تداولت وسائط الاعلام في الآونة الأخيرة تفاصيل كثيرة ل(حرب الاعلام) الدائرة مع المصريين. حرب إندلعت فجأة، وشُهرت فيها كافة الأسلحة، والخدع، والأكاذيب والإحن. وبرز التأريخ كفاعل أساسي فيها كما الألغام التي تكمن طويلاً في انتظار أن يدوس عليها أحدهم. وذلك ما حدث في هذا المارس الذي كان يسمى ب(شهر الكوارث). في خضم هذه الحرب استعرت حملات تبخيس، واستهجان، ونُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات المقاطع والتصريحات، تحكي إفلاس بعض الإعلاميين من ذاك الجانب، وتواضع أقرانهم من هذا الجانب، كما تشي بفقر الإدراك السياسي لدى بعض المسؤولين. ولأسباب منطقية جداً ثم وقف بعص الواردات المصرية، وحتى ذلك، كان الأمر لا يعدو كونه حرب إقتصاد وسياسة وتأريخ، ثم ظهر مقطع فيديو في تقرير منتج هنا، يُظهر أحدهم يلبس معطف مختبر (Lab coat) بقطعة برتقال ليقول حمراء في وسطها ليقول أنهم قاموا بفحصها ليجدوا أنها حُقنت بدم ملوث بفيروس الكبد الوبائي!! لست عالماً في المجال، وكل علاقتي بمعامل التحليل الطبي لا تتعدى الدقائق القليلة الكافية لمنح عينة للفحص. لكن لم أستطع أن أدرك الغاية من جمع كل هذه الدماء (نبذلها) ليمرض شعب آخر.. ولم تطل حيرتني لتردني رسالة من العالم الدكتور عيسى محمد عبد اللطيف، الرئيس الأسبق للجمعية السودانية لحماية البيئة، والمستشار الحالي لجائزة زايد بن سلطان للبيئة.. وكاتبها الدكتور شداد، وسأوردها كما هي: البرتقال الدموي السلام عليكم.. انتشرت في الأيام الأخيرة رسائل تفيد بالعثور على برتقال محقون بدم ملوث بفيروس الكبد (سي)، ويدعي البعض أن هناك عينات تم فحصها، وأثبتت وجود فيروس (سي) في البرتقال وغالبا ما تصاحب الرسالة صورة برتقالة من نوع البرتقال الدمي الذي تشتهر ليبيا بانتاجه ولونه أحمر من الداخل... تعليقي على هذه الرسائل.... الكلام دا غير صحيح من ناحية علمية، وفيروس (سي) لا يعيش في عصير البرتقال. ونطلب الأشخاص الذين يدعون إجراء فحوصات يورونا أي فحص تم على العينة وأثبت احتواءها على الفيروس؟ هل أجرى ((PCR مثلاً، وهي طريقة الفحص المتبعة لتشخيص الفيروس في الدم. ونعلم أن هناك عدد محدود من المعامل لديها هذا الفحص في السودان. بعيداً عن نوايا المصريين ومنتجاتهم، الكلام ده ساذج، ولا يفيد قضيتنا وحملاتنا العادلة من أجل حماية المستهلك السوداني من أي مخاطر صحية في شئ.. نحن لا نحتاج مبررات لمنع استيراد المنتجات الزراعية من مصر أو غيرها من الدول.. السبب الرئيسي لمنع الاستيراد يجب أن يكون هو حماية الإنتاج المحلي وتطويره بغض النظر عن تلوث المستورد من عدمه... حقيقة حكاية فيروس سي محقون في البرتقال دي بتضحك الناس في الزول البقولها مهما كانت المبررات تحياتي للجميع ابوبكر شداد استشاري أمراض الجهاز الهضمي لندن. وأضاف د. عيسى: حتى من ناحية عملية كيف يتم جمع دم من مرضى الكبد الوبائي ليحقن في البرتقال؟ ومن ناحية اقتصادية هل المصريون بهذه الدرجة من الغباء حتى يتعمدون فقدان واحد من أهم أسواقهم؟