ثمانون قرية تشرب مباشرة من الترع دون معالجة مواطنون: مجبرون على شرب مياه (مالحة) وغير مستساغة معتمد المحلية: من يثيرون هذه القضية أصحاب غرض وأجندة قيادي بالمؤتمر الوطني: المواطنون يشربون مياهاً ملوثة عضو تشريعي الولاية.. المياه أكثر أهمية من الأنترلوك 24 القرشي: صديق رمضان عندما غرقت قبل أعوام قليلة الطفلة نبيلة الرفاعي في قناة مياه تقع قبالة قرية أم شديدة بمحلية 24 القرشي بالجزيرة، خيم الحزن على أجواء المنطقة الوادعة لذهابها المفاجئ، ومجددًا في أبريل كانوا على موعد مع القدر فقد ابتلعت الترعة ابنة الأربعة عشر ربيعاً زينب عبد الله لتغشى السكان المحليين موجة من الحزن المعطون بماء الاستياء، فهم سلموا بقضاء الله وقدره، بيد أنهم يعتقدون أن ثمة رابط بين وفاة الطفلتين وأزمة مياه الشرب الحادة التي ظلت تتعرض لها 24 القرشي، فالمواطنون في هذا الجزء الغربي من ولاية الجزيرة تلهج ألسنتهم بالشكر للوالي محمد طاهر إيلا لرفع ظلم انعدام التنمية عنهم وجعلها واقعاً يمشي بينهم، ولكن في ذات الوقت فإن فرحتهم تبدو منقوصة لأن في قلوبهم حسرات وفي أعينهم دمعات لاعتمادهم الكامل على مياه الترع في الشرب التي تنقطع عنهم في شهري أبريل ومايو. الاتجاه غرباً وأنا داخل عربة الأجرة التي استقللتها للوصول إلى مدينة المناقل انطلاقاً من ودمدني كنت أرسل بصري عبر النوافذ الزجاجية لتلمس الواقع، ورغم أن النظر عن بعد لا يعطي حقيقة الصورة كاملة، غير أن ما وقعت عليه عيناي أكد لي عظمة ولاية الجزيرة التي ورغم جسدها المثقل بجراحات تواضع عملاق المشاريع المروية في أفريقيا، إلا أن الحياة فيها تنبض وساقية دورانها تمضي في تحدِّ لا يشبه إلا أهل الجزيرة الذين رفضوا رفع راية الاستسلام أمام نائبات الدهر، وظلت الابتسامة مرسومة على وجوههم راضية بتصاريف القدر رغم قسوتها، والمشاهد كانت تؤكد عدم حدوث انهيار كامل لولاية حملت السودان على عاتقها بكل رضا لأكثر من سبعة عقود من الزمان، فعلى مدار المسافة الفاصلة بين مدني والمناقل ترقد في دلال وشموخ علي طرفي طريق الاسفلت قرى مكتظة بالسكان ذات مبانٍ فخمة، الأسواق هنا وهناك تبدو عامرة ، وحركة الماشية لا تتوقف، والشاحنات تنوء بإنتاج القمح الذي جاء جيداً هذا الموسم يقابله سعر بخس. بعد أن وصلت المناقل وجدتها تسارع الخطى لاستعادة ماضٍ اقتصادي زاهر كانت مصانعها تضج فيه بحركة الإنتاج الغزير، فالتنمية انتظمتها، وهذا يتضح جلياً في طرقها وأسواقها ومرافقها وأضافت عليها الجامعة المسماة عليها بعدًا آخر.. كانت وجهتي 24 القرشي التي لم أتشرف بزيارتها من قبل، وفي ذلك الصباح الباكر لم أجد وسيلة تقلني إليها، وبعد استفسار كان علي اعتلاء سطح عربة تايوتا أو بوكس وهو اسمها الرائج في الجزيرة كانت متجهة إلى منطقة معتوق ولم يكن بها مقعد شاغر، الأجواء كانت خريفية، لذا لم يزعجني شيء رغم الرياح القوية، ومجددًا كنت على موعد مع ملمح (جزيراوي) لا يوجد في كل ولايات السودان الأخرى التي زرتها وهي كثافة الحركة والسكان والسيارات، فالحياة هنا أيضا تنبض، من كان يجلس معي على سطح العربة بدا سعيدًا بسفلتة الطريق الرابط بين القرشي والمناقل، ورغم عدم اكتمال العمل في الكباري إلا أن وجود طريق مغطى بأسفلت سهل كثيراً من الوصول إلى القرشي التي كانت تدخل في عزلة إجبارية عن العالم الخارجي في الخريف. تغيير ولكن! حينما كان محمد طاهر إيلا والياً على البحر الأحمر، كنا طوال فترة حكمه على الضفة الأخرى منه لإهماله الكامل للريف وتركيز التنمية على حاضرة الولاية حتى أطلقنا عليه لقب والي بورتسودان، غير أن الرجل يبدو أنه استفاد من أخطاء الماضي كثيراً أو أنه تيقن تماماً أن مواطن الجزيرة غير، فلم يركز جل جهده على تجميل ود مدني، فحينما وصلت مدينة القرشي وجدتها على عكس ما توقعت، وناقض واقعها الصورة البائسة التي رسمتها لها في مخيلتي، فكل شيء يبدو فيها مثيراً للإعجاب، طرقها المسفلتة، مبانيها الجميلة، سوقها المنظم والنظيف، حركتها التجارية الضخمة، وسياراتها الكثيرة والحديثة، اسم إيلا هنا وبكل أمانة مهنية فإنه يتردد على كل لسان، فهم يعتقدون أنه انتشل منطقتهم من ركام التردي إلى آفاق التنمية ورفع عنهم الضيم ومنحهم جزءاً من حقوقهم التنموية والخدمية المسلوبة، ورغم المظهر الجيد للقرشي ورضا قطاع مقدر منها عن إيلا، إلا أن الوجه الآخر للصورة يوضح ان فرحة المواطنين بتطور منطقتهم تبدو منقوصة، فكل من التقيتهم بالسوق الذي يضج بالحركة يشكون بحزن وأسى وغبن عن أزمة مياه الشرب، ويؤكدون أنهم والحيوان يشربون من منبع واحد مشترك، وهو الترع وقنوات ري مشروع الجزيرة الأخرى. على أرض الواقع لم امكث كثيرًا في السوق، وبرفقة الشاب المهذب مهند سامي ثم القانوني عثمان تجولنا على عدد من قرى المنطقة التي تتشابه فيها تفاصيل أزمة مياه الشرب الحادة التي ظل يعاني منها سكان هذا الجزء من أرض النيلين منذ أن أوجدهم الله فيها، فهنا قرية جف حفيرها الذي يحفظ المياه للأيام السوداء ويلهث السكان عطشاً وهم يبحثون دون جدوى عن المياه في الترعة التي تقع قبالتهم، لتوقف جيرانها ورغم ذلك يردون المستنقعات المتقطعة، وحينما سألت الطفل عادل وهو يدخل (باقة) في مياه الترعة الراكدة، هل تشربون هذه المياه؟ أجابني ضاحكاً: (من الترعة للبطن مباشرة). في قرية أحمد المصطفى وجدت عربات الكارو مصطفة أمام صهريج، فقال لي مرافقي الأستاذ عثمان إن هذه البئر الوحيدة التي تعمل، وحينما سألت المسؤول عن صلاحية المياه أجاب باستياء (أحسن من العدم)، أخبرني المواطنون أنها على درجة عالية من الملوحة، وغير مستساغة، وقد استعصى علي شربها ولكن السكان مجبرون عليها، كما أكد من بالمحطة. ذهبنا إلى قرى أخرى، فالجميع يشكون العطش والأمراض الكثيرة التي تخلفها مياه الترع منها البلهارسيا والفشل الكلوي، قرى بها حفائر وأخرى تشرب مباشرة من الترعة، وثالثة يرتضي أهلها تجرع المياه الملوثة مثلها والسم الزعاف، وهم مجبرون، بصفة عامة فإن الناس هنا يعانون أشد المعاناة من المياه غير الصالحة التي يشربونها، فمن يقطن أبوعون أو أبوحليمة وحي التجار والكمر البعاشيم، وحلة النور وحلة عمر وغيرها جميعا يتقاسمون المعاناة، ويشكون العطش ويلعنون الحكومة اتحادياً وولائياً لعجزها عن توفير مياه شرب نقية لهم رغم أن منطقتهم تمثل 305 من مساحة مشروع الجزيرة ويقطنها نصف مليون مواطن في 400 قرية وكمبو. استياء وغبن بعد تجوالنا على عدد من القرى ووقوفنا على المعاناة التي يتكبدها مواطنون تقاصرت أحلامهم وتواضعت طموحاتهم حتى وصلت درجة المطالبة باستدامة جريان مياه الترع وليس توصيل المياه من النيل الذي يعتبرون أمره ترفاً ومبتغى بعيد المنال إن لم يكن مستحيلاً، عدنا مجدداً إلى السوق الذي تبدد إعجابي به وبمدينة القرشي بعد الوقوف على حال من يشربون كدراً وطيناً ولا تعيرهم الحكومة أدنى التفاتة وذلك لأن الماء بحسب رأيهم كان يجب أن يكون أولاً وأخيرًا وليس الإنترلوك، في إحدى القهاوي المنتشرة في سوق القرشي جلست إلى عدد من مواطني المنطقة، وكان محور الحديث عن مياه الشرب، فهذا فضل المولي الطيب فضل المولى من قرية أحمد المصطفى يتحدث بلهجة غاضبة، ويؤكد أن آخر حالة وفاة بالقرية كانت بسبب الفشل الكلوي الناتج عن تلوث المياه، ويجزم بانتشار هذا المرض بالإضافة إلى السرطان بالمنطقة، أما رئيس اللجان الشعبية بقطاع القرشي يوسف محمد الحسن وعلى غير عادة منسوبي المؤتمر الوطني لم ينكر وجود أزمة في مياه الشرب بل مضى بعيدًا في حديث الشفافية حينما أكد أن الإنسان والحيوان يشربان من منبع واحد وأن المياه في كثير أحيان تكون ملوثة. فيما بدا المعلم بالمرحلة الثانوية قرشي نصر الدين أبوعون مستاء من تكرار أزمة المياه وتحدث باستفاضة مصحوبة بحرقة وألم عن واقع السكان الذي يصفه بالبائس. الأرقام تتحدث توجهت بعد ذلك صوب هيئة المياه بالمحلية، والتقيت كبير المهندسين بالمرفق الخدمي، المهندس أحمد عبد الله، الذي لم ينكر وجود الأزمة، وأشار إلى أن محلية القرشي تتكون من ستة قطاعات إدارية، خمسة منها تعتمد بشكل أساسي على الشرب من قنوات ري مشروع الجزيرة، فيما يعتمد قطاع العزازي على المياه الجوفية. ويقول إن المنطقة ليست بها مياه شرب في جوفها لأنها تقع على منطقة صخرية، مقراً بأن أبرز المشاكل التي تواجههم هي التلوث، ولأن المياه سطحية توجد على القنوات فإنها معرضة للتلوث، وفي سبيل ذلك فإنهم يجرون الكثير من المعالجات المختلفة لأن المياه أكبر ناقل للأمراض، ويضيف: كمية المياه تشهد انخفاضاً واضحاً في شهري أبريل ومايو بداعي صيانة القنوات، وهذا ينعكس سلباً على توفرها الذي ينعدم في بعض الأوقات، ويكشف عن أن 90 قرية تشرب من الحفائر وأكثر من عشرة لا توجد بها حفائر، فيما توجد قرى أخرى بها حفائر، ولكن المواطنين يحجمون عن شربها لاعتقادهم بتلوثها ويشربون مباشرة من الترع، ويؤكد أن المياه في الحفائر متجددة لأنها تأتي من الترع وتخضع لمعالجة، معترفاً بأن حجم الحفائر صغير وسعتها التخزينية لا تتجاوز العشرين ألف متر مكعب بدلاً من الخمسين ألفاً، مشيراً إلى أن تراكم الطمي في الحفائر بدوره قلّص من سعتها التخزينية، قاطعاً بوجود عمليات تنقية في القرى التي تعمل محطاتها بالكهرباء، ويبلغ عددها نحو خمسين، فيما توجد أحواض ترسيب في القرى الأخرى، معتقداً أن هذه الطريقة تعتبر بدائية، ويرى أن المحطات المدمجة هي الحل الأمثل للمياه بالقرشي، وقال إن كل الكنابي تشرب مباشرة من الترع، واصفاً العمل فيها بالضعيف. أزمة وتكرار من ناحيته، فإن المحامي وعضو تشريعي الولاية السابق عثمان أحمد الطيب فقد أكد أن هذه الأزمة ظلت تتكرر كل عام بداعي الاعتماد الكامل على مياه قنوات ري مشروع الجزيرة في الشرب التي تخضع للتأهيل في فترة الصيف، وقال إن العمل في قنوات "ثمانية صفر، ود الأمين، وخمسة وستين" تعتبر السبب المباشر لانعدام المياه، ويلفت في حديثه ل(الصيحة) إلى أن حفر الآبار لم يجدِ نفعاً وذلك لملوحة مياهها أو محدودية عمر البئر التي لا تتجاوز العام، وبعدها تجف المياه كلياً، وذلك بسبب وقوع المنطقة على صخرة الماطوري، وقال إن الولاية والمحلية والري وعقب ارتفاع أصوات المواطنين بالشكوى من العطش تم التنسيق بين الجهات الثلاث لتوفير المياه، إلا أن المحامي عثمان يؤكد استمرار الأزمة في ظل وصول المياه إلى الترع لفترة محدودة ثم إيقافها بسبب الصيانة، ويؤكد أن هذا زاد من معاناة المواطنين، كاشفاً أن ثمانين قرية ما تزال يشرب مواطنوها من الترع مباشرة، ويعتقد أن الحل يكمن في الإسراع في تنفيذ المحطات المدمجة التي تم توفير ميزانيتها ورغم إشادته بوالي الولاية على اهتمامه بالمنطقة، إلا أن القانوني عثمان يجزم بأن أزمة المياه بالقرشي أكبر من إمكانيات ولاية الجزيرة، ولابد من تدخل حكومة المركز لحلها. وضع مطمئن أما معتمد محلية 24 القرشي الأمين وداعة فيلفت إلى أن القرى تتأثر بأعمال الصيانة في القنوات، ولتلافي هذا الأمر فإنه يتم عقد اجتماع مبكر للتنسيق بين الري والمحلية والولاية، وذلك لتوفير المياه في فترة الصيف، مبيناً في حديثه ل(الصيحة) أن المعادلة تبدو في غاية التعقيد لأن إدارة المشروع تريد تأهيل وتطهير القنوات، وفي ذات الوقت فإن المنطقة تحتاج لجريان المياه للشرب، ويقول إن هذا الواقع حتم على إدارة الري بالمشروع توفير المياه في شهري أبريل ومايو لأيام، وذلك لتوفيرها للمواطنين، مؤكداً على وجود تعاون وتنسيق كامل بينهم، ويؤكد وجود تجاوزات من بعض المواطنين تتمثل في اتجاهم للزراعة الصيفية في فترة الصيانة، وقال إن هذا يؤثر على كمية مياه الشرب، مقراً بان مواطنين يرفضون الشرب من الحفائر، ولكن المعتمد يرى أنها الحل الوحيد الموجود والمتاح، مؤكدًا خضوع المياه للمعالجة، وجزم بصلاحيتها للشرب، وفي ذات الوقت اعترف بتوقف محطات تنقية ومرشحات عن العمل بعدد من القرى، وقال إنهم أخبروا الولاية بشأنها وكذا إدارة السدود، ورغم تأكيده بأن الموقف مطمئن، إلا أنه اعترف بتلقيهم شكاوى يومية من القرى بوجود أزمة في المياه، ويقول إن 80% من القرى حفائرها تتوفر فيها المياه، ويلفت إلى أنهم كونوا غرفة طوارئ لمتابعة مشكلة المياه، ويقطع بوجود أصحاب غرض وأجندة يبحثون عن النيل من حكومة الولاية عبر إثارة قضية المياه، وتوقع أن تستمر الأزمة خلال شهر مايو لعدم انتهاء فترة الصيانة في قنوات الري، مؤكدًا أن الحل يكمن في المحطات المدمجة التي قال إن حكومة الولاية صادقت بأكثر من أربعين لمحلية القرشي تم فرز عطائتها ويتوقع تنفيذها في الفترة القادمة. المياه والإنترلوك واًخيراً، فإن عضو المجلس التشريعي بالولاية عمار محمد زين الريح، يؤكد أن معظم مياه الترع الرئيسية راكدة وأنه رغم ذلك فإن المواطن الذي يصفه بالمغلوب على أمره يبحث عنها وهو يلهث عطشاً دون أن يجدها، لافتاً في حديثه ل(الصيحة) إلى أن الأزمة ظلت تراوح مكانها لجهة أن جريان الترع في شهري أبريل ومايو غير منتظم وأن هذا ألقى بظلاله السالبة على المواطنين الذين ينتظرونها لأيام وهم يكابدون ويعانون ولا يجدون حلاً في كثير أحيان غير التوجه إلى المناطق التي توجد في ترعها مياه جارية أو راكدة، وقال إن الحفائر لم تعد تحتفظ بالمياه لفترات طويلة وذلك لصغر مساحتها وقصر عمقها بالإضافة إلي عدم تطهيرها منذ تشييدها قبل سنوات، كاشفاً عن أن ثمانين قرية بمحلية القرشي يرد مواطنوها الماء مباشرة من الترع دون إخضاعها لعمليات التنقية وإزالة الشوائب، وما يضر بصحتهم، وذلك لعدم وجود حفائر ومحطات تنقية، محملاً حكومة الولاية وإدارتي المحلية والري المسؤولية كاملة، وذلك لعدم بذلهما جهوداً تسهم في إيجاد حل نهائي للمياه بالقرشي، ويلفت عضو المجلس التشريعي إلى أن المياه بالولاية خصص لها مبلغ مليار جنيه في هذا العام، إلا أنه وحتى انتهاء الربع الأول منه لم يتم تنفيذ مشروع واحد رغم استمرار تركيب الإنترلوك، ويرى أن في هذا تناقضاً واضحاً وعدم ترتيب للأولويات، معتقداً بأن المياه أهم من الكماليات، ويرى أن حل أزمة مياه الشرب بمحلية 24 القرشي تتوقف على إنشاء محطات مدمجة على مستوى عالٍ من الكفاءة مع أهمية إنشاء حفائر ذات سعة تخزينية كبيرة وتوفير أجهزة التنقية، وقال إن المياه بوضعها الحالي تبدو غير صالحة للشرب، ولكن المواطن ليس أمامه بديل، لذا يلجأ إليها مجبرًا.