القوز يقرر السفر إلى دنقلا ومواصلة المشوار    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    إلي اين نسير    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصادق الهادي المهدي: هذه هي (...) حقيقة أسباب الغموض الذي صاحب استشهاد الإمام الهادي المهدي
نشر في الراكوبة يوم 11 - 04 - 2017

** في هذه المقابلة تحدث الدكتور الصادق الهادي المهدي رئيس حزب الأمة ووزير تنمية الموارد البشرية، ل(اليوم التالي)، عن الدور الذي قامت به قيادة الجبهة الوطنية في الترويج لهجرة الإمام الهادي وغيبته وفكرة (الإمام الغائب) لتحقيق بعض المكاسب السياسية في ذلك الوقت، كما تحدث عن مجموعة أحباب الإمام الهادي واحتفالاتهم السنوية وقناعاتهم بعودة الإمام الهادي، وأشار إلى التوتر الأخير الذي صاحب زيارة الصادق المهدي التي تزامنت مع احتفال مجموعة أحباب الإمام الهادي بالذكرى السنوية، وتحدث عن نقل الرفاة من الكرمك ودفنه في قبة الإمام المهدي في أم درمان. كما تحدث في هذه المقابلة عن أحداث الجزيرة أبا وود نوباوي ومقتل الإمام الهادي والغموض الذي صاحب وفاته، وتطرق إلى حقيقة مسمى حزب الأمة وإمكانية توحيده وصراعه مع مبارك الفاضل المهدي.
*هناك غموض صاحب استشهاد الإمام الهادي وتعددت روايات استشهاده.. ما السبب في ذلك؟
– واحدة من المشكلات التي صاحبت استشهاد الإمام الهادي المهدي، هي التعتيم الذي تم في فترة مايو إبان استشهاده، وحينها قال نظام مايو إن الإمام الهادي قتل في الحدود السودانية الإثيوبية، ولكن لم يسلموا ذويه وأنصاره جثمانه، ولم يحدد موقع القبر الذي قبر فيه، وهذا واحد من الأسباب الرئيسة التي ساهمت في التعتيم والغموض الذي اكتنف مصير الإمام الهادي، خاصة وأن هناك ظروفاً استثنائية تم فيها الحدث بعد أحداث دامية في الجزيرة أبا وود نوباوي، وهذه الأحداث استشهد فيها أكثر من ألف شهيد، ولم تجد الإضاءة الكافية في فترة المصالحة الوطنية بعد أن جاء حزب الأمة والصادق المهدي مصالحاً لنظام مايو، وأثناء فترة الديمقراطية الثالثة لم تجد حظها من الإعلام حتى يوضح للرأي العام والمجتمع السوداني ماذا تم في الجزيرة أبا؟ وما الذي حدث وملابسات استشهاد الإمام الهادي؟ المعارضة السودانية ممثلة في الجبهة الوطنية وقتها وعلى رأسها الصادق المهدي استغلت هذا الغموض بترويج أن الإمام الهادي في حالة غيبة حتى يجمعون عدداً من أنصاره في المعسكرات التي أنشئت في إثيوبيا وقتها تمهيداً لعمل جيش لمناهضة نظام نميري، وبعدها تم نقل الجيش من إثيوبيا والكفرة في ليبيا، وحدثت محاولة الغزو المسلح في يونيو من عام 1976م، وكل هذا ساهم أن يخلق لدى الأنصار الذين هاجروا خلف الإمام الهادي صورة ذهنية عن أن الإمام الهادي في حالة غيبة ومهاجر، وكانت هناك وعود بأن الإمام الهادي بعد تحرير الخرطوم من نظام نميري في يوليو من عام 1976م سيجدونه معهم، وهذه هي الأسباب التي صاحبت وفاته، والغموض الكبير الذي اكتنف موت الإمام الهادي.
*حسناً: وماذا عن محاكمة المتهمين بقتل الأنصار في أحداث الجزيرة أبا؟
– كنت متابعاً لحيثيات المحكمة، وأحرص على الحضور، وأدون كل جلساتها، وقتها كنت طبيب امتياز ،وكنت أقوم بتسجيل الوقائع لمعرفة الحقيقة لنفسي ولتمليكها الآخرين، في التحري عن ملف الجزيرة أبا وود نوباوي، ولكن تم عزل ملف الجزيرة وأحداثه عن ملف الكرمك (استشهاد الإمام الهادي) وحتى الآن لا أفهم لماذا تم عزل ملف أحداث الجزيرة أبا من أحداث الكرمك؟ لكن أتوقع أن الأسباب تعود إلى أن النظام توقع أن الذين يأتون للمحاكمة في الجزيرة أبا وود نوباوي قد يملكون بعض المعلومات الخطيرة التي تضر بالآخرين، لذلك فضلوا فصل الملف، وحكم على ثلاثة رجال شرطة وترك أعضاء مجلس الثورة الذين اتخذوا القرار بضرب الجزيرة أبا.
*الرفاة التي جاء بها الصادق المهدي من الكرمك.. هل هي بالفعل رفاة الإمام الهادي؟
– بعض أبناء الإمام الهادي، وعلى رأسهم ولي الدين، طالبوا بالتريث في الكشف والتحري في الجثمان الذي أتي به من الكرمك، لدفنه في قبة الإمام المهدي، ولكن الصادق المهدي واللجنة المكلفة بذلك اتخذا قراراً سياسياً بأن يدفن الرفاة في أسرع فرصة لتسيير موكب واحتفالية محدودة في مراسم التشييع والدفن، وهذا الأمر وجد احتجاجا من ولي الدين الذي طالب بفحوصات في الطب الجنائي للتحقق من الجثمان، وهذا حق مشروع له بصفته الابن الأكبر للإمام الهادي، ونحن على ثقة من خلال متابعتي لحيثيات القضية ولجان التحقيق والمحكمة، وأكاد أجزم أن الإمام الهادي استشهد في أحداث الكرمك، ولكن الجثمان هو نفس جثمان الإمام الهادي أم لا؟ كان ذلك يحتاج لمزيد من التمهل والتأني، تمهيداً لبعض الإجراءات في الطب الجنائي المعمول بها عالمياً للتأكد من ذلك، نحن شاركنا بذلك الموكب احتراماً لأشياء كثيرة، وهي مشاركة لرمزية الإمام الهادي.
*كم كان عمرك عند مقتل والدك الإمام الهادي المهدي؟
– عند مقتل والدي كان عمري (9) سنوات، وأنا طفل صغير شاهدت كل أحداث الجزيرة أبا، وكانت هناك ثلاثة أيام متواصلة من الضرب العنيف، وشاهدت بعيني الشهداء والجرحى وأنين المرضى، وهذه الأيام تركت أثرا بليغا في ذاكرتي كطفل، وشكلت وجداني السياسي، ووجودي كطبيب واستشاري في أمراض الباطنية والقلب في عالم السياسة، هو نتيجة لذلك الموقف الكبير الذي تشكل في وجداني ومخيلتي، وشاهدت كيف ظلم الإنسان أخيه الإنسان.
*يمكن القول أن شقيقك ولي الدين الهادي المهدي روج لفكرة الإمام الغائب لأجندة سياسية يريد تحقيقها وقتها؟
– الذين روجوا لفكرة غياب الإمام هم قيادة الجبهة الوطنية في الأول، وعندما انتفى الغرض للترويج لذلك الخبر في غياب الإمام وهجرته، انتفى الغرض السياسي، بعدها قالوا إن الإمام الهادي استشهد، وربما يكون ولي الدين على قناعة بهذا الأمر، أما بالنسبة لشخصي فأرى أن الإمام الهادي استشهد، لمتابعتي للملف التفصيلي لهذا الحدث، من خلال لجنة التحقيق التي شكلت وقتها في فترة الديمقراطية الثالثة، وأنا على يقين بذلك.
*ما هي حقيقة ما حدث مؤخراً في الجزيرة أبا.. وما أسبابه ودوافعه؟
– ما حدث أن مجموعة أحباب الإمام الهادي المهدي، وهي مجموعة منضبطة في سلوكها وخطابها، وتعمل بشكل دوري وراتب للاحتفال بذكرى الجزيرة أبا وود نوباوي، وهذا شيء روتيني وعادي، أما الجديد هو احتفال الصادق المهدي ومجموعته بتلك المناسبة التي لم ينادوا ويطالبوا بها، وهو على رأس هذا الكيان بعد المصالحة الوطنية، وكان ينبغي أن يفتح هذا الملف مباشرة بعد المصالحة الوطنية بعد مضي سبع سنوات من تلك الأحداث، أو كان ينبغي أن يفتح هذا الملف بطريقة واضحة في فترة الديمقراطية الثالثة عندما كان هو رئيساً للوزراء، أما أن يأتي إلينا بعد (47) عاماً من تلك الأحداث بالاحتفال بها، فهذا توقيت غريب، كأنما هو الهدف سياسي وليس حقيقياً، والاحتفال بالشهداء يكون بتكريم أسرهم عندما كان أبناؤهم أطفالاً صغاراً في عام 1977م، أو في فترة الديمقراطية الثالثة، أما الآن التكريم يكون بفتح الملف وكشف الحقائق.
*إذاً ما هي علاقة زيارة الإمام الصادق المهدي بما حدث في الجزيرة أبا قبل أيام؟
– أحباب الإمام الهادي يحتفلون بطريقة سنوية، والصادق المهدي احتفل في مكانهم، ولم يحدث أي اعتداء أو احتكاك، وكل مجموعة كانت في حالها، ولم يصيبوا أي شخص بأذى أو كلمة سيئة، وكانوا محل إشادة من سكان الجزيرة أبا الذين شاهدوا مدى إنضباطهم، وكان تخوف الصادق المهدي ومجموعته ليس في محله إطلاقاً.
*حسناً: لكن هناك جهات تتهمكم بالوقوف وراء هذه الفتنة؟
– هذا حديث ليس له أساس من الصحة، لأنه لم تحدث أي فتنة، بل هو تخوف منهم لشيء في نفس يعقوب.
*لماذا تحتفل هذه المجموعة بفكرة الإمام الغائب؟
– مجموعة أحباب الإمام الهادي مقتنعة بأن الإمام الهادي في غيبة وهجرة، وهذه قناعاتها، وهذا ليس بجديد في العالم الإسلامي وخاصة نحن أهل سنة، وفي دولة إيران هناك من يعتقدون بعودة الإمام بعد أكثر من (650) عاماً، وهذه قناعات راسخة في أذهان البعض ولا نستطيع تغييرها، وهذا نتيجة لقناعات وتضليل تم من قبل قيادة الجبهة الوطنية وقتها في الستينيات لهدف سياسي معين انتفى هذا الهدف في أذهان السياسيين الذين روجوا لهذا الأمر، ولكنه لم ينتهِ في أذهان الذين هاجروا وتركوا أطفالهم وأبناءهم منذ (16) عاماً.
*ما هي العلاقة بين الفكر المهدوي والفكر الشيعي؟
– الإمام المهدي رجل سنة، قال ما جاء من الكتاب فوق رؤوسنا، وما جاء من الرسول (ص) فوق أعناقنا، وفتح باب الاجتهاد، والإمام المهدي من السنة وليس لنا علاقة بالشيعة.
*حسناً: لكنني أقصد العلاقة في فكرة الإمام الغائب؟
– هذا في علم الغيبيات، وقد تجدين كثيراً من المتصوفة لهم كثير من الغيبيات، وهذه أشياء فوق إدراكنا، كبشر نتعامل مع الأشياء المحسوسة والملموسة أمامنا ونراها بأعيننا، وكثير من المتصوفة الذين يتبحرون في العبادة لهم غيبيات كثيرة، وهذا الباب كبير ومجال واسع والخوض فيه قد يدخلنا في متاهات كثيرة.
*هل هناك مساعٍ لتوحيد أحزاب الأمة في حزب أمة واحد؟
– لدينا لجنة تم تشكيلها لوحدة أحزاب الأمة، ونحن حريصون على هذه الوحدة، ونتمنى أن يتوحد حزب الأمة بكل مسمياته في المشاركة أو المعارضة، ونفوز بانتخابات عام (2020) موحدين ونتقدم خطوات في ذلك.
*ما أسباب خلافكم مع مبارك الفاضل المهدي؟
– الحزب الذي أسسه مبارك الفاضل المهدي هو حزب الأمة الإصلاح والتجديد، وكنا معه وعندما حدثت المفاصلة بينه وبين القصر وقتها وتم إعفاؤه من منصبه كمساعد لرئيس الجمهورية، عقد اجتماع مكتب قيادي، وكان يريد أن يقرر فض الشراكة، وتم النقاش في الأمر باستفاضة في هذا الاجتماع، وكان رأي الغالبية أن قرار الشراكة هو قرار مؤتمر عام وليس قرار مكتب قيادي، وبالتالي الرجوع للمؤتمر العام لفض الشراكة، ولكن فوجئنا في اليوم التالي أن مبارك والزهاوي إبراهيم مالك عقدا مؤتمرا صحفيا وفضا الشراكة، واعتبرنا ذلك مخالفاً لقرار المكتب القيادي ومخالفاً لقرارات المؤتمر العام، واستمررنا كحزب، ومنعاً للتصادم سجلنا حزبنا بحزب الأمة فقط في أبريل 2005م، وشهادات التسجيل موجودة وظل الحزب موجوداً إلى الآن، ومبارك الفاضل قام بحل حزب الأمة الإصلاح والتجديد في عام 2011م، واندمج في حزب الأمة القومي في احتفال مشهود، وكتب خطاباً لمسجل الأحزاب السياسية مطالباً فيه بحل حزبه ودمجه في حزب الأمة القومي، ورد عليه مسجل الأحزاب السياسية بالموافقة على ذلك.
*وما الذي حدث بعد ذلك؟
– بعدما اختلف مبارك الفاضل مع الصادق المهدي وتم فصله من حزب الأمة القومي، وأراد الآن أن يعود مرة أخرى لمؤتمر الحوار الوطني، ويواصل فيه، والآن يريد أن يشارك في الحكومة ولم يجد حزباً له، ولذلك يريد أن يخاطب نفسه ويخاطبه الآخرون باسم حزب الأمة، متناسياً أو متجاهلاً على الحزب أن هناك أفراداً عقدوا مؤتمرا عاما في عام 2005م ولهم حزب مسجل ومعتمد، حسب إفادة مسجل الأحزاب السياسية، وينبغي أن يشرع مبارك الفاضل في إجراءات تسجيل حزب جديد، وإن كان يريد الوحدة معنا فنحن على أتم الاستعداد لذلك ولا نرفض الوحدة إطلاقاً، ولكن يتطلب ذلك موافقة أجهزة الحزب، وأول ظهور له في مؤتمر الحوار الوطني في أغسطس الماضي تحدث باسم حزب الأمة القومي، وعندما تم الاعتراض من حزب الأمة القومي تحدث كذلك باسم حزبنا حزب الأمة، وهذا تطفل على أحزاب الآخرين وهو أمر مرفوض، ودخل الحوار الوطني بصفته شخصية قومية وقفز على أشياء كثيرة، ومبارك كان يريد أخذ اسم حزبنا.
*حسناً: لكن ما زال حزب الأمة القومي هو الأصل وحزبكم يمثل فرعاً؟
– حزب الأمة عندما أسسه الإمام عبد الرحمن المهدي في عام 1945م اسمه حزب الأمة، والصادق المهدي في عام 1986م طالب بتغيير اسم الحزب واعترض المنتمون له، وعلى رأسهم عمر نور الدائم، وفي النهاية ترضية للصادق المهدي الذي كان يصر على تغيير اسم حزب الأمة أضيف له كلمة (القومي الجديد)، ليصبح اسمه حزب الأمة القومي الجديد، وكان ذلك في عام 1986م، ونحن عندما سمينا حزبنا رجعنا لمرجعية الإمام عبد الرحمن المهدي وسمينا حزبنا حزب الأمة فقط، وبالتالي من ناحية مسمى نحن الأصل.
*ولكن من ناحية تنظيم وشعبية ما زال حزب الأمة القومي يحتفظ بكل ذلك؟
– الصادق المهدي جلس في كرسي الزعامة للأنصار، وذلك عندما كان الناس موحدين بالتراضي، أجلسناه في هذا الكرسي، وكان لولي الدين الهادي المهدي فضل كبير في ذلك، عندما أعلن في جمع كبير من الأنصار في عيد فطر في الجزيرة أبا، أعلن إمام الأنصار أن الإمام الهادي أوصى بأن يكون المسؤول عن كيان الأنصار من بعده في حال غيبته هو السيد الصادق المهدي، ثم بعد ذلك الصادق المهدي ضمن هذا الأمر بمقولة السيد ولي الدين، ثم أبعد السيد ولي الدين بعد أن استنفد أغراضه منه سياسياً، لذلك ولي الدين وأبناء الإمام الهادي والآخرون هم من أجلسوا الصادق المهدي في كرسي زعامة الأنصار، والصادق المهدي ليس من جيلنا السياسي، وأبناؤه في عمري وأنا ليس في مكان منافسة معه، وهو كان ينافس والدي الإمام الهادي في الخلافات التي حدثت في الستينيات، ونحن جيل مختلف نقود تياراً لإصلاح حال البلاد حسب رؤيتنا السياسية للوصول لأفضل الأوضاع التي تضمن للبلاد الاستقرار والأمن والتنمية والرخاء، وهذا لا يأتي إلا عبر الفاعلية السياسية التي وجدناها أفضل في المشاركة وفي التحول الناعم الهادئ الناعم عبر صناديق الاقتراع.
*هناك من يقول إن مشاركتكم في حكومة الوحدة الوطنية كان غير فاعل، وربما ينطبق هذا الأمر على حكومة الوفاق الوطني القادمة، كيف ترد على هذا الحديث؟
– كثيرون يقولون ذلك، لكننا ننظر للأمر من حيث الفاعلية السياسية والنتائج والخواتيم ومشاركتنا أفضت إلى تغيير حقيقي، والمؤتمر الوطني الآن يتنازل عن السلطة بنسبة خمسين بالمائة، وهذا نوع من الإنجاز والقبضة الفولاذية التي كانت في المضي اترخت وقبل الوطني بالآخر وارتضى هذا التحول الهادئ الناعم الذي يجنب البلاد الويلات، ونحن ننظر للأمر بأن نجنب بلدنا ما حدث في بعض الدول الأخرى من نزاعات قادت لتفتيت هذه الدول، ومن خلال العمل السياسي طويل المدى والأثر حدث ذلك بمشاركتنا مع القوى السياسية الأخرى التي ارتضت الشراكة والحوار. أما الذين ينظرون تحت أقدامهم ويريدون التغيير الفجائي والنتائج الملموسة بعد يومين، هؤلاء يحلمون وحاولوا ذلك أكثر من (27) عاماً، ولم يستطيعوا أن يحدثوا أي تغيير، وإذا لم تستطع أن تحدث تغييراً في سياساتك غيّر استراتيجياتك، ونحن غيرنا استراتيجيتنا بمشاركة فعالة وأحدثنا التغيير بمشاركة فاعلة حقيقية، ودخلنا انتخبات 2015 وحزنا على الموقع الثالث في تلك الانتخابات في القائمة القومية النسبية على الرغم من مشاركتنا في أربع ولايات فقط.
اليوم التالي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.