ترك النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أهم بصمة في تاريخه بمباريات الكلاسيكو، وقدم مباراة رائعة سجل خلالها هدفين، أحدهما في الزفير الأخير، ليقود برشلونة للفوز على ريال مدريد 3-2 مساء الأحد في الجولة الثالثة والثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم، في واحدة من أجمل مباريات الفريقين في السنوات الأخيرة. استحق برشلونة الفوز عن جدارة واستحقاق، لأنه كان الطرف الأخطر في المباراة، لكن ريال مدريد كسب احترام الجميع بعد قتال شرس رغم نقص الصفوف في آخر 17 دقيقة بعد طرد قائد سيرجيو راموس، وكاد يخرج متعادلا، لولا هدف ميسي القاتل. بدا ريال مدريد متحفظا من خلال التشكيلة التي بدأ بها المدرب زين الدين زيدان المباراة، فقد ظهر واضحا أن الفريق يفتقد للاعب يربط بين خطي الوسط والهجوم، مع تراجع ثلاثي الوسط إلى المواقع الخلفية واكتفاء لوكا مودريتش بطلعات خجولة، وحذر مبالغ فيه من قبل توني كروس، أما كاسيميرو فتفرغ لمراقبة تحركات ليونيل ميسي. الخطة فشلت في الشوط الأول رغم البداية الجيدة في أول ربع ساعة،لا سيما وأن جاريث بايل عانى من مشاكل ذهنية وبدنية أدت لخروجه من الملعب إصابات ودخول ماركو أسينسيو مكانه. في الجهة المقابلة، أدرك مدرب برشلونة لويس إنريكي منذ البداية أن المبالغة في التقدم للأمام، سيكشف خط دفاعه رغم حاجته الماسة للفوز، فأحكم السيطرة على منتصف الملعب، ولم يتأثر بضغط لاعبي ريال مدريد على حامل الكرة في ملعبه نظرا لوجود مساحات شاسعة أمام لاعبيه في الوسط. العبء بأكمله في الشوط الأول كان على ميسي الذي ورغم عدم تمتعه بالدعم المطلوب، اجتهد واخترق مستفيدا من مهارته الإستثنائية، فسجل هدفا بعد غربلته دفاع الخصم وكان قريبا من إحراز الثاني. ويجب التنويه إلى أن غياب الموقوف نيمار الذي يمد الفريق الكاتالوني بالحلول الفردية، لم يكن ملحوظا في أوقات كثيرة من المباراة، وقام بديله ألكاسير بجهد لافت في الناحية اليسرى، ومد لويس سواريز بالكرات، إلا أن الأخير غاب عنه التركيز بشكل تام. ورغم البداية النارية لريال مدريد في الشوط الثاني، تمكن برشلونة من بسط سيطرته على مجريات اللقاء مهدرا الفرصة تلو الأخرى، وتحرر خط وسطه بعد دخول البرتغالي أندري جوميز مكان ألكاسير، ما أدى لانكشاف وسط ريال مدريد الذي اضطر مدربه لاستبدال كاسيميرو المتوتر وإشراك الكرواتي ماتيو كوفاسيتش بدلا منه. كان ريال مدريد محظوظا في عدم تلقي مرماه أهداف أخرى بعدما سجل راكيتيش هدفه الصاروخي في الدقيقة 73، وتألق الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس في إبعاد الكرة تلو الآخرى، حارما برشلونة من مضاعفة تقدمه. ومع توقع المتابعين بانتهاء المباراة فعليا بعد طرد قائد ريال مدريد سيرجيو راموس في الدقيقة 77 بعد تدخل قاس بحق ميسي، أجرى زيدان تبديله الأخير بإشراك جيمس رودريجيز الذي سجل بعد لحظات من نزوله هدف التعالد لريال مدريد، قبل أن يحرز ميسي هدفه القاتل. برشلونة لم يكن لينتصر بهاذ الشكل لولا وجود ميسي الذي أثبت أنه "الكل في الكل" في الفريق الكاتالوني، مقابل ظهوور باهت لنجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو الذي أضاع فرصة لا يهدرها مهاجم مبتدئ في الشوط الثاني عندما كانت النتيجة تشير إلى التعالد 1-1. ورافق الحظ ريال مدريد أيضا في عدم تلقي لاعبه كاسيميرو بطاقة صفراء ثانية قبل نهاية الشوط الأول، والآن بات عليه الانتظار حتى مباراته المؤجلة امام سلتا فيجو لكي يستعيد الصدارة وينعش آماله في إحراز اللقب، خصوصا وأن برشلونة يتصدر الدوري الآن بفارق المواجهات المباشرة عن غريمه التقليدي.