د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    السجن لمتعاون مشترك في عدد من قروبات المليشيا المتمردة منها الإعلام الحربي ويأجوج ومأجوج    الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    المرِّيخ يَخسر (سُوء تَغذية).. الهِلال يَخسر (تَواطؤاً)!!    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. ميادة سوار الذهب : «كسرنا» حالة الجمود السياسي ب«توقيعنا» على وثيقة الحوار
نشر في الراكوبة يوم 09 - 04 - 2017

أثار ظهور شابة في الساحة السياسية متزعمة حزباً سياسياً مؤثراً في المعارضة ، تساؤلات وسط النخب السياسية ، فالدكتورة ميادة سوار الدهب المتخصصة في الطب النفسي استطاعت في وقت وجيز ايصال أفكارها عبر منفستو حزبها «الليبرالي» ، والتعبير عن آرائها بوضوح.... خلال الأيام الماضية انتقلت ميادة من مرحلة الممانعة الى التوقيع على وثيقة الحوار مما أثار ذلك جدلاً جديداً «الصحافة» جلست إليها لاستجلاء الغموض الذي صاحب موقفها بالتوقيع على الوثيقة الوطنية... حيث اشارت الى ان الخطوة تعبر عن موقف سياسي ، نافية تعرضها لضغوط داخلية أو خارجية.. وقالت «موقفنا السياسي مبني على التطورات التي طرأت في المحيط السياسي» متمسكة في نفس الوقت بمبادئ حزبها كقوى حديثة تتحرك وفق حركة المشهد السياسي فالى مضابط الحوار
*لماذا تغير موقفكم من المطالبة باسقاط الحكومة الى التوقيع على الوثيقة الوطنية والانضمام الى مسيرة الحوار الوطني؟
الموقف السياسي هو اعادة تقييم للمشهد السياسي بكل معطياته وبكل المتغيرات الاقليمية والدولية ، تم تداول الامر في مؤسسات الحزب خلال الفترة الماضية وتم اتخاذ قرار التوقيع... وثيقة الحوار الوطني ومخرجات الحوار وما توافقت عليه الحكومة مع القوى السياسية اذا نفذت ستحقق مكاسب كبيرة للشعب.. ونؤكد على خط الحزب المبدئي في العمل على احلال السلام العاجل ووضع حد لنزيف دم الوطن وابنائه وبناته دون المزيد من تدويل قضايانا في منصات خارجية كثيرة وما يتبع ذلك من مصاريف من اموال الشعب.
* وصف بأنه قرار «مفاجئ» عطفاً على تصريحاتك السابقة بعدم القبول بأي بديل سوى اسقاط الحكومة؟
ابدا.. ليس بقرار مفاجئ... كانت مؤسسات الحزب في تداول مستمر ونقاش مستفيض لتطورات الراهن السياسي ، واعتمدنا في منهجنا على تشخيص وتحليل ودراسة الوضع... وعليه تم بناء القرار السياسي بالتوقيع على الوثيقة الوطنية... وهذا ما ظللنا نناضل لاجله في الحزب الديمقراطي الليبرالي ونقدم التضحيات لجعله امراً واقعاً.. فتوقيع الحزب على الوثيقة يعني استمرارنا في ذات الوجهة بوسائل اخرى مختلفة عن شعار اسقاط الحكومة عبر الانتفاضة الشعبية والثورة الشاملة الذي كنا نتبناه.. وبالتاكيد ان هذا الاتجاه الجديد للحزب لايعني باي حال تطبيعاً مع الحكومة بل هي خطوة اخرى في اتجاه تاكيد الحزب لانحيازه للشعب وللمزيد من الضغط على من يقفون عقبة امام تحرره ونمائه ، ولاختبار مدى جديتهم فيما توافقوا حوله، سنعمل في الحزب على التحقق من جدية الاطراف بياناً بالعمل وليس اعتماداً على اي تصورات ذهنية مسبقة او تحليلات غارقة في غياهب الغيب التاريخي، لادخار الجهد المادي والبشري الذي ستكلفنا له مساعي التوصل الى تسوية سياسية شاملة من الخارج.
*لماذا في هذا التوقيت تحديداً؟
لاننا وجدنا ان الوثيقة الوطنية جيدة جداً في مجملها، وتعبر عن الكثير من مطالب المعارضة في مراحل مختلفة، بالاضافة الى اننا استشعرنا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا كحزب سياسي يسعى الى احداث تغيير ايجابي وترك اثر جيد، فكان دخولنا للتوقيع من باب تحمل المسؤولية وقناعاتنا بقدراتنا وامكانياتنا بدورنا الايجابي داخل عملية الحوار.
* هذا يعني ان رفضكم للحوار منذ اطلاق الوثبة لم يكن مبررا؟
ابدا.... ذكرنا في السابق انه لابد ان تكون عملية الحوار بظروف مهيأة لاكمال عملية حوار حقيقي... في ذلك الوقت كنا نرى انه لم تكن هناك مطلوبات حقيقية تحقق تهيئة المناخ...بالرغم من معرفتنا ان الحوار تكلفة اجتماعية اقل.
* وما الذي تغيرفي تقديركم؟
حدث تطور في مسار الحوار.. وحدثت متغيرات اقليمية ودولية ، وكنا جزء من العملية التفاوضية بين الحركات المسلحة والحكومة، وفاوضنا «7+7» ...بالاضافة للخطوات الجديدة التي تمت باطلاق سراح الاسرى والعفو عن محكومي الإعدام، كما ان مخرجات الحوار تُعتبر جيدة بنسبة 80% وتتوافق مع مطالبنا، في تقديري ان الحوار افرز مخرجات وقرارات جيدة ...هل نرفض هذه المقررات برغم جودتها ام نساهم في انجاح وتنفيذ تلك المخرجات على ارض الواقع؟... يجب علينا ان نفكر بشكل ايجابي وترك هذا الجمود في المواقف، واحدة من الاسباب التي تُصاحب موقفنا هو انعدام الثقة بالاضافة الى اننا اعتدنا على عدم الالتزام بالعهود والمواثيق، لكن ذلك لايعني التمترس في نفس المواقف على كل المراحل.. لذلك لابد من رؤية الايجابيات والسلبيات في كل المراحل وبناء الموقف السياسي على اساسها ، لم نغير مبدأنا بل نسعى الى تغيير هادف وهو هدفنا الاستراتيجي، فقضية الحرب والسلام هي قضية مهمة واولية للحفاظ على الوحدة ومبدأ السيادة الوطنية وإحداث تغيير ملموس للمواطن وتحسين الاقتصاد السوداني والتنمية ، لم نغير مبادئنا لكن السياسة بها الثابت والمتغير.. وبها الاستراتيجي والتكتيكي.. وهي فن الممكن.. كل هذه اشياء «نطوعها» حسب الراهن دون التغول على المبادئ الاساسية.. فالموقف السياسي في السياسة عبارة عن تقدير لمواقف سياسية ..وهذا يحتمل الخطأ والصواب.
* هل يعني ذلك اعادة قراءة للموقف من الحوار كقوى حديثة.. ؟
نريد الترسيخ لمنهج جديد في التعاطي مع العملية السياسية للمنظومة السياسية والانحياز لمصالح الشعب والجماهير لا الانحياز لصالح الايدلوجيات، فالازمة في السودان هي ازمة نُخب من الطراز الاول .. وازمة ايدلوجيات.. فالاستقطاب الايدلوجي في السودان أضر بالعملية السياسية خلال المرحلة السابقة ما بين اليمين واليسار ، نحن كقوى حديثة لدينا موقفنا المستقل ، ونفكر بذهنية مفتوحة ، توجد مشكلة حقيقية في المنظومة السياسية بشقيها الحكومي والمعارضة، الاساس هو عملية اصلاح سياسي لتلك المنظومة.
*وكيف يبدأ ذلك؟
بالتفكير المختلف ومنهج وطابع مختلف للشكل النمطي للقيادي وتحمل المسؤولية والشجاعة والجرأة في اتخاذ القرارات، الكل في السودان يدعي يمتلك الحقيقة المطلقة ، امتلاك الحقيقة المطلقة ليست عند الاسلاميين فقط بل كل النُخب السياسية بمختلف ايدلوجياتها تعتقد انها تمتلك الحقيقة، وممسك ب«صكوك» الوطنية ويوزعها، لكن ماهي المعايير التي تحدد الوطنية؟...اعتقد ان السياسي يحاسب بالمفسدة الاخلاقية والمالية في المقام الاول، وكل مايضر المواطن او الشعب.. والكل لديه الحق في التقدير السياسي بما يتفق مع رؤاه وقناعاته ومؤسساته الحزبية.
* لكن اختلفت اللغة لدى ميادة من «النضال التراكمي»..الى الحديث عن الشارع وتوقعات المواطن... كيف يفسر ذلك؟
الحديث عن حركة نضال تراكمي لايعني ان الشارع لاينظر ويتطلع الى عملية الحوار...القوى السياسية لديها منظور واحد .. والمواطن ينظر للتطورات بعين مختلفة عن تلك التي تنظر بها القوى السياسية.. وهذا لايعني عدم وجود فعل تراكمي فنحن مؤمنون بان المواطن يتطلع للتغيير والخيارات المطروحة، لذلك لابد ان نتحلى بنظرة شمولية للواقع خاصة وانه لاتوجد صيغة نضالية محددة لاختلاف الاليات والادوات... ومشاركتنا تدعم فكرة تغيير موازين القوى من الداخل.
*عطفاً على حديثك حول الاختلاف الايدلوجي بين القوى السياسية.. هل ستجد افكاركم مساحة وسط قوى الحوار في تقديرك؟
لدينا قناعة باننا لدينا كادر مؤهل يستطيع التاثير بايجابية في الحوار الوطني، لاننا نطرح فكرا مختلفا .. اغلبية العضوية داخل حزبنا شباب وهم المستقبل في السودان.. بالتالي ليس لدينا اي مخاوف او توجس بان يكون دورنا هامشيا داخل عملية الحوار.
* تآكلت احزاب كبيرة بسبب الخلافات الداخلية.. وحزبكم وليد مقارنة بتلك.. ما الذي يمكن تقديمه للسودان والخلافات بدأت في جسد حزبكم منذ نشأته؟
الصراعات داخل الاحزاب السياسية «جرثومة»... ونحن لسنا «محصنين» من ذلك الداء..لاننا جزء من المنظومة السياسية التي نتحدث عن اصلاحها.. لكن الصراع الداخلي امر طبيعي معالجته تعتمد على كيفية ادارة الصراع بطرق ديمقراطية ، ذلك يحدد اذا كنت حزبا مسؤولا او لا.. بالاضافة الى ان الساحة السياسية مفتوحة كلُ وفق قناعاته ومبادئه ورؤيته للتغيير، فالتيار الليبرالي ليس حكراً علينا بل فلسفة يمكن ان يتبناها اي فرد حتى لو لم يكن في منظومة سياسية لترسيخ الفكرة ، ووجود عدد تيارات ليبرالية امر ايجابي .
* هل تتوقعين نجاح الفكر الليبرالي وسط المجتمع السوداني ؟
بالتأكيد.. الليبرالية هي مجموعة من القيم الانسانية... الحرية والتسامح وتقبل الاخر.. هل هذه قيم مرفوضة في السودان؟.. معلوم ان المجتمع السوداني نموذج للتكافل الاجتماعي ، بالاضافة الى انه شعب متسامح، وبشكل التعددية الموجودة به يحتاج الى فكر ليبرالي لترسيخ تقبل الاخر، بالتالي الفكر الليبرالي موجود داخل جذور المجتمع السوداني، ونحن الان في اشد الحاجة لفلسفة ليبرالية معنية بتقبل الاخر واطلاق الحريات ودولة القانون والمواطنة.
* لكن يعتقد البعض ان المفهوم الليبرالي والعلماني... «وجهان » لعملة واحدة.. ما هو ردك... وكيف يمكن تنزيل فكركم للمجتمع؟
نحن لانجد مقاومة او الرفض في طرح فكرنا.. لانه عندما نشرح للناس ما نحمله بعيداًعن المصطلحات الصعبة نجد القبول.. وحزبنا موجود منذ 17 عام بمسميات مختلفة ...كما اننا استطعنا بناء قاعدة جماهيرية وترسيخ لوجود تيار ليبرالي في السودان... ولدينا ادوات وآليات في نشر الفكر... لكن لتجد قبولا لابد ان يكون لديك قيادة رشيدة ونموذجا لحزب سياسي يشكل فارقا في المنظومة السياسية السودانية65% من المجتمع السوداني شباب... والشباب بطبعه يبحث عن الحرية وقيم جديدة بالتالي الفكرة قوية لكن تأطيرها في تنظيم سياسي يتطلب مجهودا لتقديم نموذج جديد للاحزاب السياسية وممارسة الديمقراطية وكادر مؤهل وقيادة رشيدة والانحياز لقضايا المواطن بعيداً عن «توهمات» النخب، وتقديم المصلحة الوطنية عن المصلحة الحزبية.. بالاضافة الى ان التمترس الايدلوجي والفلسفي يخلق حاجزا بين الحزب والمواطن ... لكننا نحن حزب مفتوح لكل الناس.
* يعتبر خبراء الاستراتيجية ان الاحزاب السياسية السودانية تفتقد للرؤية الاستراتيجية.. ماهو رايك في ذلك؟
هذا صحيح.. يوجد غياب للرؤى من المنظومة السياسية السودانية على مر المراحل سواء اكانت في السلطة او خارجها ، لذلك نحن نتحدث عن الاصلاح السياسي لانه هو الذي يخلق الاستقرار السياسي والتنمية لزيادة عدد الانتاج وتحسين الاقتصاد.
* وكيف يمكن معالجة ذلك في تقديرك؟
بالاصلاح السياسي والتغيير الجذري داخل المكونات السياسية بحركة استنارة مجتمعية واصلاح سياسي بطرق متوازية لاحداث التغيير الهادف.
* هل يصلح ذلك في ظل وجود اكثر من 103 حزب؟
العدد الكبير من الاحزاب السياسية مؤشر خطير وسلبي ،وتخلف سياسي.
* في تقديرك هل الحوار الوطني بداية لتصحيح المسار؟
الحوار كوسيلة ترتقي بالشعوب وترسخ بتقبل الاخر والسمو على الاختلافات والتباينات.. لكن هذا يتطلب ارادة حقيقية من كل الاطراف ، وبرنامجا وطنيا واضح المعالم يحقق تغييرا لواقع افضل ،بالاضافة الى المسؤولية في انفاذ ذلك البرنامج الوطني.
* وماتم هل يمثل تلك الرؤى في تقديركم؟
نحن نسعى ونعمل على ذلك مع الاخرين.. وفي تقديري انه من الضروري ان تتسم الحكومة القادمة بالكفاءة والتنوع وتمثيل كافة شرائح المجتمع «شباب ومرأة» لاكمال الصورة.
* وماهي الضمانات للوصول الى نتائج رؤاكم؟
الضامن الوحيد هي الجماهير... بالرغم من ان السياسة ليس بها ضمان... القيادي يجب ان يكون لديه القدرة في خوض المعترك السياسي ومبادرا بالاضافة الى العمل بجدية.. لايوجد سياسي يقول ان تلك الخطوة مضمونة او غيرها لا..
* هل لديكم جهود لاقناع الممانعين وانتم الاقرب لهم فكرياً؟
الجميع الان يترقب.. وهذا يتوقف على مدى ايجابية خطواتنا في المرحلة القادمة، كلما شكلت خطواتنا باثر ايجابي كلما كانت تلك الخطوات نموذجا ناجحا جعلت الفرصة اكبر ليحذو الاخرين حذونا، بالاضافة الى القوى المشاركة في الحوار ومدى جديتها في التزامها بالتنفيذ.. بشكل عام وجدنا ردود فعل واسعة ومفاجئة جدا بعد التوقيع، ما بين مؤيد ومعارض ، لكن حتى المعارض مترقب، لان حجم الثقة كبير لخطوتنا لثقتهم في وطنيتنا واخلاصنا للقضية الوطنية واننا سنكون ذا تاثير ايجابي، وبذلك التوقيع كسرنا حالة الجمود السياسي وفتحنا بابا جديدا للاخرين بمنهج جديد مخالف لفكرة التمترس والجمود السياسي بمهنجية جديدة في التفكير.. وبعلاقتنا مع الاخرين لدينا القدرة في لعب دور ايجابي مع كل القوى السياسية يسار ووسط وحركات مسلحة... ولقاءنا مع الوسيط الافريقي في كيفية مساهمتنا بشكل ايجابي في ملف التفاوض.. وامس الاول التقينا بالوسيط الافريقي ثامبو امبيكي تناولنا قضايا الراهن السياسي والحكومة الانتقالية بالاضافة الى مطالبة المجتمع الدولي بالضغط من اجل ايصال المعونات الانسانية لمتضرري الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق، وتطرقنا الى خارطة الطريق والحوار وكيفية التنسيق مع القوى السياسية كافة والحركات المسلحة.
* الا ترين ان توقيعك على الوثيقة تم بعد ظهور الخلافات الداخلية لقطاع الشمال.. مما يشير ترجيح «كفة» المشاركة عن التحالف مع مكونات مختلفة فيما بينها؟
نتمنى ان يتجاوز قطاع الشمال خلافاتهم لتحافظ الحركة على وحدتها لان خلافاتهم تضر بمسار التفاوض وعملية السلام والمسار الانساني، نحن حزب سياسي مستقل لا نرهن قراراتنا السياسية بمكون اخر او قرارات اخرين.
* بوضوح.. هل لديكم تطلع بتقلد منصب في الحكومة.. ام حدثت ضغوط خارجية للتوقيع؟
توقيعنا موقف سياسي فقط .. على الاخرين ان لا يحملوه مسميات كثيرة بتغيير مبادئ... نحن حزب لديه مؤسسات وكادر مؤهل يقوم بتحليل الراهن السياسي وفق المعطيات الموجودة.. وامكانياتنا والعوامل الخارجية والداخلية وقراءة الشارع السياسي.. هذه عوامل جعلتنا نأخذ موقفا سياسيا مغايرا او نختار الحوار الوطني كمنصة للتغيير... لايستطيع اي احد ان يملي قراراته السياسية علينا ولا نحن حزب خاضع لاغراءات.
* هل انتم مشاركون في الحكومة القادمة؟
نحن لسنا طلاب سلطة... ولسنا متهافتين على السلطة.
* لماذا... كل الاحزاب السياسية هدفها السلطة ؟
اقر بان اي حزب سياسي يسعى للتغيير عن طريق السلطة.. والمشاركة في السلطة لصناعة القرار مهم ايضاً...لكننا نعتقد اننا حزب سياسي لديه مستقبل سياسي سواء اكان لقوة الفكرة او الطابع الشبابي او القيادة الموجودة على رأسه... بالتالي لسنا «منزعجين» لاننا متاكدون بوجود مستقبل سياسي في السودان وسنصل الى السلطة... لكننا دخلنا الحوار ليكون لدينا دور ايجابي في المرحلة ..
* وماهي الابعاد الخارجية للحزب الليبرالي ؟
نحن اعضاء في منظمات دولية كبيرة ... شاركنا في ورشة ببيروت قبل ايام مع الاتحاد الاوروبي والمنظمة العالمية الليبرالية لدعم الاحزاب الديمقراطية في خوض المعركة الانتخابية، نحن جزء من الشبكة الليبرالية العربية والافريقية والعالمية واعضاء في التحالف العربي للحرية والديمقراطية... لدينا البعد الخارجي الذي يمكن توظيفه للصالح الوطني خلق صورة مختلفة عن السودان في الخارج وانعكاسه في شكل استثمارات.
* في تقديرك هل بالضرورة كسياسيين «تدويل» واشهاد المجتمع الدولي على كل الخطوات السياسية في الملفات الداخلية ؟
الوثيقة الوطنية الحالية هي حوار داخلي داخلي.. لكن ملف الحرب والسلام مرتبط بقرارات دولية .. لان النخب السياسية السودانية لم يكن لديها القدرة ب«خلع العباءة » الايدلوجية والمصالح الحزبية لصالح الوطن... ولم يكن هناك مبدأ السيادة الوطنية.. الطرفان «حكومة ومعارضة» ساهما في تدويل القضية والسمو فوق الخلافات... وما يجعل من افقر الدول ودائما في ذيل القامة بالرغم من وجود موارد اقتصادية وكادر بشري وتعددية كان يمكن ان توظف بشكل ايجابي بالاضافة الى الموقع الجغرافي.. كل ذلك ازمة حكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.