(سونا) - قالت الأستاذة عفراء عثمان عبدالله مدير إدارة السياحة بمحلية مروي: إن البعثة المشتركة بين جامعة دنقلا وجامعة ميتشجان الأمريكية ضمن البعثات الممولة من المشروع القطري لتنمية آثار النوبة تعمل في منطقة الكرو، وبدأت عملها منذ 2003 وتنتهي في العام القادم 2018. وأنها تعمل في الترميم ونظافة الموقع من آثار الردم الناتج من الحفريات السابقة؛ وتسويرالموقع من خطر الزحف الصحراوي. وأكدت عفراء على أهمية توعية المجتمع المحلي بإرثهم الثقافي والعمل على حمايته وتنشيط المنطقة اقتصاديا بزيادة دخل أفرادها، مؤكدة أن الموقع يشهد زيارة عدد كبير من السياح سنويا. وأشارت الى الأهمية التاريخية لموقع الكرو الذي يقع على بعد 15 كلم جنوب جبل البركل ومدينة كريمة الحالية، مشيرا الى أن أول من قام بدراسة الموقع عالم الآثار الأمريكي جورج اندرو رايزنر عام 1919 ببعثة من متحف بوسطن للفنون الجميلة وجامعة هارفارد. وارتبط اسم الكرو بعبارة (كور) او (قور) التي تعني (ملك) في الكوشية القديمة. وأوضحت أن جبانة الكرو تنقسم الى ثلاثة أجزاء؛ حيث توجد في الجزء الأوسط المدافن الأقدم؛ وتضم مدافن الأسرة (25)، والجزء الجنوبي يضم مدافن الملكات، والجزء الشمالي خصص لبعض الملكات ومدافن للخيول. وتطورت المدافن من مدافن دائرية الى إهرامات وفق تطور محلي يدعمه وجود الدفن على العنقريب وهي عادة متبعة منذ حضارة كرمة، وتضم (الجبانة) ملوك كوش الأوائل، وقسمت الى قسمين: القسم الأول الأسلاف ويمتد من (760-850ق.م) والقسم الثاني: هو ملوك نبتة الأوائل ويمتد من نحو 607ق.م منذ عهد الملك كاشتو وحتى عام 664 ق.م الملك تانوت أمني وهو آخر الملوك المدفونين بالكرو وآخر الملوك الكوشيين الذين حكموا مصر. ومازالت مقبرته تحتفظ بالألوان؛ وهي قبلة للسياح من مختلف أنحاء العالم. تضم مدافن الكرو هرم الملك بعانخي أعظم ملوك السودان وهو أول مقبرة في الحضارة الكوشية بعدها انتقل الدفن الى نوري.