يجلس جمهور الكرة الكرواتية أمام الشاشات مساء الأحد المقبل لمشاهد قمة الكرة الإسبانية بين ريال مدريد وضيفه برشلونة بالدوري الإسباني، رغبة في تألق ثلاثي كرواتي أمامه مهمة خاصة في هذا اللقاء. ومن المتوقع أن تشهد المباراة صراعا في خط الوسط بين صانع ألعاب ريال مدريد لوكا مودريتش، وزميله في منتخب كرواتيا إيفان راكيتيتش الذي يلعب في صفوف برشلونة، كما يمكن للنجم الكرواتي الشاب ماتيو كوفاسيتش أن يحظى بفرصة المشاركة مع الفريق الملكي في الشوط الثاني حسب معطيات المباراة. أمام هذا الثلاثي تحد من نوع خاص، خصوصا النجم مودريتش الذي يسعى للرد بقوة بعد تدهور مستواه بشكل لافت في الآونة الأخيرة مع ريال مدريد، وهو الذي لعب دورا حاسما في تعادل فريقه مع برشلونة بمرحلة الذهاب، بعدا تولى مراقبة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى جانب قيادة عمليات المناورة. تعرض مودريتش للإصابة في وقت سابق هذا الموسم، وعاد إلى صفوف المرينجي ليقدم مجموعة كبيرة من المباريات القوية، لكنه تأثر كثيرا من الاعتماد المفرط عليه من قبل المدرب الفرنسي زين الدين زيدان الذي يعتبر الدولي الكرواتي لاعبا لا غنى عنه في تشكيلة فريقه. انخفض المردود البدني لمودريتش في المباريات الأخيرة، وظهر ذلك جليا في مباراتي الذهاب والعودة أمام بايرن ميونيخ بالدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا، وفي مباراة الإياب على وجه الخصوص، بدا مرهقا كثيرا، وكانت أغلب كراته مقطوعة، كما خسر عدة مواجهات ثنائية في وسط الملعب. ويعتمد زيدان على مودريتش (31 عاما) في المباراة المقبلة لبناء حاجز دفاعي إضافي إلى جانب البرازيلي كاسيميرو والألماني توني كروس أمام هجوم برشلونة، بيد أن لياقته البدنية التي ظهر فيها أمام بايرن، لن تسعفه أمام سرعة تمريرات برشلونة في خط الوسط، لا سيما بوجود راكيتيش الذي يأمل هو الآخر تقديم مباراة كبيرة تشفع له البقاء كركيزة أساسية في صفوف الفريق الكتالوني. واجه راكيتيش (29 عاما) صعوبات جمة هذا الموسم تتمثل في إبعاده لفترة من الوقت عن تشكيل برشلونة الأساسي مع قدوم البرتغالي أندري جوميز من فالنسيا بمبلغ كبير، إلا أن الأخير فشل في تثبيت قدميه مع فريقه الجديد، ليطالب عشاق ال"بلاوجرانا" بضرورة إعادة لاعب إشبيلية وشالكه السابق إلى صفوف الفريق في أسرع وقت. لكن اللاعب الكرواتي عانى بعد عودته للعب، خصوصا مع كثرة تغييرات المدرب لويس إنريكي على التشكيل الأساسي، فلم يستطع النقاد والمتابعون فهم دوره الحقيقي على أرض الملعب، علما بأنه اعتاد في الموسمين الماضيين على القيام بدور لاعب الوسط المحوري الذي يتحرك كثيرا بدون كرة مفسحا المجال أمام أندريس إنييستا لصناعة الألعاب، مع التقدم كثيرا نحو الأمام واستغلال عرضيات فريقه القصيرة أمام المرمى. هذا الدور أداه كوفاسيتش كثيرا مع ريال مدريد في النصف الأول من الموسم الحالي، مستغلا غياب مواطنه مودريتش للإصابة، قبل أن يعود لدكة البدلاء وسط توقعات بإمكانية رحيله عن الفريق الملكي بعد نهاية الموسم. جاء كوفاسيتش إلى ريال مدريد قبل عامين قادما من إنتر ميلان وسط توقعات بأن يكون الخليفة المستقبلي لمودريتش في خط وسط الفريق، لكن المتابعين لمسيرة اللاعب البالغ من العمر 23 عاما يعرفون أيضا أنه اعتاد على اللعب بمركز هجومي أكبر مع النيراتزوري. وتأقلم كوفاسيتش مع دوره الجديد كلما سنحت له الفرصة، إلا أن جلوسه المتكرر على مقاعد البدلاء، فتح عيون الأندية الإنجليزية عليه خصوصا توتنهام، ليؤكد زيدان أن لاعب الوسط ضمن خطط الفريق على المستوى البعيد، معارضا أي خطة لبيعه.