشكل التحالفات والتمازج والانصهار الذي حدث بين المكونات البشرية، وأنتجت دولة حكمت البلاد لثلاثة قرون، واشتهرت ثقافتها عند الناس وضمنت في مناهج التعليم، وقد عرف الجميع شخوصها كعمارة دنقس وعبدالله جماع وبادي أبو شلوخ، ويعلم الجميع كرسي الكركر المخصص لجلوس الحاكم، ولقب المانجلك الذي يطلق على أمراء الفونج. تنوع ثقافي قال البروفيسور يوسف فضل رئيس الأمانة العامة لمشروع سنار عاصمة للثقافة الإسلامية إن الدولة السنارية نجحت في إدارة التنوع العرقي والثقافي لأكثر من ثلاثة قرون، وإن اسمها حمل دلالات الفضاء السناري والرواق والقوافل السنارية، مضيفاً أن التاريخ أحد شروط النهضة والأمجاد. وأوضح فضل أن البرنامج والمشاريع المصاحبة له ستستمر إلى نوفمبر، وسيدشن خلالها مجموعة من المشاريع التي لم تكتمل الآن، كما ستقام مؤتمرات علمية وفكرية ومحاضرات وليال ثقافية كبرى إضافة لتدشين عدد كبير من الإصدارات والمطبوعات. إبداع وفنون من جهتها، قالت عرفة يحيى وزيرة الثقافة بولاية سنار تم افتتاح عشرة شاليهات، بجانب القرية التراثية، التي بها كل تراث السودان الممثل في الأقاليم الخمسة وتنقسم إلى عدة أقسام، هي الإقليم الشرقي والجنوبي والغربي والوسط. وأضافت: "إن السودان زاخر بالإبداع سواء بالعمل اليدوي أو التصميم والشعر أو أي أنواع الفنون، ونحن في رحاب ونفحات ليلة ثقافية كبرى دشنت بها الفعالية، وستستمر إلى نوفمبر، إلى أن تختتم بحضور زوراء الثقافة بالعالم الإسلامي في المؤتمر الختامي بولاية الخرطوم، وبمشاركات عالمية ومحلية وإقليمية عبارة عن أسابيع ثقافية ومعارض للكتاب وليالٍ في مختلف المناشط ومؤتمرات عليمة ومنتديات". وأشارت إلى أن سنار سعيدة باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، وأن أمانة المشروع حرصت على الالتزام بافتتاح الفعالية في الوقت المحدد، قال إن الاحتفال ليس احتفال مبانٍ بقدر ما أنه احتمال معان، والمباني جزء مكمل للاحتفال، وسوف تكتمل على التوالي، وستتفتح المسرح الكبير وقصر السلطان بادي قريباً. اليوم التالي