تسع سمراوات سودانيات شاركن في مسابقة المواهب العربية (عرب قوتالنت) لهذا الموسم، تمكنَّ من إثارة إعجاب لجنة التحكيم ابتداءً من الممثل المصري أحمد حلمي، الذي أبدى إعجابه بهن حتى قبل أن يبدأن، وبعد العرض أبدى كل من علي وجوى كرم رغبتهما في مشاركة هذه الفرقة في البرنامج، مقدما البرنامج قصي وريا كانت لهما من الدهشة نصيب، فقالت ريا منبهرة بالفرقة "شكل مختلف". فرقة سالوت ليست الأولى سودانيا في المشاركة بمسابقات خارجية، لكنها إحدى المشاركات القليلة والخجولة من قبل السودانيين، الذين لم يتأهل بعضهم للنهائيات بسبب عدم التصويت وأحيانا لقوة مستوى التنافس، ومع رغبة الكثيرين في فوز متسابقيهم إلا أنهم يتركوها رهينة الأمنيات، ولا يُقدمون على إحداث تغيير جذري بالتصويت. فرقة سالوت يا البنوت عرفت إحدى عضوات فرقة (سالوت يا البنوت) قائلة: كلمة سالوت تعني سلام وتحية، والبنوت هي جمع بنات باللكنة السودانية، ما يجعل معنى الاسم (تحية للبنات)، سالوت فرقة نسائية بحته يقمن فيها بكافة المهام في الفرقة ابتداءً من كتابة النصوص، غنائها، عزفها وانتهاءً بتأديتها، تتكون من تسع فتيات ينتمين لجامعة الأحفاد، الناظر لهن يستطيع أن يرى أنهن من إثنيات مختلفة في السودان، منسجمات مع بعضن، قالت منتسبات الفرقة لبرنامج (عرب قوتالنت) إنهن يعبرن عن قضايا المرأة السودانية، ويُردن أن يقلن للعالم إن النساء قادرات على فعل كل شيء، يستخدمن اللغة الإنجليزية أكثر من العربية في توصيل رسائلهم الفنية. منتهى الثقة والاحترافية المشاركة وجدت أصداء طيبة خصوصا والمجموعة قدمت الموسيقى السودانية بثوبها الأفريقي الرائع وعضوات فريق (سالوت يالبنوت) نلن استحسان لجنة الحكم وتأهلن إلى مرحلة المنافسة. وعن أداء هذه المجموعة تحدثت سارة عثمان عازفة أورغن في فرقة عقد الجلاد ل (اليوم التالي) قائلة: كانوا على مسرح البرنامج في منتهى الثقة والاحترافية، مجموعة من الفتيات المبدعات والموهوبات، وأتمنى أن تسلك المواهب الشابة طرقاً متطورة ومتجددة في إبراز المواهب السودانية، وفي رأيي إننا نملك مواهب كثيرة ترتقي إلى مستوى المشاركات في مهرجانات عالمية، لكن العرقلة تأتي من الجهات المسؤولة من تكاليف السفر في السودان، سواء أكانت جهات حكومية أو خاصة. وعلى سبيل المثال قُدمت لنا دعوة للمشاركة في إحدى الفعاليات بأمريكا، لكن طلبوا منا تقليل عدد أفراد الفرقة، ما دفع إدارة الفرقة للرفض، وبالتالي لم نذهب للمشاركة، مع العلم أن الفنانة شرين عبد الوهاب لم تتخل عن فرد من أفراد فرقتها حين أحيت حفلها في السودان، ومن المفترض على المسؤولين أن يعوا، لأنه لا يمكن تمثيل البلاد بإمكانيات ضعيفة. وأضافت سارة: سالوت فرقة نسائية مبهرة، ضف على ذلك كونهن مزيجاً أفريقياً سودانياً يشارك بشكل جديد في مسابقات عربية، لذا أتوقع أن ينلن تصويت الكثيرين على مستوى السودان والوطن العربي. مشاركات خجولة المتابع لبرامج المسابقات العالمية والعربية يلاحظ أن مشاركة السودانيين خجولة جدا من حيث عدد المشاركين، وفي المقابل لدينا مئات المشاركات في برنامج المواهب الغنائية محلياً كبرنامج نجوم الغد، لكن استمرارية طرق المواهب السودانية للمسابقات الخارجية مؤشر إيجابي للثقة بما يقدمون، بحسب فيصل أحمد سعد – مسرحي-، ، واسترسل قائلا: كما أن معظم الذين قدموا في هذه المسابقات تكون لديهم جهات داعمة ماديا أو أنهم مقيمين بالخارج، وهناك عدد لا يستهان به يود المشاركة في برامج كهذه لكنهم لا يعرفون طرق الوصول، ويقف هذا العجز المعرفي والمادي حائلا دونهم ودون إخراج مواهبهم. واستطرد: كما أن البعض يشكك في نزاهة لجان التحكيم العربية، من واقع الصورة التي عكسها المتسابقون الذين لم يتأهلوا في مواسم سابق، يقولون فيها إن الجنة سخرت من مواهبهم أو إنها لم تفهم لغتهم، ما جعل البعض يتردد في مسألة المشاركة. رغبة غير مفعلة وأضاف فيصل: سمعت بمشاركة (سالوت) لكنها تظل من المشاركات الخجولة القليلة لنا نحن السودانيين، بالنسبة للبنات تكون فكرة السفر والمشاركة خارجيا عقبة أخرى في طريق كثير من الفتيات، إلى جانب عدم اكتراثنا لثقافة التصويت مع العلم أن بداخلنا رغبة كبيرة في فوز المشاركين، لكننا نكتفي بهذه الرغبة ونجعل الباقي للتمنيات والأقدار، لذا يحتاج المواطن السوداني للتذكير بأهمية هذا التصويت في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. اليوم التالي